لبنان العالق بين «تاريخ» حزب الله و«جغرافيا» بلاد الله!

عرض حزب الله العسكري

يعود الضوء مجدداً إلى لبنان، كجغرافيا على خارطة الدول الكبرى والإقليمية، المعنية بمتابعة التطورات والأحداث ورسم الإستراتيجيات فيها وحولها. وهو ما يعزز من فرص تحرك أفرقاء داخليين، يرغبون في لعب دور في المستقبل، ويحسبوا من بين الواقفين، أضف إليهم منصات الدعم التي يبرز دورها من الآن وصاعداً، وتعمل على دعم وتظهير حالات قابلة، أو هي تصلح لممارسة دور ضمن خطة وضعها مهندسو الشرق الأوسط المتحور الجديد.

اقرا ايضاً: خلاف «حزب الله»- باسيل يتمدد الى مجلس النواب..و«كورونا» يُغلق البلد تدريجياً!


تبدل التحالفات والتغيير في آليات عمل بعض الأطراف الداخليين، ممكنة الحدوث وهي بالفعل بدأت، وقد تشهد الأيام القليلة المقبلة، تقلبات كثيرة منها عامودية، قد تصل الى حد التبدل الكلي في الطبيعة والطبع التي اتصف بها هؤلاء، لا بد أيضاً في ظل هذا التحول الدراماتيكي، أن تظهر مجموعات وتيارات ولربما أفراد، يؤثرون في الرأي العام ومزاجه، يراكموا فعلاً لإنجاح التغيير، ذلك أن الحاجة أم الإختراع، وحاجات اللبنانيين أمست كثيرة، والإبتكارات ستظهر تباعا من دون أدنى شك إنطلاقاً من تلك المعطيات.
إطلالة السيد حسن نصر الله الأخيرة تنطلق من هذه القناعة، ولأجل ذلك يرى الكثير من المتابعين المتخصصين، وليس العامة المتلقيين، أنها أعطت إهتماما كبيرا للملفات الداخلية، على غير ما كانت عليها الإطلالات التي كان يسمعها اللبنانيين والعالم، و تعطي حيزاً أكبر، للصراعات الإقليمية والدولية والجبهات خارج الحدود، التي ينشط مقاتلوه فيها وتخدم المحور المنتمي إليه، هو أي السيد حسن، تناول في كلمته الهادئة بالقياس إلى مثيلاتها، شؤوناً إجتماعية ومالية وإقتصادية وقضائية أيضاً، وحدد أسبابها بغير ما كان يعلن، عن أنها حصار أممي غاشم عليه وعلى بيئته، هو أعلن صراحة أن المواد الإستهلاكية، سيما منها على سبيل الذكر لا الحصر (البنزين والمازوت)، موجودة بكميات كبيرة أو كافية في عرض البحر، لكن جشع التجار اللبنانيين والمسؤولين من شركائهم، هو من يؤخر دخولها لأجل تحقيق أرباح أكبر، وما لم يقله السيد، يمكن للمتابع أن يستشفه من حركة الأموال المحولة للبنان ومنه، من دون أي عوائق، كذلك هي العلاقة مع الدول سيما منها الاوروبية، الساعية دوماً إلى إنضاج تسويات تنهي الفراغ، في مؤسسات الدولة وأخرى أمريكية تبشر بمشاريع على صعيد الطاقة وتطوير الإدارة، تدعم الجيش والقوى الامنية، تمدها بمساعدات مالية ولوجستية، عدا عن المهمة التي تطلع بها بتغطية من الأمم المتحدة، وتسعى من خلالها إلى إقرار إتفاق دولي، ينهي مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل المحتلة لدولة فلسطين، لأجل الإنطلاق في عملية إستخراج الغاز من الحقول الممتدة مقابل الشواطىء اللبنانية_الفلسطينية.
الصراع في سوريا إلى الجزء الثاني، فالزيارة الإماراتية إلى بشار الاسد، تؤسس لمرحلة جديدة استكملت بلقاء أمير الامارات بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التنسيق الإماراتي مع حكومة تل ابيب، و بمباركة أمريكية وبين رئيس حكومتها والإدارة الروسية مستمرة وتتطور مع الوقت، الغاية منها كما لم يعلن إلى الآن، يتمحور حول مشاريع تطوير مرافئ مهمة على حوض البحر المتوسط حيث كنز الغاز، ينتظر أن تستكمل وفقاً لما تتطلبه جغرافيا الطاقة، بتنسيق ولو ناعم بالمراحل الأولى مع إيران، على أمل أن يتطور إلى تفاهمات جديدة مصلحية، الغاية منها تفادي وقوع توترات تؤدي سريعاً إلى صدام، سيحرم الكل من نعمة الإفادة من موارد رئيسية للطاقة مثل الغاز، ينتظر سوقا كبيرة مثل أوروبا العجوز لإستخراجه، وبلدان أخرى في الشرق وجمهوريات تبحث عن دور، وتسعى لأن تكون سوقاً لتجميعه ومن ثم تصديره إلى العالم.

السابق
القضاء العسكري يتحرك ضد ماريا معلوف.. ويدعي عليها بهذة الجرائم!
التالي
«ماراثون» فايرز للجرعة الثالثة.. هذه الفئة المستهدفة