«الفتنة على مسافة خطوات».. قائد الجيش: المؤسسة العسكرية في أزمة كبيرة قد تطول!

قائد الجيش جوزيف عون

يواجه الجيش اللبناني في الآونة الأخيرة ضغوطاً متصاعدة بسبب الأزمة المعيشية التي أثرت على جميع القطاعات والمؤسسات، وفي السياق، أعلن قائد الجيش، العماد جوزيف عون، أنّ المؤسسة العسكرية في أزمة كبيرة قد تطول، ولفت إلى أنّه طلب مساعدات مادية للعسكريّين لكنّ الأمر اصطدم بمعوّقات قانونية ودستورية لدى الجهات المانحة ويتمّ العمل على إيجاد حلول لها، وحذّر من أنّ الفتنة هي «على مسافة خطوات»، لكنّه أكّد على أنه لن يسمح بوقوعها.

اقرا ايضاً: بري عن كلام باسيل: لا تعليق على كلامه «أش ما حكى»

وقال عون، خلال حديثه إلى الضباط في اجتماع استثنائي عقده في اليرزة، إنّ توفير المساعدات للجيش بما فيها المساعدات المالية هو أولويته، ولن يألوَ جهداً في سبيل ذلك، مؤكّداً أنّ «تضحيات العسكريّين وجهودهم هي التي حالت دون انهيار لبنان رغم ما حدث منذ تشرين الأول 2019 لغاية اليوم. فمن المظاهرات إلى تفشّي وباء كورونا وانفجار المرفأ شهد لبنان أوضاعاً مأزومة، لكنّنا استطعنا أن نحافظ على السلم الأهلي بفضل ثقة شعبنا وثقة المجتمع الدولي بنا، وهذا ما شجّع الكثيرين على مساعدتنا».

وأكّد أنّ زياراته لدول عدّة كان هدفها تأمين المساعدات للجيش، وقال إنّه لن يوفر أي جهد للحصول «على ما يحفظ كرامة العسكري وعائلته».

وفي ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، اعتبر العماد عون أنّ «الجيش قام بواجبه الوطني بالمطالبة بحقوق لبنان البحرية وأظهر احترافاً ومناقبية عالية، وهو ينتظر القرار السياسي للبتّ بالموضوع».

وتناول قائد الجيش مسألة فرار عدد من العسكريين وتقدُّم آخرين بطلبات استقالة، فأوضح أنّ الشائعات تضخّم الأرقام، وأنّ عدداً كبيراً من هؤلاء عادوا والتحقوا مجدداً، بعدما اكتشفوا أنّ الضمانات التي يقدّمها الجيش لا يجدونها في أي وظيفة أخرى.

كذلك تطرّق إلى شائعات أخرى وانتقادات تتحدّث عن «استنسابية في توزيع المساعدات واعتماد سياسة شتاء وصيف تحت سقف واحد»، وطلب من العسكريّين ألّا يعيروها أيّ اهتمام.

وحذّر من أنّ الفتنة هي على مسافة خطوات، لكنّه أكّد أنّه لن يسمح بوقوعها «وعلى العسكريين أن يدركوا أنّهم أمام مهمّة مقدّسة، فتجربة 1975 كانت تجربة مريرة ولن نسمح بتكرارها، ولا أحد يقبل بعودة سيطرة الميليشيات والعيش تحت رحمة العصابات المسلّحة والإرهاب أو المخدرات».

وفي ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، توقّع قائد الجيش أن تطول هذه الأزمة لكنّه أشار إلى وجود سيناريوهات لمواجهة الأسوأ، وقال: «إنّها أزمة وسوف تمر، مررنا من قبل بظروف صعبة وتجاوزنا الأمر، ما في أزمة إلا ووراها فرج. المهم أن نصمد أمام هذه العاصفة إلى حين انتهائها».

وأشار قائد الجيش إلى أنّ القيادة اتخذت في ظل الظروف الراهنة جملة إجراءات تقشّفية فراعت ظروف العسكريين في ما يتعلّق بالجهوزية والخدمة، وشجّعت المبادرات التي قامت بها بعض الوحدات كاستثمار الأراضي الزراعية وإنشاء معامل إنتاج صغيرة لتأمين سلع للاستعمال اليومي، ووضعت خطة للنقل. وأوضح أنّ الجيش اشترى باصات وفانات، وستكون في الخدمة قريباً ما يحلّ مشكلة تنقّل العسكريّين.

أما بالنسبة إلى الطبابة، فقد ذكّر بأنّ الجيش ما زال يؤمّن أفضل الخدمات الطبية لعناصره رغم تردي الأوضاع، مؤكداً السعي للحفاظ على مستوى هذه الخدمات، ومشيراً إلى أنّ المستشفى العسكري بات يحتوي على ٥ غرف عمليات هي من الأحدث في الشرق الأوسط، وأهم مختبر دمّ، وأنّ العمل جارٍ حالياً لتوسيع هذا المستشفى وزيادة قدرته الاستيعابية.

كذلك تطرّق العماد عون إلى موضوع كورونا واللقاح، فكشف أنّ نسبة العسكريّين الذين تلقّوا الجرعتين بلغت 68٪، وشدّد على ضرورة تلقيح الباقين، و«من يصرّ على عدم أخذ اللّقاح يكون العلاج على نفقته الخاصة إذا أُصيب بالوباء».

السابق
كيف افتتحت دولار السوق السوداء اليوم؟
التالي
«الجبهة المدنيّة» تعلّق على «لا قرار» «الدستوري»: لبنان المقيم والمغترب انتصر!