العالم تحت رحمة «تعكر مزاج».. المناخ!

عاصفة تشرين

أن تكون السنة الماضية، هي الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة في التاريخ، ليس بالأمر المستغرب. إذ تبين كل المؤشرات أن ارتفاع الحرارة كل سنة يزداد عن السنوات السابقة، وبخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة. وهذا الأمر مرشح للاستمرار. ما يؤشر، وللأسف، أن معركة الحد من ارتفاع حرارة الكوكب درجتين مئويتين ستكون خاسرة. وهي تبدو وكأنها قد خسرت فعلاً، وأننا قد تجاوزننا نقطة اللا عودة!

اقرأ أيضاً: عاصفتان ثلجيتان نحو لبنان: موجة برد قطبية والرياح ستلامس سرعتها الـ 85 كم!

فالمواجهة محصورة في وعود ونوايا والتزامات، لا تلزم إلا من يستمع إليها، وها هو الوعي الجماعي، كما المحلي، يقف عند حدود النمو الاقتصادي والفاتورة المالية، لفرملة تنمية مستدامة وسعي جديد، للانتقال الى الاقتصاد الدائري والطاقات البديلة. 100 مليار دولار في اتفاقية باريس سنوياً للبلدان الفقيرة، للمساهمة بالحد من الاحتباس الحراري، ما تزال “ضائعه” في أسطر ومتاهة الاتفاقية، التي أعتقد الكثيرون أنها تؤسس لمستقبل أفضل لكوكب الأرض. ماذا عن الانتقال الى معركة أخرى وأعلى، وهي وقف حرارة الأرض من الارتفاع 4 درجات.. هل يمكن الفوز بها؟ للأسف، إذا لم يتغير الأداء، فالنتيجة ستكون خاسرة مع نتائج كارثية على الحياة في الأرض! والأصعب في هذه المعارك، هي في انتفاء القدرة على إيجاد آلية أممية، ملزمة للحكومات في العالم بالوفاء بالتزاماتها!
كل ذلك، من دون تأثير، بالضرورة، لظاهرة “النينيو”، التي أسهمت في العقود الأخيرة عند ظهورها  بتسجيل أعلى معدلات للحرارة خلال حدوثها. (وظاهرة “النينيو” هي حركة تيار المحيط الهاديء الحارة، التي تتكون في فترة الميلاد قبالة سواحل دول أميركا الجنوبية. وهي تؤثر عادة على ارتفاع حرارة السنة بأكملها في العالم كله. وهي تستمر لعدة أشهر، وكانت تظهر في العادة بمعدل تقريبي مرة كل أربع سنوات).
من أميركا الى أوستراليا، مروراً بأوروبا وروسيا والمناطق القطبية… عواصف وأعاصير وظواهر مختلفة. الى جفاف في عدد كبير من المناطق والأنهار في العالم. وخسائر بمئات مليارات الدولارات نتيجة “تعكر مزاج” المناخ في العالم. ولكن الأخطر، والذي لم يبلغه العالم هو حركات نزوح سكانية كبرى لعشرات الآلاف، أو لمئات الآلاف من الناس بسبب تأثيرات هذه الظواهر. ما يحتاجه كوكب الأرض اليوم هو الالتزام بالتنفيذ والوعي. وإلا فالتهديد جديد، والآتي أعظم…”بكتير”. وهذه ليست نبؤة إنما مسار جعل منه الناس والحكومات… حتمياً!
*رئيس جمعية غرين غلوب العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة

السابق
«آخرة» رجل مثقف.. تحت جسر الفيات!
التالي
وزير الإقتصاد يعلن موعد بدء المفاوضات مع صندوق النقد: نعمل على ورشة تشريعية لحماية المستهلك