ضربت لبنان”عاصفة كورونية”، بعدما تخطت الإصابات حاجز الـ 9 آلاف، في مؤشر يُنذر الى تفشٍ غير مسبوق للفيروس في بلد محاصر على كل المستويات بواقع مأزوم، وخصوصاً في القطاع الصحي العاجز عن تحمّل تداعيات تفاقم الوضع الوبائي، فالمستشفيات غير قادرة على استقبال المرضى والكلفة الإستشفائية مرتفعة، والمواطن لا قدرة له على تكبّدها في ظل الوضع المعيشي الصعب.
اقرا ايضاً: خاص «جنوبية»: جشع التجار تابع.. إخفاء بضائع وسيارات إستباقا لرفع الدولار الجمركي!
وعن أسباب الرقم القياسي الذي سجّله عدّاد كورونا، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لـ”جنوبية” أن”ارتفاع الاصابات هو متوقع في ظل الطقس البارد، والتجمعات داخل المنازل، وسرعة انتشار أوميكرون، كما العدوى تنتقل من شخص الى آخر في ظل هذا الوضع”.
ارتفاع الاصابات هو متوقع في ظل الطقس البارد والتجمعات داخل المنازل وسرعة انتشار أوميكرون
ولفت الى ” أنه مقارنة مع العدد الكبير، فالذين دخلوا العناية المركزة لا تزال اوضاعهم مقبولة جداً مقارنة بالعام الماضي الذي شهد نسبة مرتفعة من المرضى في المستشفيات، وهذا كان تخوفنا، ولكن عدم حصول ذلك، سببه أن الإصابة عند متلقي اللقاح تمر بشكل خفيف يشبه الإنفلونزا و لا تُسبّب لهم المشاكل، كما أن 80 أو 85 % منهم لم يتلقوا اللقاح أو هم من أصحاب الأمراض المزمنة”، لافتا الى ذلك “يُظهر أهمية اللقاح وضرورة الحصول في مواجهة المتحور، ولولاه لكنا في وضع صعب في ظل عدم وجود أسرّة كافية في غرف العناية”.
مقارنة مع العدد الكبير فالذين دخلوا العناية المركزة لا تزال اوضاعهم مقبولة جداً مقارنة بالعام الماضي
وأبدى عراجي ” تخوفه من تزايد الإصابات الخطرة التي تتطلب دخول الى المستشفيات، التي تفتقر لعدد أسرّة العناية اللازمة”، لافتاً الى ” أن التوقعات عن موجة أكبر وظهور متحورات جديدة لا يمكن حسمها في ظل الوضع الوبائي، لكن الأكيد أن أوميكرون أقل خطورة من دلتا بحدود 70%، على الرغم من أنه سريع الإنتشار ويمكن أن يصاب به الشخص مرتين”.
التخوف من التراخي وعدم الإلتزام في لبنان الذي قد يفاقم الوضع الوبائي
ولفت الى “تقرير علمي بريطاني يُنبّه الى ظهور متحورات جديدة و ضرورة عدم رفع القيود بسرعة، ويؤكد أن عدم حصول الدول الفقيرة المنخفضة الدخل على اللقاحات الكافية للحد من انتشاره”.
وشدد عراجي على ” أن التخوف من التراخي وعدم الإلتزام في لبنان الذي قد يفاقم الوضع الوبائي، في ظل غلاء الإستشفاء و محدودية غرف العناية، لذلك المطلوب الحصول على اللقاح لتجنّب تفلّت الأمور صحياُ”.
