لقمان «فاتحة» اغتيالات ٢٠٢١.. رشا الامير لـ«جنوبية»: نعرف القتلة ولن نيأس!

لقمان سليم

لن تستقبل عائلة الشهيد المغدور لقمان سليم العام الجديد كما اعتادت، فلقمان غائب، غيبه كاتم الصوت، وبدلا من ان تكون التحضيرات لاستقبال 2022 بفرح وأمل، فقد باشرت العائلة بحسب رشا الأمير شقيقة المغدور استعداداتها لأحياء ذكراه في الرابع من شباط التاريخ الذي اغتيل فيها المفكر والباحث سليم بستة رصاصات أعقبها العثور على جثته داخل سيارته المستأجرة عند طريق فرعي في بلدة العدوسية جنوبي لبنان.

إقرأ أيضاً: 2021.. سنة هدر الكرامات على «عتبات» المحروقات!


هي جريمة مروعة أراد المجرمون فيها افتتاح عام 2021 بالدماء، أثارت حينها مخاوف من ان تكون عودة لمسلسل الاغتيالات بحق المفكرين وأصحاب الرأي والمعارضين الذي عانى منه لبنان خلال الأعوام السابقة.

وبالفعل كانت تصفية لقمان مطلع عام 2021 فاتحة لسلسلة اغتيالات شهدها لبنان، ربطها البعض بملف تفجير مرفأ بيروت، بدءا من سليم الذي كشف العديد من الملفات والوثائق المتعلقة بالتفجير، الى اغتيال العديد من الضحايا لعلاقتهم بالملف أيضا، ومنهم العقيد جوزف سكاف والعقيد منير أبو رجيلي والمصور جو بجاني.

باشرت العائلة بحسب رشا الأمير شقيقة المغدور استعداداتها لأحياء ذكراه في الرابع من شباط

وفيما هزّت جريمة اغتيال لقمان لبنان والعالم وسط مطالبات والحاح دولي بإجراء تحقيق شفاف وكشف المتورطين، لا تزال التحقيقات القضائية تراوح مكانها، من دون بروز أية معطيات جديدة تتعلق بالجهة التي خططت ونفذت عملية الاغتيال، لتنضم الجريمة الى سائر الجرائم السياسية الموضوعة بدرج الاهمال المقصود، علما ان هوية القاتل والمحرض والممول وصاحب السلاح معروفة وواضحة، كما تقول عائلته.

وعلى الرغم من سوداوية المشهد وغياب العدالة، الا ان رشا لا تزال متمسكة بالأمل، وأشارت في حديث لـ “جنوبية” أننا “لسنا يائسين صحيح ان ما جرى قبل اغتيال لقمان وعند اغتياله وبعده أكد على انه كان يقول الحقيقة ومحقا عندما كان يطالب بتبديل هذا الوضع المشين في لبنان، ولكن لا أحد كان يسمع وحتى يومنا هذا لا أحد يريد ان يسمع بالرغم من الثورة والتحركات المطلبية”.

رشا سليم
رشا الأمير


ورأت انه “حان الوقت لإجراء جردة حساب لما شهده لبنان منذ عام 2015، فلبنان اليوم لم يعد موجودا على الخريطة الدولية بدليل ان جميع الدول والهيئات تطلب من اللبنانيين مساعدة أنفسهم، ولكن الحقيقة ان اللبنانيين ساعدوا أنفسهم من خلال ثورة تشرين، ولكنهم لم ينجحوا لأن ميزان القوى غير متكافئ اطلاقا بين من يمتلكون فقط صوتهم وبين من يمتلكون سلاح وسلطة ومال”.
وشددت على انه لا يمكن للقلم والفكر ان يقف بوجه السلاح، مشيرة الى ان “لقمان كان قويا لكن لم يكن يمتلك سوى فكره وقلمه ولم يكن لديه سلاح وميليشيا، وبالتالي لا مشكلة لديهم بقتل الضعيف “.
وقالت “لبنان في حالة موت سريري تم اغتياله، واللبنانيون لم يأخذوا العبر من الـ 150 اغتيالا قبل لقمان، فهذه البلاد مشرعة للقتل واللجوء للقضاء في كل مرة لم يوصل الى نتيجة”، وتابعت انه إضافة الى التدخلات السياسية في عمل القضاء فانه في بلد يحتضر بسبب الازمات المعيشية والاقتصادية، التي ارخت بظلالها على كافة القطاعات ومنها القضاء، فيصبح الانتظار من قاض حكما عادلا في جريمة اغتيال ترفا كبيرا”.

رشا الامير لـ”جنوبية”: منذ اليوم الأول لاغتيال لقمان قلت لا اريد الحقيقة لأنني اعرفها واعرف من القاتل

وأكدت رشا على انه” منذ اليوم الأول لاغتيال لقمان قلت لا اريد الحقيقة لأنني اعرفها واعرف من القاتل، لأنني تعلمت من التجارب السابقة فيما يتعلق بالتحقيقات”، وتابعت “إذا لم يصبح هناك دولة وعدلا حقيقيا لن تكشف الحقائق وغير ذلك يكون كذب”.
وأضافت “لا أريد الدوران في هذه الأفلاك، انما متابعة عمل لقمان الذي بدأناه سوياً في دار الجديد، هذا الأهم لأن انتظار الحقيقة في هذا البلاد لا أمل منه”.

وتوجهت رشا للقمان بالقول “انا حزينة جدا لأنك آمنت بشيء اسمه لبنان الذي أثبت أنه فراغ، هل جعلتنا نؤمن بفراغ؟”، وتابعت “لقمان رجل وطني يحب لبنان جعلنا نؤمن بفكره وبإمكانية تغييره وتحريره”.

انا حزينة جدا لأنك آمنت بشيء اسمه لبنان الذي أثبت أنه فراغ، هل جعلتنا نؤمن بفراغ؟

ولكن هل ندمت رشا على الصوت والقلم الذي دفع ثمنهما لقمان؟ قالت رشا “لقمان هو لقمان لا يمكن تغييره ولا يمكن الندم بأنه دفع ثمن أفكاره، ولكن أندم انني لم أستطع انا وعائلته وأصدقاؤه حمايته، خاصة انهم أعلنوا القتل قبل عام من الجريمة عندما وضعوا الملصقات على باب دار العائلة “المجد لكاتم الصوت”، وهذا كان بمثابة إشارة واضحة جدا بأن قرار القتل اتخذ وكان في وقف التنفيذ”، وتابعت “نحن أيضا مسؤولون لأننا لم نستطع حمايته، وهناك أيضا شخصيات أخرى لا نتمكن من حمايتها علما انهم يتعرضون للتهديد والشتم بشكل متواصل”.
وأشارت رشا الى ان “تكتيك القتل أصبح معروفا، فهو يبدأ من الشتم الى التهديد المباشر بالقتل ثم الانتقال الى مرحلة تنفيذ القتل، لذا يجب حماية من نحبهم بشكل أفضل”.
في الختام اكدت رشا انه “كان يجب ان نعرف عدونا بشكل أفضل ومعرفة كيفية التعامل معه ومواجهته، ولكن هم يعملون بخبث ولؤم ويعملون تحت الأرض وفي الأنفاق، انما نحن فوق الأرض وجهنا سافر ونقول آراءنا بالعلن ومن دون خوف”.

السابق
2021.. سنة هدر الكرامات على «عتبات» المحروقات!
التالي
شيعية سياسية؟