بالصور: الحمراء.. شارع فَقَدَ «ظله»!

شارع الحمرا

شارع الحمراء وسط بيروت اليوم، كأنه في المهبّ الحالك، أو في الضجر الهالك، أو في الفراغ الحاشد بالأسى.. ذلك أنه ليس هو نفسه كما في أي وقت مضى. شارع فقير البهجة، قليل الأمل، وربما معدوم النضارة. تمر الساعات ثقيلة على شارع الحمرا الذي فقد بريقه تدريجيا على مر السنوات الماضية بعدما كان “روح بيروت”، ومصدرا لتباهيها بنفسها بين العواصم العربية، وأصبحت تحاصره مظاهر الإهمال والأزمة الاقتصادية، فيما لم تعد مسارحه ومكتباته ومقاهيه الثقافية وحاناته، تنبض بالحياة مثلما اعتادت فيما مضى.
نجح وتعافى وقاوم شارع الحمرا الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة، بل انتعش خلال الحرب، لكن سنوات ما بعدها راحت تطيح برموز الشارع، من متاجر ودور نشر وصحافة وسينما، بالإضافة إلى المقاهي التي ظلت طويلا، تشكل ملتقى أدبيا وفكريا وسياسيا للعديد من اللبنانيين والعرب.

إقرأ أيضاً: وغاب الظريف «بيارو».. وداعاً بيار جماجيان!


بالنسبة إلى كثيرين من عشاق هذا الشارع، لم يعد شارعهم آمنا، وفقد ليل الحمراء بريقه المعتاد، وبالكاد يمكن العثور على حانة تعج بالرواد والموسيقى في وقت متأخر، فيما انتشرت ظاهرة التسول عند كل ناصية شارع وأمام المتاجر، وأصبحت أكوام القمامة مكدسة أمام المباني والمتاجر، بشكل منفر للمشاة العابرين وزوار الشارع، الذي تغنى به شعراء ووصفوه فيما مضى بأنه “شانزيليزيه الشرق”، أسوة بالشارع الباريسي الشهير برونقه وحيويته.

كأنها أيام ولّت إلى غير رجعة

ويخشى اللبنانيون أن تكون تلك الأيام المزدهرة لشارع الحمرا، قد ولت إلى غير رجعة، حيث تغرق البلاد في أزمة اقتصادية، هي من بين الأكثر سوءا على مستوى العالم، وصارت العتمة شبه الشاملة تخيم على الشارع، فيما تنفث مولدات الطاقة الكهربائية، دخان المازوت في كل أحيائه وأزقته، لتزويد المتاجر والشركات والبيوت بالكهرباء، عوضا عن عدم قدرة الحكومة على تأمينها للمواطنين والزوار، بالإضافة إلى السياح الذين ما زالوا يحرصون على القدوم إلى شارع الحمرا، مدفوعين إما بحنينهم إلى تاريخه، او بالصيت الذائع عن الشارع.
في أول شارع، كان مبنى صحيفة “النهار” التي استهلت وجودها عام 1933 في الحمرا، قبل انتقالها فيما بعد نهاية الحرب الأهلية إلى ساحة البرج في منطقة وسط بيروت المدمر، أسوة بالعديد من المؤسسات والشركات والمتاجر، التي أغراها نشاط إعادة الاعمار للوسط التاريخي للعاصمة. وفي وسط الشارع كانت مكاتب جريدة السفير التي اقفلت وافلست قبل سنوات.
الجامعة الأميركية في الجوار، في الشارع الموازي لشارع الحمراء..وساهم إنشاء الجامعة الأميركية في بيروت بمحاذاة البحر عام 1866 في “شارع بلس” الضيق نسبيا، في تزايد أهمية شارع الحمرا المحاذي له، ليتحول من زقاق صغير ومهمل، يتميز بالبيوت السكنية والكثير من الأشجار في العقود الأولى من القرن العشرين، إلى شارع تجاري رئيسي في العاصمة اللبنانية، ومركزا للفن والإعلام والأدب، إلى جانب حياة الليل التي استقطبت نجوما كبارا من أنحاء العالم.


اندريه.. الحمراء المدوية

“شي أندريه” كانت واحدة من أشهر حانات الحمرا منذ تأسيسه عام 1967، ولم تفقد حضورها حتى خلال سنوات الحرب الأهلية (بين عامي 1975 و1990)، وهي شاهدة على حالة الاستقطاب التي كان بإمكان شارع الحمرا أن يمثلها بالنسبة إلى كل لبنان.
كان آرتور شروانيان (50 سنة) يدير الحانة عند إغلاقها عام 2006، ويقول ل”جنوبية” “زارها كثيرون بينهم المغني شارل أزنافور، والمغني والممثل جوني هوليداي، والنجمة بريجيت باردو والمغنية روزي آرمين. وكان من رواده أيضا الممثل اللبناني حسن علاء الدين، المعروف باسم شوشو، والفنان اللبناني، زياد الرحباني”.

آرتور شروانيان


ويتحسر شروانيان ويقول”: إن الحانة كانت أيضا ملتقى للعديد من الفنانين اللبنانيين والعرب، بالإضافة إلى السياسيين كرئيسي الجمهورية السابقين، أمين الجميل وكميل شمعون، ووزراء ونواب”.

الدكتورة الكاتبة ليلى بركات، عاشت وترعرعت في شارع الحمراء، حيث كانت تسكن في مبنى وسط الشارع الرئيسي للحمراء. تتحسر ليلى وتكاد تبكي لأنها فقدت الحمراء، كما تقول، “الشارع هو خلاصة الوطن الصغير،هو العاصمة الحقيقية للبنان،ومع الاسف ، لا وطن لنا اليوم، ولا حمراء لأيامنا …”

الدكتورة الكاتبة ليلى بركات

تقول بركات ل “جنوبية”، وهي التي درست وعاشت فترة في باريس، انها “ترى شارع الحمراء أكثر حيوية وأكثر ثقافة وأكثر جمالا من باريس وشوارعها”!
حزينة بركات على ما آلت اليه أحوال شارع الحمراء، وحزينة أكثر لأنها تركت الحمراء قبل اشهر قليلة لتنتقل وتعيش في شقة، ليست بعيدة عن شارع الحمراء، تقع في عين المريسة على الكورنيش البحري لبيروت.

السابق
شائعة الطلاق تلاحق نانسي عجرم.. وزوجها ينفي
التالي
بالفيديو: أديل تتجول في قصرها للمرة الأولى.. قيمته 9.5 مليون دولار