كيف يكون «حزب الله»..لبنانياً؟!

السيد حسن نصرالله
هي نفسها الشعارات السياسية الفارغة والخادعة، التي كان وما زال يطلقها السياسيون في كل جولة انتخابية في لبنان، سواء كانوا من الساسة الدينيين أم من غير الدينيين، ولا يختلف نهج حزب الله عن غيره في هذا الجانب ، فهو يعمل بنفس منهجية الوعود الانتخابية في كل جولة جديدة، منذ أن قرر خوض الحياة السياسية والمشاركة في السلطة!

مرّت ذكرى 78 سنة على استقلال لبنان هذا العام، والبلد يتخبط في الأزمات المعيشية والاقتصادية والنقدية، بسبب سوء التخطيط والإدارة التي لحقت سنوات الحرب الأهلية، ويساعد على ذلك سلطة الأحزاب على مرافق الدولة، التي تفرض هيمنتها على قرار الدولة السياسي وتتحكم بمصير الشعب وتأخذه حيث لا يريد.

حقبة حزب الله

ويأتي حزب الله في طليعة الأحزاب المهيمنة على مرافق الدولة،  والمتسلطة على مراكز القرار فيها في هذه المرحلة بعد أن كانت قوى وأحزاب أخرى، تحظى بهذه الخصوصية في مراحل سابقة، ففي الحقبة السورية كانت الاحزاب الموالية لها، هي  صاحبة اليد العليا في قرارات الدولة والمسيطر المباشر على مرافقها كافة، وقبل ذلك كانت لأحزاب أخرى دور مماثل أفرزت حقبة الحرب الأهلية.

ولو كان حزب الله حزباً لبنانياً في أيديولوجيته السياسية  لما كان هناك من مشكلة في وجوده وبقائه

 اما في المرحلة الراهنة، حزب الله يشكل كعبة القوى الحزبية المتسلطة، والمتحكمة بمرافق الدولة ومختلف دوائرها الحساسة  ومراكز القرار السياسي فيها بالمباشرة وعبر الحلفاء .. 

ولو كان حزب الله حزباً لبنانياً في أيديولوجيته السياسية، لما كان هناك من مشكلة في وجوده وبقائه، ولكن هذا الحزب وإن كان عناصره الحاليين من اللبنانيين، بعد أن كانوا مزيجاً من الإيرانيين واللبنانيين في مرحلة سابقة، فهو حالياً وإن كان منتسبوه من اللبنانيين، ولكن ارتباطه بالقيادة الإيرانية وبمركز قرارها في طهران، كان وما زال يثير مخاوف اللبنانيين، من مخاطر أجندة جرِّه إلى حروب طاحنة يدفع ثمنها الشباب والشعب اللبناني دائماً من أنفسهم وأموالهم .. 

الاستقلال المنقوص!

ببراعته المعهودة في الخطابة وعكس الحقائق والمفاهيم لصالحه، قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة اول من امس، تطرق فيها لذكرى استقلال لبنان، ان الاستقلال منقوصا بسبب خضوع المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار لاميركا حسب قوله، وانه لا يهيمن على لبنان والا لاستطاع حزبه عزل البيطار من منصبه!

إقرأ أيضاً: بعدسة «جنوبية»: تنافس حام في إنتخابات نقابة أطباء الأسنان..هل تحسم الثورة المعركة؟

اما واقع الامر فان استقلال لبنان هو منقوص، لأن حزب الله  جرِّ البلد لخياراته السياسية والاستراتيجية، التي تخدم التمدد الإيراني في المنطقة العربية، وما زال يُقحم اللبنانيين في صراعات المنطقة دون ملاحظة مصالح اللبنانيين العليا، وأولوية موقف الدولة والحكومة اللبنانية من تلك الصراعات، بل يتجرأ في كل مرة يجد فيها معارضة داخلية، بتخوين المعارضين واتهامهم بشتى الاتهامات.

استقلال لبنان منقوص لأن حزب الله  جرِّ البلد لخياراته السياسية والاستراتيجية التي تخدم التمدد الإيراني في المنطقة

ثم كيف يكون حزب الله حزباً لبنانياً في أيديولوجيته السياسية،  وهو لا يلتزم قرارات الحكومة اللبنانية ولا يسير خلفها في مواقفه الاستراتيجية، بل يعمد إلى تعطيل عملها عندما يتعارض عملها مع مصالحه، كما يحصل في قضية القاضي البيطار حالياً، فالحزب يضحي بمصالح كل الدولة وعامة الشعب ليصل إلى ما يريد بهذا التعطيل! 

وكيف يكون حزب الله لبنانياً في أيديولوجيته السياسية، ولم يمْثُل أحد من قيادييه ومسؤوليه وعناصره لسلطة الأجهزة القضائية اللبنانية ؟ 

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه دائماً وأبداً هو في أنه هل يستطيع حزب الله، أن يُقدِّم المصلحة اللبنانية على المصالح الإيرانية، مع بقاء تمويله وتسليحه بنفس الزخم الذي هو عليه من قبل القيادة الإيرانية في المرحلة الراهنة؟

في الانتخابات البرلمانية الماضية، أطلق حزب الله شعاره الانتخابي البرَّاق وهو شعار ” نحمي ونبني”،  كعنوان لحملته الإعلامية الانتخابية، وإذا بالبلد بعد هذا الشعار ينتهك من كل جانب، فينهار مالياً واجتماعياً على رؤوس أصحابه، وتعم الفوضى كل مرافق الحياة دون رادع أو حسيب أو رقيب!

السابق
بعدسة «جنوبية»: تنافس حام في إنتخابات نقابة أطباء الأسنان..هل تحسم الثورة المعركة؟
التالي
البقر «يطير» جنوباً..كيلو اللحم 220 ألفا!