ميقاتي « يُناشد» الإستقالة..وقرداحي «عرف مقامه فتدللا»!

الصورة التذكارية حكومة ميقاتي
تتوسع التداعيات السياسية والاقتصادية للأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، وإلى الآن لا يبدو أن هناك من حل في الأفق أو ثغرة تُفتح في جدار الازمة، صحيح أن الرئيس نجيب ميقاتي طلب اليوم من الوزير جورج قرداحي الاستقالة للمرة الثانية على التوالي، إلا أن مناشدته كانت صرخة في برية، ولم يتردد صداها في آذان الافرقاء السياسيين الذين يساندون وزير الاعلام، فإلى اين ستصل حدود هذه الازمة؟

ليس تفصيلا أن يطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الاعلام جورج قرداحي للمرة الثانية، منذ إندلاع الازمة بين لبنان ودول الخليج “أن يُحكّم ضميره وتقدير الظروف وإتخاذ الموقف الذي ينبغي إتخاذه، وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية”، وأن يكون رد وزير الاعلام ( ومن يدعمه)  خلال ساعة بأنه “متمسك بعدم الاستقالة وأن موقفه لن يتغير”، في حين تلتزم كل من أوساط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأوساط تيار المردة الصمت حيال “طلب” ميقاتي اليوم. كما بدا لافتا  كلام الخارجية الفرنسية اليوم أن” لبنان يجب أن يكون قادرا على التعويل على كل شركائه في المنطقة لمساعدته على الخروج من الازمة”، وقبلها كان كلام للمتحدث في الخارجية الاميركية بأن “القنوات الدبلوماسية حول لبنان يجب أن تظل مفتوحة، إذا أردنا السعي لتحسين الظروف الانسانية للشعب اللبناني”.

إسحاق ل”جنوبية”: حاليا القرار ليس لميقاتي بل بيد حزب الله وحلفائه

فكل ما سبق يعني أن الازمة الدبلوماسية بين لبنان ومحيطه العربي، تزداد تعقيدا وتشعبا داخليا وخارجيا، وأن المجتمع الدولي يحاول أن يوفر للحكومة اللبنانية البقاء على قيد الحياة، خشية الإنهيار النهائي للوضع العام، على أمل أن تحمل الإنتخابات النيابية المقبلة تغييرا جديدا في الطبقة السياسية، وأن تتمكن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي من تصحيح الفوضى العارمة، التي تنتهجها الطبقة السياسية الحالية في مقاربة الازمة الاقتصادية وطرق حلّها. 

علوش ل”جنوبية”: كلام ميقاتي لا صدى له لا دخليا ولا خارجيا

بإنتظار هذا التغيير في المشهد اللبناني المأزوم، فإن المجتمع الدولي يدرك حجم الدور الذي يلعبه “حزب الله” في المعادلة اللبنانية الحالية، لذلك يصح السؤال عن معنى كلام ميقاتي اليوم، هل هو مناورة داخلية أو إستعطاف للخارج وأين يمكن أن يُصرف في ظل تشبث الفرقاء المعنيين بالازمة اللبنانية- السعودية بمواقفهم؟ 

إقرأ أيضاً: بالصورة: قاضٍ «ينزل عن قوس المحكمة» ويُعلن إعتكافه..ما السبب؟

يجيب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم “جنوبية بالقول :”لدى الرئيس ميقاتي رؤية ووجهة نظر لمقاربة الحل، وهذا حقه كما يحق لكل فريق أن تكون له مقاربة مختلفة، وما علينا التفتيش عنه هو مصلحة وطننا والحفاظ على الاستقرار، وهذا هو الاهم لأننا بغنى عن أي أمر يزعزع الاستقرار الداخلي ووحدة اللبنانيين”، مشددا على أنه “مهما كان حجم التباين فيمكن تقليصه من خلال النقاش والحوار الدائر، للوصول إلى قواسم مشتركة تخرجنا من الأزمة التي نعيشها برؤية وطنية، لأن ما نشهده من أزمة حالية يحتاج إلى آليات وبحث معمق لكيفية الحفاظ على المصلحة الوطنية”. 

ويسأل هاشم: “هل الأزمة سببها داخلي بإمتياز أم أن المسألة هي أبعد من الموضوع الداخلي؟ فالمواقف الخارجية والاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة على المستوى الدولي، بالاضافة إلى مواقف القوى السياسية، قد توصل إلى رؤية معينة حول كيفية مقاربة الازمة الاخيرة”، لافتا إلى أن “الجميع يعلم أن لبنان يبحث دائما عن علاقات ممتازة على مستوى كل دول العالم، ومنها مع الدول العربية، وهو الذي ساهم في تأسيس الجامعة العربية، والظروف اليوم تتطلب حكمة ووعيا بما يحفظ المصلحة الوطنية”.

مهما كان حجم التباين فيمكن تقليصه من خلال النقاش للوصول إلى قواسم مشتركة تخرجنا من الازمة

يصف نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش كلام ميقاتي بأنه “كلام مسؤول يعبر عن واقع البلد، وأنه ورئيس الجمهورية لا يمكنهما إقالة وزير بسبب توازنات غير سوية”، لافتا إلى “أن إستقالة الحكومة ستجلب المزيد من الكوارث على البلد في هذه اللحظة، ولذلك نحن لا زلنا في الازمة ذاتها، خاصة أن الوزير قرداحي ومن يدعمه لا يزال يتمسك بعدم الاستقالة”. 

يضيف:”كلام ميقاتي لا صدى له لا دخليا ولا خارجيا، والدليل أنهم إلى الآن لم يتفقوا على عقد جلسة لمجلس الوزراء، ما يعني أن هناك مجموعة من العوائق الداخلية التي تواجهنا، ومنها ملف التحقيق في المرفأ وأحداث الطيونة وهي ملفات داخلية وليس خارجية”. ويختم:”هذا يعني أن تطور الامور نحو الاسوأ هو الاحتمال الاكبر”. 

هاشم ل”جنوبية”: علينا التفتيش عن مصلحة الوطن والحفاظ على الاستقرار

على ضفة عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جوزيف إسحاق، فإنه يعتبر ل “جنوبية” أن “الرئيس ميقاتي  يحاول بشتى الطرق، أن يبقي العلاقة بين لبنان والدول العربية في أحسن أحوالها، لكن تبين أن الامور ليست بيده، بل القرار الاساسي في الدولة اللبنانية هو لحزب الله وحلفائه”، مشيرا إلى أن “تمنيات الرئيس ميقاتي لا يمكن أن تُترجم في ظل الواقع الذي نعيشه، ولهذا السبب نأت القوات اللبنانية بنفسها، عن الحكومات التي تشكلت تحت مظلة حزب الله، وفي ظل الاكثرية المتسلطة التي رهنت لبنان لمحور الممانعة”، ويرى أن “أي حكومة تتألف تحت هذه الهيمنة، لا يمكنها أن تعمل على تحسين واقع البلد أو المحافظة على علاقاته الخارجية، لأن مفهومهم للحكم هو عزل لبنان عن محيطهم العربي وعن علاقاته الدولية، ورهنه للمحور الايراني وتسليمه للجوع والقهر والفساد والتهريب”.

تمنيات ميقاتي لا يمكن أن تُترجم في ظل الواقع الذي نعيشه ولهذا السبب نأت القوات بنفسها عن الحكومات التي تشكلت تحت مظلة حزب الله

يشدد إسحاق على أنه “لا يمكن تغيير هذا الواقع، إلا من خلال إنتخابات نيابية جديدة تكون صفحة جديدة، أما حاليا فالقرار ليس للرئيس ميقاتي ولو كانت لديه الارادة للمحافظة على علاقات لبنان العربية والداخلية، لأن القرار النهائي هو بيد حزب الله وحلفائه”.

ويختم:”المطلوب هو مقاومة سلمية تخلص لبنان من سيطرة حزب الله على قراره ومفاصله، واول المعارك هو الانتخابات النيابية المقبلة”.

السابق
بعدسة «جنوبية»: أهالي شهداء المرفأ خلال الوقفة الشهرية..لمحاكمة المطلوبين أمام «العدلي»!
التالي
بعدسة «جنوبية»: أهالي شهداء المرفأ «جناح حطيط» يَعتصم ايضاً..لتنحي البيطار!