بعدسة «جنوبية»: عائلة لقمان ومحبوه يتحضرون لـ«لقاء حب»!

احياء ذكرى لقمان الاولى

يا لهذا الرجل اللغز، الذي يكاد لا يفقهه محبّوه فضلاً عن مبغضيه!! 

– عاش فريداً شجاعاً، ومات عزيزاً شهيداً.  

يا له من محتل غازٍ: احتل القلوب، وغزا العقول.  

يا له كيف سكن وجداننا، يكاد لا يفارق الأفئدة، طبع حياتنا بثقافته ووعيه..  

شخصيته فريدة، يكاد المرء لا يجيد لغته، ولا تعابيره، رغم عفويته، وبساطته: 

فهو مجبول بالعزة التي فسرها البعض تكبراً! 

وهو في قمّة التواضع، الذي فهمه البعض سياسةً! 

وهو كتلة من الحبّ والحرص على مجتمعه، الذي صوّره البعض عمالةً! 

كم هو عصي على القتل والاغتيال، عصي على الغياب، فقد ازداد حضوره في ظل رحيله.. 

وسيدرك قاتلوه بأنه لن يغيب، وبأن انتقال “لقمان” وصعوده من دنيانا ليس نهاية شخص، بل إنه بداية مرحلة، سرعان ما ستتضح معالمها، يومذاك (نَحْشُرُ المتقين إِلَى الرحمن وَفْداً وَنَسُوقُ المجرمين إلى جَهَنَّمَ وِرْداً). 

هذا ما خطه الشيخ محمد علي الحاج العاملي من كلمات في الذكرى السنوية الأولى للإغتيال الظالم البشع الذي طال صديقه لقمان سليم.   

اليوم الخميس 3 شباط، تحل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الناشط المثقف والكاتب والناشر وصانع الأفلام، لقمان سليم، في 3 ، أطلقت “دار الجديد” للنشر و”أمم للأبحاث والتوثيق” و”مؤسسة لقمان سليم” حملة ترمي إلى تحقيق العدالة، بالإضافة إلى توقيع بيان ضدّ الاغتيال السياسي، والدعوة إلى احتفال تأبيني لتوزيع جوائز “الغار” على أربعة كتّاب مبدعين كتبوا حول القضية، وتناشد الحملة اللبنانيين الكتابة: أكتبوا في الصحافة، في المدونات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ونادونا بهاشتاغ #العار_لكاتم_الصوت. 

لم يمر اغتيال الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم، بما يُمثّله من نموذج للجرأة وحرية الرأي والحب، مرور الكرام، فإن الذكرى الأولى لاستشهاده، لن تكون إلا محطة جديدة في مواجهة اعتاد خوضها بـ” صفر خوف”.

فكما لم يُخفت “كاتم الصوت” مواقف لقمان الناطقة بالحق، فهو لم ينجح في اسكات صوت انتزاع إرادة “أمم للتوثيق والأبحاث” و”مؤسسة لقمان سليم” و”مؤسسة دار الجديد”،وما اللقاء للتحلّق حول لقمان مبادئه الذي سيجتمع فيه رفاقه مع أهل البيت وجيران الهنغار، في دارة تتّسم بالشموخ، إلا للتأكيد على استمرار المواجهة انتصاراً لدماء الشهيد.

لا مهرب من العدالة بلغة اعتمدها لقمان بوجه الكراهية و سلاح الضعفاء قوامها بأن الإنتقام من الجبناء يكون بالقانون والصمود

الإستعدادت لـ”يوم لقمان” ممزوجة بقوة وعنفوان شقيقته رشا المستمدة من توأم روحها، ورفيقة الدرب مونيكا العازمة على اكمال المسيرة، وصبر الأم سلمى التي تعكس “الرقي” الذي انتهجه لقمان، اللواتي اجتمعن بصورة لقمان مع محبيه وأصدقائه الذين تقاطروا الى منزله، بمشهد وفاء، ليكتبوا بقلم اعتداله وحكمته وشغفه رسالة تحدٍ بوجه المجرم “المعروف المجهول” بأنه لا مهرب العدالة، بلغة اعتمدها لقمان بوجه الكراهية و سلاح الضعفاء، قوامها بأن الإنتقام من الجبناء يكون بالقانون والصمود .

إقرأ أيضاً: لماذا قتلوا لقمان..الشيعي المدني التحرري؟!

أمام ضريحه اجتمعوا، وزينوه بورود تشبه نقاء لقمان، وتبادلوا مع عائلته كلمات المواساة ، فيما الموسيقى ترددت اصداءها في المكان الذي ارتدى حلة الوفاء في يوم هزيمة من راهن على ايقاف نبض الشهيد الفذّ.وغنت الأغنية ميساء جلاد والتي تمت كتابتها بعد مقتل لقمان.

السابق
الغصة تتحول الى فرحة..«المعلومات» تحرر الطفل راين!
التالي
مجمع تجاري يرفض توظيف المحجبات.. ودعوات لمقاطعته!