المقعد الشيعي في البقاع الغربي يثير تساؤلات داخل «أمل».. لماذا قبلان قبلان؟!

تترقب الأوساط السياسية والشعبية بإستغراب، في القرى الشيعية في منطقة البقاع الثانية، التي تضم البقاع الغربي وراشيا،  عملية طرح أسماء من خارج المنطقة لتمثل الشريحة الشيعية، و للترشح لانتخابات الندوة البرلمانية المقررة في ربيع 2022، اذ يقدر عدد ناخبيها من الشيعة بأكثر من 16 ألف ناخب، يتموضعون في غالبيتها العظمى في قرى: تعلبايا ومشغرة ولبايا وزلايا وسحمر ويحمر وقليا وميدون والضهيرة.

 وتنظر الاوساط بعين المفاجأة للأسماء التي تطرح، وآخرها رئيس مجلس الجنوب المستقيل المحامي قبلان قبلان ابن بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون الجنوبية، في سعيه لخلافة رئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل النائب محمد نصر الله (أبو جعفر) ابن بلدة السكسكية قضاء صيدا.

من هو قبلان؟

يؤكد المطلعون أنه من المعروف ان قبلان قبلان هو من الصقور المقربين جدا من رئيس حركة امل، وهو يده الطولى في عدد كبير من المسائل التنظيمية الحركية، إضافة الى انه من احد اكبر العائلات الشيعية المعروفة في ميس الجبل، وله قربى مباشرة برئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ الراحل عبد الأمير قبلان ومن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، وكان شغل مهمات امنية وتنظيمية حركية تصب في صالح رئيس الحركة تاريخيا، وهو على تماس في العلاقة مع حزب الله وليس على انسجام كامل، هذا فضلا عن انه عمل بجهد وبتوثيق العلاقة مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ومن نتائجها بناء عدد كبير من المدارس والمؤسسات من موازنة مجلس الجنوب في البقاع الغربي وراشيا، وله علاقات متقدمة مع رجال اعمال عديدين في البقاع الغربي وعلى رأسهم رجل الاعمال موسى شرف. 

ويؤكد عارفون في المنطقة لـ”جنوببة” ان “هذه المسألة لم تعد تسير في المرحلة الراهنة، ودونها عقبات جمة لاعتبارات متعددة، اذ ان المنطقة تضم الكثير في صفوف أبنائها من الكفايات والمتعلمين والمغتربين وأصحاب خبرات جمة، بإمكانهم ان يمثلوا أبناء منطقتهم”.

عملية الفرض التي وضعت في الحقبة السورية في لبنان، سقطت لتغير المناخ السياسي العام

ويلفتون الى ان  “عملية الفرض التي وضعت في الحقبة السورية في لبنان، سقطت لتغير المناخ السياسي العام، ولرفع الهيمنة التي فرضت في تلك الحقبة، اذ ان السوري حدد حينها الموقع لحركة امل من أبناء المنطقة، بعد مشاورات وتحالفات وتوزيع مقاعد الحلفاء، فاختار وقتها الحركي المتأصل محمود أبو حمدان ابن بلدة تعلبايا، الذي أخرج من الحركة مفصولا لفرادة قراراته ولاتهامه بفتح قنوات خاصة مع السوريين، ورفضه الانصياع للأوامر الحركية من رأس هرمها، ومن ثم استبدل بمدير العام السابق لمشروع الليطاني ناصر نصر الله ابن بلدة مشغرة الذي كان مقربا جدا من تيار المستقبل تحالفا وعلاقات،  ثم اتى تيار المستقبل بعد الانسحاب السوري بالشيوعي السابق عضو حركة اليسار الديمقراطي أمين وهبي ابن بلدة لبايا، لكن بعدها ارادت حركة امل بالتحالف مع تيار المستقبل،  الإبقاء على هذا الموقع في مواجهة حزب الله، الذي رشح احمد قمر ابن بلدة سحمر اكثر من مرة، من دون ان يصل الى الندوة البرلمانية الذي كان اول الخاسرين”.

لماذا قبلان قبلان؟ 

يجزم لـ”جنوبية” احد المتابعين لاختيار رئيس مجلس النواب نبيه بري المحامي قبلان قبلان لهذا المنصب ان “الاعتبار الأول هو ان منطقة البقاع الشمالي بشريحته الشيعية يمثلها حزب الله او من يدور في فلكه او المتحالف معه، في حين لا وقع لحركة امل نهائيا، رغم انها هي القوة الشيعية الثانية في البقاع، فحسم لها النفوذ السوري سابقا هذا التمثيل في عملية توزيع المقاعد، وسخّر لذلك حركة تحالفات مع القوى المتقدمة في منطقتي البقاع الغربي وراشيا، اذ ان الحزب التقدمي الاشتراكي له الأصوات الدرزية الكبرى في هذه المنطقة، بالإضافة الى حركة النضال التي يرأسها النائب السابق فيصل الداوود، اللذين بدورهما يصبان في مصلحة حركة امل بالتكافل والتضامن والائتلاف الدوري”.

يتوقع العارفون ان تشهد المنطقة انتخابات “حامية الوطيس” في حال حصلت بين المكون الشيعي المدعوم حركيا من الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل وبين حزب الله

ويقول المصدر المتابع: “هذا بالإضافة الى التحالفات الظرفية التي تحصل من حين الى آخر، مع تيار المستقبل وحزب الاتحاد اللذين يتمسكان بواجب تحالفي مع الرئيس بري، خصوصا تيار المستقبل الذي يفضل الا يصل مرشح حزب الله في هذه المنطقة، لاعتبارات معروفة تبدأ بالسياسة وتنتهي بالحسابات الاستراتيجية وطابع المنطقة المعروف”.

ويتوقع العارفون ان تشهد المنطقة انتخابات “حامية الوطيس” في حال حصلت بين المكون الشيعي المدعوم حركيا من الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل وبين حزب الله، الذي يصر على ترشيح أحد كوادره من المنطقة، وتعمل دوائر خاصة رافضة لهذا الترشح الى تبريز نقاط ضعف من خلال شراكة قبلان وحركة امل بكسارات المنطقة في ميدون والضهيرة وغيرها.. الامر الذي لا يستسيغه أبناء المنطقة، الرافضين لمثل هذا الترشح ويعدون بمفاجئة في الترشيح والاقتراع.

السابق
حريق بشامون مُفتعل.. و«الطوافات لا يمكنها العمل»!
التالي
انتخابات «نقابة المحررين».. معركة «كسر عضم» بين الحزبيين والمستقلين!