كرامي لـ«جنوبية»: لتحويل الغضب إلى عمل سياسي

فهمي كرامي
لمناسبة العام الثاني على إنطلاقة ثورة "17 تشرين" إستمزجت "جنوبية" آراء مفكرين وسياسيين وممثلي مجموعات الحراك حول كيفية إستعادة الثورة لزخمها الشعبي، ووفقا لأي أدوات وفي أي إستحقاقات. يشدد الناشط فهمي كرامي ( حراك طرابلس) على الوعي ووضع أهداف سياسية واضحة، و التركيز على ما هو مشترك بين هذه المجموعات"، لافتاُ إلى أن مرشحي الثورة "لن يتمكنوا من إحداث خرق كبير في الانتخابات النيابية المقبلة.

يشرح الناشط فهمي كرامي  لـ”جنوبية” أن “الظروف التي يمر بها الشعب اللبناني، لن تدفعه إلى النزول إلى الشارع كما حصل في بداية الانتفاضة، إلا بعد حدوث أمر جلل، مع الجزم بأن الاغلبية من اللبنانيين، مؤمنة بأهداف الثورة وعناوينها العريضة، وما بين 60 و70 بالمئة منهم، رافض للسلطة والفساد والطريقة التي تُدار به البلاد”،  معتبرا أن “ما نحتاج  إليه كثوار هو تحويل هذا الغضب والرفض، الذي يعتري الناس تجاه الطبقة السياسية، إلى عمل سياسي  وممارسة سياسية، وهذه هي الحلقة المفقودة التي لم تستطع مجموعات 17 تشرين العثور عليها، لتستفيد من غضب الناس، وتحويله إلى إيمان سياسي بأهداف ومبادئ معينة، لكي تتمكن من توجيه الشعب اللبناني إلى المكان الذي يطمح إليه”.

اقرأ أيضاً: فرج لـ«جنوبية»: الإنتخابات «دورة تمرين» لتمتين المعارضة واختبار موازين قوى

ويرى أن “ما ينقصنا كثورة ومجموعات هو الوعي والثقة، لأننا كشعب لبنان نفتقد الوعي والثقة بالعمل السياسي، ونرفض التعامل مع الاحزاب السياسية، ولذلك عملنا تحت إسم مجموعات ولكن لا يمكن الاستمرار على هذا المنوال، بل يجب الانتقال إلى عمل سياسي وحزبي إحترافي”، معتبرا أن “على الشعب اللبناني أن يعي أن التغيير هو عمل تراكمي، ويحتاج إلى عمل سياسي منظم، ويجب أن نأخذ قرارا بإنتمائنا السياسي، لا أن ننتمي من خلال تحركنا ضمن مجموعات الثورة إلى طائفتنا وغايتنا الشخصية”.

الظروف التي يمر بها الشعب اللبناني لن تدفعه إلى النزول إلى الشارع كما حصل في بداية الانتفاضة

ويضيف:”علينا كمجموعات أن نتحلى بالوعي ووضع أهداف سياسية واضحة، والتركيز على ما هو مشترك بيننا، وعدم الدخول في التفاصيل في المرحلة الحالية كي لا نقع في دوامة الانقسام، فنحن بحاجة إلى رص الصفوف لكي نحدث تأثيرا في وجه السلطة، وهذا الامر تحقق عندما نزلت الناس إلى الشارع في كل لبنان بعيدا عن إنتماءاتها الطائفية”.

لا يُتوقع أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى تغيير جذري في الطبقة السياسية

ويرى أنه”كمجموعات ثورية عليها الوثوق ببعضها أكثر، وأن تخفف من التخوين  والنبش في الماضي، ويجب أن تُشكل الانتخابات النيابية المقبلة فرصة لبداية التغيير السياسي، وآمل أن يعي الشعب اللبناني ان هذه الانتخابات لن ينتج عنها القضاء على السلطة”، مشددا على أنه “يجب عدم تكرار ما أصابنا في 17 تشرين، عندما توقع الناس أنهم سيسقطون الطبقة الحاكمة خلال فترة بسيطة”.

علينا كمجموعات أن نتحلى بالوعي ووضع أهداف سياسية واضحة والتركيز على ما هو مشترك

ويختم:”إذا كانت التوقعات أن الانتخابات المقبلة ستؤدي إلى تغيير جذري في الطبقة السياسية فهذا يعني أننا أمام خيبة أمل كبيرة، أما إذا كان توقعنا أننا سنخرق هذه الطبقة وسيكون للثورة أصوات ضمن البرلمان لإحداث تطوير وتأثير على الساحة السياسية تمهيدا للإستحقاقات الأخرى، فهذا يعني بداية النجاح بالتفكير الصائب”.

السابق
فرج لـ«جنوبية»: الإنتخابات «دورة تمرين» لتمتين المعارضة واختبار موازين قوى
التالي
نادين نجيم ولفظ خادش على سجادة مهرجان الجونة