لبنان يقدم «خدمات مجانية» لإسرائيل.. في الامن والمياه والغاز!

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية الحدود الجنوبية

وفرت وتوفر السلطات اللبنانية على العدو الاسرائيلي، عناء التخطيط وكذلك التكلفة لتدمير لبنان، فقام زعماء النيترات بتدمير لبنان فوق رؤوس اللبنانيين بأنفسهم، وجعلوا من جنة الشرق، التي تفوق بجمالها “أرض الميعاد” (وأحلام موسى الذي لم يدخلها) جهنم لا يريدها لا الصديق ولا العدو!

إقرأ أيضاً: نصرالله يُجدد ادانته لأحداث الطيونة.. ويُحذّر اسرائيل من التصرف «كما تشاء» بملف المفاوضات!

فقد نجحت الطبقة السياسية في لبنان، في الانتصار على أطماع العدو الاسرائيلي. وهي لوثت كل ينابيع المياه وكل الأنهر، وأولها الليطاني  وحولتها الى مجارير عملاقة لمنع أحلام اسرائيل بمياه لبنان. فمن الطبيعي أن اسرائيل لا تريد “المجارير” اللبنانية بعدما حولت السلطة نعمة الليطاني والأنهر والينابيع الى نقمة، ولذلك قامت السلطة السياسية أيضاً بإداراتها الرشيدة بصرف 1.4 مليار دولار على إنشاء محطات للصرف (غير) الصحي.

تلويث مياه لبنان عملية مقصودة نجحت في إجبار إسرائيل بالتخلي عن حلم الاستيلاء على مياهه

من دون أن يكون هناك اليوم أي محطة “شغالة”، وأولها محطة طرابلس العملاقة، التي لم تصل شبكة المجاري في المدينة اليها، حتى بعد 12 عاماً على إنشائها (وهي كانت تعمل في 20% من قيمتها. ورئيس الحكومة “الطرابلسي” مرتين نجيب ميقاتي لم ينجح بحل هذه المعضلة بعد) أو حتى بعد تعطيل محطة التكرير في الغدير جنوبي بيروت، وهي التي في الأساس لم تكن تعمل سوى على تقنية “التكرير الأولي”، أي بالأساس “ما كان إلها عازة”.. طبعاً الأطماع الاسرائيلية السياحية الاقتصادية بالشاطىء اللبناني بددتها السلطة، بتحويل الشاطىء الى سلسلة جبال من مكبات النفايات على طول الشاطىء، فتلويث مياه لبنان عملية مقصودة، نجحت في إجبار إسرائيل بالتخلي عن حلم الاستيلاء على مياهه!

لا ثروات، لا خيرات، لا اقتصاد.. “كلو مسروق”، الغطاء الأخضر يتحول الى تصحر. والشتاء تكفل،  وهو سيتكفل هذا العام، بسبب سعر المازوت المرتفع، الى قطع الأشجار للتدفئة، وهو الذي لم تأكله الحرائق.. والشكر للسلطة السياسية على حسن الادارة!

يتمتع لبنان بترف الوقت. فإذا كانت قبرص واسرائيل قد بدأتا عمليات الاستثمار، في النفط والغاز في مياههما الاقليمية، فإن لبنان سيرهق اسرائيل في المفاوضات، والرئيس ميشال عون لن يوقع على الخط 29، لكي يتمكن من المفاوضة من موقع “القوة” في زمن العهد القوي! 22.000 كم2 هو حجم المياه الاقليمية اللبنانية كما تقول الدراسات. ولكن لبنان لن يتخلى عن شبر منها إعلامياً، حتى ولو كلفه ذلك خسارة 1.430 كم2 فعلياً!

لا حاجة لاسرائيل للاخلال بالأمن الداخلي في لبنان.. فالكل مسلح

لا حاجة لاسرائيل للاخلال بالأمن الداخلي في لبنان.. فالكل مسلح. وأحداث الطيونة – عين الرمانة، التي ثبتت من جديد مقولة إن “ما في دولة”، أظهرت إمكانية البعض (من جديد)، في حشد آلاف المسلحين في بيروت خلال دقائق، في “يوم مجيد” آخر..إن إرادة السلطة السياسية في لبنان بالابقاء على السلاح المتفلت، تضرب الحلم الاسرائيلي بالاخلال بأمن لبنان وتمنعه من القيام بذلك.. وهي تتولى المهمة عنه عند الحاجة!

الأغرب هو عدم اتهام اسرائيل بالتفجير هذه المرة!

تشير الكثير من الروايات (عن حق أو عن باطل) في قضية تفجير بيروت الى سماع الناس لصوت طيران (اسرائيلي على الأرجح)، كان يحوم حول بيروت لحظة تفجير المرفأ، مما يسهم في حال التحقق منه باحتمال اتهام اسرائيل بالتفجير، خاصة وأن السيد حسن نصر الله كان هدد اسرائيل بتفجير فيها بتفجير للنيترات عندها، غريب هو عدم تقديم أجهزة المخابرات الدولية للصور من الأقمار الصناعية، أو عدم صدور شيء عن المخابرات الاسرائيلية.. والأغرب هو عدم اتهام اسرائيل بالتفجير هذه المرة!

تحرم السلطات اللبنانية العدو من امكانية تدمير لبنان.. بتدميره بنفسها، والحل يبدأ بطرد الباعة وتجار الدين من الهيكل، وبسحق الأفعى التي تنوي الشر بشعب أرهقته التجارب المؤلمة. وللمؤمنين، من الأفضل السماع لكلمة الله، لا لكلمة حزبه، ولا لأنصاف الآلهة المحليين.. “تعرفون الحق.. والحق يحرركم”!

السابق
بالفيديو: صرخة تُدمي القلب من طرابلس.. مواطن يُطالب القوى الأمنية باعتقاله: اريد طعاماً!
التالي
عن اللبنانيين العالقين بين كلام «السيد» و«الحكيم»!