«غزوة الطيونة» تستعيد تجليات البؤس اللبناني!

اشتباكات الطيونة

تتضح الصورة وتنجلي أكثر فأكثر، بعد مشاهد (ميني حرب أهلية)، التي شهدتها مناطق الطيونة وعين الرمانة،(خطوط التماس المتجددة). فالخطاب الميليشياوي في أبهى تجلياته سياسيا وعسكريا، وثمة غزوات وحرب صغيرة، تتخللها حالات القنص والهجوم والقتل والموت والنار.

اقرا أيضاً: بالفيديو: وسط اجواء مشحونة.. «حزب الله» و«أمل» يشيعان ضحايا اشتباكات «الطيونه»!


سلاح متفلّت واستفزازات بالرصاص والقذائف “الآربي جي” ومظاهر عسكرية لعناصر مسلحة، وجيبات على متنها مسلحون يستعرضون قواهم .
ما كان ينقص المشهد لتكتمل عدة الحرب حواجز الخطف على الهوية، واقامة المتاريس والإسترسال في عمليات الترويع الممنهجة، للآمنين والمسالمين من الناس الذين انتهوا ضحايا لأزمات متلاحقة إقتصاديا ومعيشيا، وباتوا حقل تجارب، تُمعن السلطة في اختبار مقومات صمودهم من خلال مزيد من التحديات المميتة.
ظلال لا تغيب ، تخيِّم مجدداً في أرض الخراب، الخراب الذي أرادوه مسرحاً متنقلاً في( بلاد العيش الكاذب). فالذين فَرضوا علينا (أبناء جيلي) الهجرة القسريّة منذ دهر ونيف ، يجددون وعدهم الأسود ويعودون بأسلحتهم إلى الشوارع، برعونتهم الوحشية ، ليفرضوا على أجيال جديدة المصير نفسه، الهجرة والبؤس، واليأس الى ما لا نهاية.
فهل سنستمر في هذه الدّوامة اللعينة ، نداوم في الأسى واليأس والتهجير القاتل ؟
وهل سيشفى وطني لبنان من أمراضه إذا لم يكشف لأبنائه من قتلَ أبناءهم، ومن يستمرّ في قتلهم، ومَن دمَّر نصف مدينتهم، تمهيداً لتدمير بلدهم بأكمله وفَرضِ العنف بصفته اللغة الوحيدة بدلاً من ثقافة الحرّيّة!
لا أمل بالحياة، ولا قيمة للإنسان ولا قيامة لبلد في غياب القضاء والعدل، فما أنت فاعلٌ يا شعبي؟!

السابق
أول عربية ضمن التصنيف العالمي للاعبات التنس.. أُنس جابر تدخل تونس التاريخ
التالي
«بعدسة جنوبية».. حركة أمل تشيع «ضحية الغدر» حسن نعمة.. واطلاق نار كثيف!