كل «الإطلالات» تؤدي إلى «طاحونة الممانعة»!

السيد حسن نصرالله

“محور الممانعة”، في واد والشعب اللبناني بأسره في وادٍ آخر، ثلاث إطلالات لا مسؤولة لرموز العهد خلال الأيام الثلاثة الاولى من السنة الجديدة، شكلت العنوان التي تقرأ منه الرسالة الفارغة من اي معنى، يحملها من اطلقها، وليس فيها سوى سرد لمعارك و حرتقات و تصريحات فراغية صوتية، لا تسمن ولا تغني من جوع.

هذا المحور ، ضرب بطون اللبنانيين وأرهق أجسامهم وبخر أحلامهم بمستقبل يحيون فيه آمنيين، لا تفيد المواطن ولا المقيم، حتى الدعوة التي أطلقها الوزير جبران باسيل للشروع بالتغيير الكبير لا تليق به، سيما وأنه ممن أوصل البلاد والعباد إلى ما هم عليه، جراء سياسة اتبعها والرد عليه من أمثال الوزير علي حسن خليل.

باسيل وحسن خليل، كلاهما يحاول الدفاع عن نفسه بالهجوم على غيره، والغاية لكليهما هي التضليل والتعمية على إخفاقات إقترفاها معاً، و معهما ثلة من السياسيين العاجزين عن كل شيء، إلا التدمير والتخريب وتأجيل المستحق، والإفلات من المساءلة والحساب والعقاب والزيادة في التضليل.

باسيل وحسن خليل كلاهما يحاول الدفاع عن نفسه بالهجوم على غيره والغاية لكليهما هي التضليل والتعمية على إخفاقات إقترفاها معاً

وكل ذلك وفق قاعدة “علي وعلى أعدائي”، ذلك أن سر قوتهم قد بان وبات، واحدهم يتمنى الشر لنفسه اذا كان ذلك سيلحق الضرر بخصومه المتربصين، حتى وإن أطبق السقف عليهم وماتوا مع من هم معهم مختلفين.

 أما الخطاب الأخير فهو أممي وله فهرست، وصاحبه يعتبره دليل التائهين وملاذ الحائرين وأمان المترددين، “سيد الخطاب” الطويل يمجد النفس ويتهم بالضلال “التانيين”، لا يتحمل اي مسؤولية فهو ناصر المستضعفين ومفرج نكبات المنكوبين، قتلاه في الجنة والنار وجدت للآخرين، و بحسب قاموسه لا بد من التمييز دائماً بين القاتل، الذي هو خصمه والشهيد الذي هو حصرا من التابعين، وبين العدو الذي هو ضده، والصديق الواقف معه و خلفه.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يَلعب بالنار..يُحرق لبنان كرمى لإيران!

وقد يكون “السيد” محق في أكثر من مكان بخصوص أطماع الولايات المتحدة، التي شاطرها وسايرها وشاركها، أو كأضعف الإيمان سكت عن وجودها معه على نفس الجغرافيا، في غزو العراق لإقتلاع صدام وفي سوريا للحد أو القضاء على ما عرف ب”داعش”، تلك التي كلما نضجت جلودهم أبدلوها بجلود غيرها، لكي تبقى ويذوق اهل الشام والعراق العذاب الأليم.

أما بخصوص العداء لمغتصب فلسطين، فهو محق تماماً والتأييد هنا، لا بد من باب المنطق أن يكون مشمولا بأداتي الاستفهام والتعجب، وفيها أنه لماذا لم يحصل بينهم أي مواجهة على الحدود منذ أمد طويل، وهم الأقرب إليه وإلينا من حبل الوريد؟!

وكيف يفسر “سماحته” رفضه لحق شعوب المنطقة بالدفاع عن مصالحها وتقرير مصيرها، عبر فرض أجندة تجعل من بلادهم حلبات مواجهة تبقي على من بالأساس ثاروا عليه، تقهرهم وتقدم عليهم منفعة إيران، تقوي نفوذها وتشد أزرها في لقاءاتها وتفاهماتها، وحواراتها العلنية مع خصومها على طاولات فارهة في الغرب، وبالخفاء الذي يعلن عنه بالتسريبات مع قادة العرب، الذين يعاديهم صوتيا وجلهم من الملوك والأمراء والدكتاتوريات؟!

بحسب قاموس نصرالله لا بد من التمييز دائماً بين القاتل الذي هو خصمه والشهيد الذي هو حصرا من التابعين وبين العدو الذي هو ضده والصديق الواقف معه و خلفه

وماذا يقول عن تدخله في شؤونها وتهديده لإستقرارها، فالسبب الذي أوجده على أرض الغير، شرع لسواه ما أراده لنفسه، هو يقتل وهم يقتلون، هو يقصف وهم يقصفون، هو يعتقل وهم يفعلون، يغتال ويغتالون ويستفيد من الثروات وهم فيها يستثمرون.

والحقيقة الراسخة التي لا لبس فيها، أن الدمار الشامل قد حل، وضحايا أبرياء وجرحى سقطوا و يسقطون في كل يوم وساعة وثانية بأعداد هائلة، والحجة أن الغير هم الأدوات والشر، والعابر للحدود الذي يجوب البحار وينسق الحرب، كما صرح هو بلحمه وشحمه في الذكرى التي تحيها (محور الممانعة)، مجرد فعل “روبن هودي”، القصد منه خير والمهمة التي كلفوا القيام بها ربانية مقدسة.

أما الثأر الذي دعى إليه لنصرة من سقطوا في ساحات القتال، فيدخل كما أقر “سماحته” في النصر الإلهي، الذي إختار له رب العزة رجال من أمثال سليماني والمهندس، الذين أولى الله قصاصهم في الدنيا لإيران وأحزابها وأنصارها في الارض، والله على شأنه سيتكفل بقصاصهم في الآخرة، كما ختم السيد كلامه في خطاب الفصل.

السابق
«حزب الله» يَلعب بالنار..يُحرق لبنان كرمى لإيران!
التالي
«صفقة غامضة» حكومياً ومجلسياً بين «الثنائي» وباسيل..و«حزب الله» يَستهدف «اليونيفيل» مجدداً!