«لغم بوحبيب» ينفجر بعد «بالستي قرداحي»..وإرتفاع أسهم إستقالة ميقاتي!

عبد الله بو حبيب
وكأنه كان ينقص لبنان المرتبك والمتشظي والمنقسم على نفسه مع السعودية وضدها ومع استقالة، او اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي وبعد العاصفة التي خلفتها تصريحاته "البالستية الحوثية"، انفجر "لغم" جديد وبطله هذه المرة وزير الخارجية العوني عبد الله بو حبيب ليعيد الامور الى ما دون الصفر والى مستوى "التفريز" الكامل لكل الجهود التي بذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش لقاءاته في غلاسكو وقبل عودته الى بيروت اليوم.

وتكشف مصادر واسعة الاطلاع لـ”جنوبية”، ان ما يدور في كواليس الحكومة هو في اجتماعها بكامل اعضائها وتقديم اعتذار للسعودية، في حين يعارض “الثنائي الشيعي” هذا المخرج ويطرح اعتكاف قرداحي مع وزراء الثنائي الخمسة، وان يكون هناك تخريجة مختلفة للامر.

وتشير المصادر الى ان المكون السني، بات في وضع حرج ولا يمكنه الاستمرار في معاندة دار الفتوى والرؤساء  السابقين للحكومة والشارع السني والذي يرفض الاساءة للسعودية، وبالتالي الهامش الزمني يضيق امام ميقاتي وفريقه الوزاري.

“لغم” بو حبيب

وكشفت صحيفة “عكاظ” السعودية، أنّها حصلت من مصادرها الخاصة على تصريحات لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب أدلى بها لمجموعة من الصحافيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع السعودية، وزعمت الصحيفة أنّ بوحبيب “حاول التراجع عن هذه التصريحات مطالباً الصحافيين بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بالتراجع الفوري عنها لئلا يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني.

ووفقاً للصحيفة نفسها، “فقد سعى مكتب وزير الخارجية لمنع انتشار التصريحات، وحاول استجداء الصحافيين الحاضرين في الجلسة لعدم نشرها”.

وذكرت “عكاظ” أنّ التسجيلات أظهرت أنّ بوحبيب بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي يراها اختلافاً، حين عاد إلى تصريحات سلفه الوزير السابق شربل وهبة مبرراً بقوله “حتى عندما أقلنا وهبة لم تقدّر السعودية”، مضيفاً “إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر”.

المكون السني بات في وضع حرج ولا يمكنه الاستمرار في معاندة دار الفتوى والرؤساء  السابقين للحكومة والشارع السني والذي يرفض الاساءة للسعودية

وأشارت الصحيفة السعودية إلى أنّ بوحبيب خفّف من أهمية الدعم المالي الخليجي، معتبراً أنّ “المساعدات المهمة كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، أما مساعدات السعودية فهي ليست للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي لا نعرف أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئا”.

وأشار بوحبيب إلى أنه حتى لو أقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قرداحي، فسيدخلان في أزمة داخلية مع سليمان فرنجية، دائماً بحسب “عكاظ”.

إقرأ ايضاً: لقاءات «باردة» لميقاتي في غلاسكو..وسباق بين الإنفجار الحكومي والتصعيد السعودي!

ووفقاً للصحيفة، فقد انتقد بوحبيب سفير المملكة في لبنان وليد بخاري لأنه لم يهاتفه عند اندلاع الأزمة الأخيرة، واتصل السفير بخاري بمستشار رئيس الجمهورية، متسائلا بحرقة “لماذا لا يتكلم معي؟!”.

وتابعت الصحيفة أنّ بوحبيب “ألمح ضمنياً إلى ابتلاء بلاده بمرض حذرت منه السعودية مرارا وتكرارا “تنظيم حزب الله”، إذ قال: “المشكلة مع السعودية إذا أخوك مريض – في إشارة إلى أن لبنان مريض بحزب الله – لا يمكنك أن تقول لي كلمني عندما تُشفى. أنا لا أستطيع أن أُشفى ولا أستطيع علاج المرض”.

وقالت الصحيفة إنّ بوحبيب لم يتردد في التأكيد على أن “حزب الله” مشكلة في لبنان وللبنان، قائلاً “الأميركان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترامب وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا”.

توضيح بو حبيب    

وأوضح بو حبيب، عن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول وجود تسجيلات صوتية للقاء صحفي الذي كان مقرراً موعده قبل نشوء الازمة الحالية نهار الخميس الماضي بتاريخ 28 تشرين الأول، أنه “يهمني التأكيد بأن هدف هذه المقابلة كان السعي لفتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية اصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية واعادتها الى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهداً لاجله”.

وأضاف بو حبيب: “كنت اتمنى من الصحيفة الكريمة أن تساعدنا على السعي لحل هذه الازمة بدل نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي، علماً أننا سنصدر توضيحاً مفصلاً حول الموضوع”.

وأمل في بيان، “من كافة وسائل الاعلام ان تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الاخوة والاشقاء العرب”.

البيطار لن يتراجع

قضائياً، أكّد القاضي طارق البيطار انه « لن يتراجع عن التحقيق وباقٍ محققاً عدلياً فيه إلى أن يصدر قراره الظنّي، إلا في حال تمت الإطاحة به قانوناً، عبر دعوى ارتياب مشروع أو طلب ردّ».

“الثنائي الشيعي” يعارض اي اعتذار للسعودية او استقالة ويطرح اعتكاف قرداحي مع وزراء الثنائي الخمسة من الحكومة!

ولفت البيطار خلال لقائه أهالي شهداء فوج الإطفاء الذين زاروا مكتبه في قصر العدل امس، «إنه يتابع التحقيق بكل جوانبه بالتوازي وإن مسألة الإستنسابية غير صحيحة فالتحقيق يستدعي كل من وصلت إليه مراسلة حول ملف المرفأ واطلع عليها».

كما اشار الى أنّ «بعض المدعى عليهم  قرروا إتهامه بمعالجة جانب واحد من الملف»، مؤكدًا أن «هذا الأمر غير صحيح ولا يمكن الكشف عن التحقيق لأنه سري».وشدد البيطار على أنّ «الضغوطات أو التهديدات لن تدفعه بالعودة إلى الوراء».

وطمأن القاضي البيطار زوّاره أنه باقٍ، «وقال إنّ ملف التحقيق محمّي بكل تفاصيله». وحسب ما فهم الأهالي، عمل البيطار على توثيق التحقيقات بشكل تبقى فيه الأمور والتفاصيل واضحة حتى لو تسلّم قاضٍ آخر التحقيقات من بعده. وهو ما يمكن تفسيره أنه تم مكننة التحقيقات وحفظ نسخ عنها».

السابق
«سنّة لبنان بحالة توهان».. «لوفيغارو»: مصير هشّ للحريري وفراغ قيادي سيستمرّ طويلاً!
التالي
بالأسماء: تعيينات جديدة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى