إرتباك حكومي في مواجهة الأزمة الدبلوماسية اللبنانية-السعودية..وفرنجية يرفض إستقالة قرداحي!

ايران لبنان السعودية

لا تزال المقاربة الحكومية والسياسية والداخلية قاصرة ومرتبكة في التعامل مع الازمة الدبلوماسية مع السعودية والتي سحبت سفيرها من لبنان وطالبت سفير لبنان بمغادرته اراضيها وحذوت حذوها الكويت اليوم وصولاً الى عدم اتخاذ قرار بإستقالة او إقالة وزير الاعلام جورج قرداحي بسبب تصريحات ادلى بها في 5 آب الماضي وبثت منذ ايام ووصف فيها الحرب السعودية على اليمن بالعبثية ووصف الحوثيون بالمقاومة.

خلية الازمة بمشاركة اميركية

واليوم وفي إشارة لافتة على دخول واسنطن على خط المعالجة بين لبنان والسعودية، انعقدت اجتماع خلية ​الأزمة​ في وزارة الخارجية لبحث الأزمة المستجدة مع السعودية ودول الخليج، بمشاركة القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريتشارد مايكلز .

الحلبي

وبعد اللقاء، أكد ​وزير التربية​ ​عباس الحلبي​، بعد انتهاء اللجنة، أن “العمل الحكومي مستمر، ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها”، لافتاً إلى “إن أملنا كبير أننا قادرون على التوصل لحل هذه الأزمة قريباً”.

وشدد، في ​مؤتمر صحفي​ مشترك مع ​وزير الخارجية​، على أن “الموضوع قيد المعالجة، ونتطلع إلى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة”.وتابع: “كل ما نطالبه فتح أبواب الحوار لأن هذا السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل”.

بو حبيب

وأشار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، إلى “إننا تواصلنا مع الأميركيين لحضور الإجتماع، لأنهم قادرون على معالجة الأزمة الراهنة”، موضحاً أن “الجهات الدولية التي تواصل معها رئيس الحكومة طلبت منه عدم التفكير بالاستقالة”. وأكد أن “لجنة خلية الأزمة مستمرة في الانعقاد”.

فرنجية

وأكد رئيس “​تيار المردة​” ​سليمان فرنجية​، بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن “قرداحي​ عرض عليّ أن يُقدم استقالته من ​بكركي​ ومن ​بعبدا​ وأنا رفضت، لأن ضميري لا يسمح لي أن أطلب ذلك من وزير لم يخطئ”، مؤكداً “إنني أقف إلى جانب قرداحي بكل قرار يأخذه، فهو مظلوم، وأنا لم آتي به لأقدمه فدية لأحد”.

وسأل فرنجية: “هل قرداحي هو سبب أو عذر؟ اليوم أنا أقول للدولة إذا أُقيل او استقال قرداحي، لن نسمي وزيراً بعده”.

مولوي

وعلّق وزير الداخلية ​بسام مولوي​ على الأزمة مع الدول العربية على خلفية تصريحات قرداحي، قائلا في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، “إنطلاقاََ من ثوابت المصلحة الوطنية، نرفض إطلاقاََ أن يكون لبنان في عزلة عن الشرعية العربية، ونؤكد الحرص على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب، ونجدد التأكيد على أمن وأمان السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي وسلامتها من كلّ تعرّض لمجتمعاتها التي تسمو بالخير والعطاء الدائم للبنان”.

رؤساء الحكومات السابقون

واستنكر رؤساء الحكومات السابقون، ​فؤاد السنيورة​، ​سعد الحريري​ و​تمام سلام​، “المواقف الخارجة عن الاصول والاعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والاخلاقية التي صدرت عن قرداحي​ سواءٌ تلك التي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة، أو بطبيعة التبريرات التي صدرت عنه بعد ذلك، لأنّها أصبحت تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية ​السعودية​”.

إقرا أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: حلُّ الإستعصاء اللبناني.. مُبتدَؤُه شيعي

وشددوا على أنّ “الخطوة الاولى المطلوبة، وفي الحد الأدنى، هي في أن يدرك الوزير المعني إلى ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي في أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته”، معتبرين أن “استمرار قرداحي في الحكومة أصبح يشكّل خطراً على العلاقات اللبنانية- العربية، وعلى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم”.

إرسلان

وأشار رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” ​طلال أرسلان​، إلى “إننا نتمسّك بالعلاقة التاريخية الخاصة التي تربطنا ب​المملكة العربية السعودية​ منذ أيّام الملك الراحل عبد العزيز وصولاً إلى الملك سلمان، وبعلاقة لبنان بمحيطه العربي، ونؤكد حرصنا على تطوير هذه العلاقة وتمتينها خصوصاً أنّ الذي حصل لا يرقى إلى مستوى تعكير هذه العلاقة”.

حسن عز الدين

وإعتبر عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب ​حسن عز الدين​، أن “ما حصل من تهجّم على قرداحي هو نوع من الإهانة للسيادة ال​لبنان​ية ولكل اللبنانيين”، مؤكداً أن “البعض في لبنان لديهم نقص في الحرية والكرامة الوطنية وضعف مناعة في الانتماء الوطني والسيادة”، متسائلاً، “هل تريد ​السعودية​ اليوم أن تكمل الحصار الذي فرضته ​الولايات المتحدة الأميركية​ على لبنان، أم أنها تريد القول إنها شريكة معها؟”.

سامي الجميل

واعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أن ما حصل ليس مجرّد “غلطة وزير”، شدد الجميّل إلى أن ما يحصل هو مسار عمره ست سنوات هدفه أخذ لبنان إلى مواجهة مع اصدقائه التاريخيين مع الدول العربية والعالم كلّه، وتابع “هناك أشخاص تفاجأوا بتصريح وزير الاعلام، لكن هذا التصريح ليس سوى ترجمة لإستسلام القوى السياسية في البلد لحزب الله وتسليمه رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي”.

قيومجيان

وأشار الوزير السابق ​ريشار قيومجيان​، إلى أن “المطلوب من الدولة اللبنانية ان تتحرك، ولكن “حزب الله” يمنع حتى الآن استقالة وزير الإعلام ​جورج قرداحي​ او الحكومة”، موضحاً أنه “طالما الحزب يضع يده على الحكومة، فلا تتأملوا اي مساعدات للبنان، بل مزيد من العزلة والانهيارات. حتى ذلك الوقت لبنان سيعيش في جهنم التي وعدنا بها ​رئيس الجمهورية​”.

“التيار الوطني الحر”

وأسفت الهيئة السياسيّة في التيار الوطني الحُرّ بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل لـ”الأزمة العميقة التي تؤثّر منذ فترة على العلاقة مع المملكة العربية السعوديّة خاصةً ومع دول الخليج عامةً، تلك العلاقة التي نتطَلّع دائماً الى أن تكون مبنيّة على أُسس الاحترام المتبادل في سياق من التعاون المؤسّساتي الدائم لصيانة المصالح المُشتركة”.

فرنجية: قرداحي عرض عليّ الاستقالة من بكركي وبعبدا وأنا رفضت وسأقف بجانبه بأي قرار يتخذه

وإعتبرت إن هذه الأزمة، الآخذة في التعمّق، تستوجب منّا جميعاً، لبنانيّين وسعوديّين ودوَلاً عَربيّة، القيام بمُراجعة ذاتيّة، وبدء حوار صادق، صريح ومباشر، على قاعدة الأخُوّة وفي ضوء التحوّلات الكبيرة الحاصلة، لتحقيق المصالحة الشاملة وتنقيَة العلاقات وتَجديدها بما يؤدّي الى مأسستها واستِقرارها ونموّها، فلا يعود ‏للآراء أو المواقف الفَردية أيّ تأثير سلبي عليها.

وأكدت “وجوب تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية التي لا علاقة له بها، مع تمنّيه الرفاه والأمان لكل الدول العربية وشعوبها، يستعيد في هذه اللحظات العصيبة والمفصليّة، ما قاله رئيسه في ١٨ كانون الثاني ٢٠١٩: “لبنان، مهما أخفق او أخطأ، يبقى البلد الصغير الكبير، اخاً صغيراً ورسالةً كبيرةً لكُم. احتَضِنوه ولا تَتركوه، فهو لَمْ يطعن يوماً أحداً ولمْ يَعتدِ على أيّ مواطن عربي، بل كان ملجأً وحامياً وحافظاً لشعوبكم ومُعمّراً لبلدانكم، ومستوعِباً لتنوّعكم. لا تخسروه…”. إنّ هذا لا يعفي لبنان ابداً من وجوب مراجعة كامل سياساته العربيّة بمّا يؤدّي الى اتّخاذ كُلّ الاجراءات اللازمة من جانبه بغية تأطير هذه العلاقات وتفعيلها، على قاعدة احترام الذات واحترام الآخر”.

السابق
أزمة لبنان -السعودية تتفاعل..الكويت تسحب سفيرها وواشنطن والجامعة العربية يحثان على التهدئة!
التالي
عندما تقصم قشة قرداحي ظهر البعير اللبناني الإيراني الخليجي!