عن اللبنانيين العالقين بين كلام «السيد» و«الحكيم»!

هم ليسوا إلا مجموعة من اللامسؤولين، البارعين بتحويل كل الالوان إلى الأبيض والأسود، العاجل عندهم للأفضلية لا للأهمية، الثقافة في فهمهم للمماثلة دون الحكمة، تتمنى لو تستطيع، بسبب كم الجهل لديهم، أن تبني حكما يتحكم به الذكاء الاصطناعي، يعفيهم ويعفينا من تحمل ذكائهم الأقل من العادي، المعتمد بالكامل على التنبؤ، المستند إلى قدرة هزيلة في التفكير يتمتع بها أغلبهم، تكلف البلد والمواطنين الكثير من التراجع في النمو، وتزيد من حجم الاستهلاك و تعيق رفع معدلات الإنتاج.

لا السيد ولا الحكيم اقنعا اللبنانيين بصدق روايتهما، وما فعلاه رسخ مقولة ان كلهم يعني كلهم غير مسؤول

كل غليان او توتر هو عند الحريصين على مستقبل حياتهم بمثابة تهديد شخصي، وهو ما سيدفع بالكثيرين عاجلا أم آجلا  إلى محاربته ومواجهته بشتى الطرق، خصوصا اذا ما عجز العدل عن ايقافه.

إقرأ أيضاً: نصرالله يُجدد ادانته لأحداث الطيونة.. ويُحذّر اسرائيل من التصرف «كما تشاء» بملف المفاوضات!

في أحيان يرتكب الخطأ، ويدرك العقل انه خطأ، وفي أحيان أخرى يرتكب وهو عند مرتكبه، ليس بخطا لكنه لا محال يوصل إليه، لا السيد ولا الحكيم اقنعا اللبنانيين بصدق روايتهما، وما فعلاه رسخ مقولة ان كلهم يعني كلهم غير مسؤول، وطبعهم يغلب على تطبعهم، خصوصا وان تصرفاتهم أبقت الناس في حيرة من أمرها، وفي مصائبهم هم مازالوا يتلوعون. من يعيد للناس كرامتها وحقوقها، وللأموات أرواحها،  من يعيد للبلد عافيته وصحته بعدما بات على فراش المرض يرهقه الجهد المبذول لاخذ النفس؟

العالم يصارع لأجل المفاضلة بين الابتكار و الاختراع، وشعبنا يفرض عليه صراع وعليه التفضيل بين خطاب السيد او رد الحكيم

الحق ان ما ابتلي به الشعب ليس  ومجموعة من الجهلة و المتجاهلين، حولوا ساحة الجمهورية إلى ساحة يصلح تشبيهها بحلبة صراع الديوك، يستمتع بمشاهدة نتف بعضها بعضا من هواة النوع، تستمر بعد أن ينتقل الأقل نتفا لريشه إلى مباراة ثنائية أخرى  تجمعه بالغصب الى خصم جديد. لو ان هؤلاء تنافسوا على ما هو خير، و في صالح من حالهم أمست في الحضيض. العالم يصارع لأجل المفاضلة بين الابتكار و الاختراع، وشعبنا يفرض عليه صراع وعليه التفضيل بين خطاب السيد او رد الحكيم. كلماتهما بالنسبة إلى العاقلين ليست إلا ككرات البلياردو لا يحسب فيها ما يطرح بل ما يحدث تأثير. 

حب اللبنانيين لوطنهم يذكر بحب كليمنصو لألمانيا، حين قال “من فرط حبي لها أريدها اثنين”، والمسؤولون كذلك يريدون لبنان، من  إفراط في العشق، ثلاثة وأربعة ولربما عشرة دويلات في دولة ،جغرافيتها لا تتعدى مساحة حي في الهند او الصين او البرازيل.

السابق
لبنان يقدم «خدمات مجانية» لإسرائيل.. في الامن والمياه والغاز!
التالي
بالصورة: احداث الطيونة تابع.. جعجع الى وزارة الدفاع الأربعاء!