«آخرة» رجل مثقف.. تحت جسر الفيات!

آخر مرة قصدته كانت قبل اسبوعين، بهدف شراء بعض الكتب المفقودة من المكتبات. وشاءت الظروف ولم أجد مبتغاي من الكتب التي احتاجها، علماً أنني وجدت لديه، سابقاً، الكثير من الكتب القيمة، وآخر كتاب اشتريته من “المشرد” محمد المغربي، من مكتبته (مملكته) كما يسميها، كان كتاب “موبي ديك” ل هرمان ملفل.

اقرا ايضا: عبد الله «الساعي» إلى «العدل لا القانون»!

بالأمس ، انتشرت أخبار كثيرة تتحدث عن حرق كتب محمد المغربي تحت جسر الفيات:
“لقد اشتعلت النيران، ليل أمس، في مكتبة المشرّد محمّد المغربي الواقعة تحت جسر الفيات، حيث يعمل على جمع الكتب وبيعها.
وأتت النيران على بعض محتويات المكتبة..”


وافادت بعض المعلومات أن المغربي لجأ إلى المخفر لتقديم شكوى في الحادثة.
قُضي الأمر ، مع الأسف الشديد احترقت (مملكة) مكتبة المشرد ، ترمّدت الكتب، وتفحّم خشب المكتبة الركيك الحزين، وبات المشرّد في غير تشرّد وضياع وبلبلة.
نعم ، وللأسف أيضا وايضا، التهمت النيران كتب”العم محمد” وقضت على ممتلكاته البسيطة، بعدما أقدم مجهولون ليل قبل أمس على أحراق مكتبة محمد المغربي، الرجل المشرد الغريب العجيب، في جمع الكتب وبيعها والعيش منها وبها ومعها، وحيدا في عراء الحياة والفصول، الرجل الذي يعيش وينام ويأكل ويشتغل تحت جسر الفيات.
قضت النيران على كتبه التي جمعها ، وعلى ممتلكاته البسيطة.
“الشيخ الملتحي” محمد المغربي الملقب ب”الباش ” كان قد حاز اهتمام الرأي العام وزاره وزير الثقافة قبل ايام لتكريمه.
وظاهرة المغربي ليست الفريدة في بيروت، فسبق أن شهدت المدينة أمثاله، وفي مراحل من أيام ليست ببعيدة، كانت أرصفة كثيرة في المدينة مغطاة بالكتب المستعملة والنادرة، كان الرصيف سوق الكتاب اللافت والجميل، سوق الكتاب الأنجع، ربما هو معرض الكتاب الشعبي الأمتع.

السابق
عبد الله «الساعي» إلى «العدل لا القانون»!
التالي
العالم تحت رحمة «تعكر مزاج».. المناخ!