«بياض» لقمان.. يفضح «سواد» الجيش الالكتروني!

لقمان سليم

منذ بداية شهر شباط الحالي ، موعد الذكرى السنوية الأولى لاغتيال لقمان سليم، والجيش الالكتروني الأسود يحتشد ويتوزع في غرفه السوداء، يتابع أخبار الغياب الواسعة الكثيرة الكثيفة، أخبار لقمان الشهيد المغدور ، وما حل بالبلاد والعباد بعد استشهاده. تعجز العيون والحواس السوداء المحدقة بالشاشات والجرائد والصحف والاعلام المرئي والمسموع والمكتوب، تعجز عن حصر أخبار الغياب، لكثرتها وامتدادها في المسافة الوطنية والانسانية، بل المنتشرة على مدى المكان والوطن. انها اخبار على كل لسان وفي كل عين، أخبار تسأل عن المجرم ومتى يعاقب هذا القاتل المعروف شكلاً ومضموناً.
يعجز الجيش الالكتروني الاسود، عن احصاء الكتابات والمقالات وصيحات الغضب الهادئة، يعجز هذا الجيش–الظل الوافي للقاتل، أداة القوة السوداء الغاشمة في معركة الحرية والحياة.

كل الكتابات والشعارات تتلفّظ بثقافة لقمان، ترفع وتكتب وتدون حقيقة الغائب، بما يمثل من طاقة وطنية صادقة، كانت تحمل هموم الوطن والانسان عن حق وحقيقة، وتسأل ،الى متى يستمر القاتل بالفرار من وجه الحق، والقاتل المجرم معروف وهو الجهة المعروفة، ولا تحتاج للتعريف بها ،انها واضحة المعالم والنوايا المسبقة في كل جريمة ستحدث!

نحن لا نقتل من لا يقتلنا فكيف الأمر مع لقمان الذي لا يمتلك رصاصة

أحدهم يسأل، أحد هؤلاء ، أبناء الظلمة والظلام والمُغرر بهم، يسأل:” لماذا قتلنا لقمان، ماذا فعل ليستحق عقاب القتل والتصفية الجسدية”، ويسارع زميله (الأسود الظلامي) للجواب بالقول، “قتلناه لأنه يمتلك معلومات..” ويصمت مبررا عدم قدرته على التفسير أكثر، فيرد المُغرر، وعلى سذاجته، “نحن لا نقتل من لا يقتلنا فكيف الأمر مع لقمان الذي لا يمتلك رصاصة ولا بندقية ولا يؤمن بالعنف سبيلا للهدف؟”…حوار طويل بين أبناء الظلام، ولا جواب يجمعهم سوى أن “العالم على خطأ ونحن على صواب”!

كل من صرخ مطالبا بمعاقبة الجاني، كان صدى لملايين الصرخات

ذكرى اغتيال لقمان، أخذت حيزا تعدى مساحة أرض الروح التي ما بارحها الغائب، تحولت الى صرخة بصرخات عالية ومن عيار الوعي والثقافة الراقية. كل من صرخ مطالبا بمعاقبة الجاني، كان صدى لملايين الصرخات المطالبة بحرية الحياة، ولقمان ابن هذه الحرية المشتهاة.

الجيش الالكتروني الاسود في ورطة، فليس باستطاعته اسكات ملايين الصرخات، المنددة بجريمة العصر، التي ارتكبت بأمرٍ من واليهم الأسود الجهنمي. وكل ما يكتب عن بياض المحبة التي لونها الشهيد، زاد بسواد الأسود وتفحّم حتى صار “أرمية” سوداء مشلعة في أرض موحلة.

السابق
١٧ تشرين تدخل المعركة الانتخابية في البقاع وراشيا من اوسع ابوابها.. عبر «سهلنا والجبل»
التالي
رحيل قاسم قديح «عاشق» الحُسين.. ولينين!