رغم اللعب على المكشوف.. «حزب الله» عاجز عن اعادة انتاج 7 أيار!

حزب الله والبحر

على الرغم من الأزمات التي تعصف بالبلد، تصرّ منظومة الحكم على المواربة والهروب من المسؤولية عبر اعادة لبنان إلى خطّ التفجير والتوتّر، عبر التلويخ بالاقتتال الداخلي،وبـ ” 7 أيار” جديد. يتصدّر حزب الله، معه حركة أمل، الواجهة مجدداً، في ملف انفجار مرفأ، وعلى الرغم من السلط جمعها مأزومة من التحقيق فيه، لكنّ الثنائي، وحده القادر على التعبير عن انزعاجه بالأسلوب الذي يرتئيه والذي يراه مناسباً من خلال لعبة الشارع والتلويح بالفلتان الأمني والتهديد والوعيد.

اقرأ أيضاً: أزمة ثقة بين حزب الله والتيار.. جريصاتي:«واصلة معنا لراس مناخيرنا من الحزب»!

حزب الله واللعب على المكشوف

في السياق، اشار الكاتب محمد فران عبر حسابه على “فيسبوك” ان الحزب اتخذ عددا من القرارات الجريئة والخطرة والتي كان من الممكن أن ينزلق معها البلد إلى الحرب أو تلقي العقوبات.ومع كل قرار كان هناك من يبرر أو يعترض،يفرح أو يخاف من النتائج المترتبة عليه. فقرار التصعيد العسكري الاخير في الجنوب كان تبريره برفض تغيير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني. وقرار إدخال النفط الايراني كان تبريره لرفع الحصار النفطي عن لبنان( مع ان لبنان غير محاصر وإنما إيران هي المحاصرة ). وحتى التهديد بالرد على أي اعتداء على البواخر التي تنقل النفط الايراني وفي أي بقعة كانت فيها هذه البواخر واعتبار هذه البواخر أرضا لبنانية ،قد تجد من يبرره ، وقد تشعر بالرضى وبالشماتة بالكيان الصهيوني وهو يتقوقع ويتجنب المواجهة. جميع هذه القرارات يمكن المحاججة ضدها، ولكنك من موقع العداء لإسرائيل يمكنك تفهمها أو الدفاع عنها.
الا ان الموقف الفظ من المحقق العدلي والتهديد والوعيد المباشرين له ولكافة السلطات اللبنانية بطريقة استعلائية وخشنة ترسم اكثر من علامة استفهام عن خلفية هذه المواقف.فلأول مرة لا يتردد الحزب من الإعلان بأنه هو الآمر الناهي في البلد، وهو الذي يحدد المسموح والممنوع بطريقة مباشرة لا لبس فيها،محرجا بسلوكه، هذا حليفه المسيحي، التيار الوطني الحر. وردة الفعل هذه تؤشر إلى أن التحقيق يتجه نحو كشف المستور وأن منظومة المرفأ ،على اختلاف انتماءات افرادها الطائفية والمناطقية والسياسية، تنصاع بالتكافل والتضامن لاوامر جهة واحدة . وأن الاستمرار بالتحقيق، لن يؤدي فقط إلى الاطاحة بهم جميعا وإنما قد يفتح ملفات واقع المطار وسواه من مفاصل البلد الهامة. فمحاولات ادعاء عدم معرفة شيء حول انفجار المرفأ واستعجال إنهاء التحقيقات فشلت وبات من الضروري وضع حد لها قبل جلاء الحقائق المؤلمة والمكلفة.
الا ان ازاحة الأقنعة وكشف الوجوه واللعب على المكشوف يجعل البعض يتساءل عن سر هذا الاستخفاف بالحلفاء كما الخصوم. هل هو الشعور بهشاشة وسخافة كلا الطرفين وحاجتهما له و خشيتهما من المواجهة، ام هو الاطمئنان إلى أن ما يقوم به يقع ضمن الخطوط المتفق عليها، (او قيد البحث)، مع الولايات المتحدة؟ وبالتالي من الممكن ادراج هذا السلوك كإعلان مباشر إلى أن حقبة الشيعية السياسية قد بدأت بشكل رسمي ولا مانع اللجوء إلى بعض الخشونة كي يفهم الجميع ذلك؟

حزب الله لا يستطيع إعادة إنتاج ٧ ايار

اما الاعلامية سحر الخطيب فكتبت ايضا عبر حسابها على فيسبوك التالي: علمتنا التجربة مع حزب الله انه حين ينقطع الحل السياسي أمامه، فإنه يعمد إلى التصعيد الأمني متوسلاً السلاح، أو الشارع المهدد بالسلاح، أو الظهورات العجائبية عند ساعات الصباح الأولى بعرض ازياء أسود كرسائل تهديد، أو إنطاق وزير ثقافة بلسان من يقف وراء الدُشَم مهدداً بأن “لح يشوفوا شي مش شايفينوا “.. ثمة من يقول اليوم ب ٧ ايار لكن الأزمة الحقيقية للحزب أنه لا يستطيع إعادة إنتاج ٧ ايار بشكل واضح ومحدد، فالضدّ السياسي الذي يستطيع منازلته ليس ضداً مكتمل الأوصاف مؤطراً بما يتيح اللعب في ملعبه.. هذا الضد اليوم برؤوس كثيرة جلّها صامت، السياسي منها يخالط المجتمع المدني وسط طلاق بينهما، وطلاق بين السياسي والسياسي فيها والمجتمع المدني ضد المجتمع المدني، كشجر واحد الجذع، مجنون الأغصان! إذا تجاوز حزب السلاح شرطية هذه النقطة اي وجود الضد الواضح شكلا وتنظيما وامكانية التحرك ارضاُ ضده وهي نقاط مفصلية، فأنه عملياً يكون ضارباً عهد عون بيده وهو من جعله ذات يوم خطاً احمر ، ثم لاحقا فقد غطاءه المسحيي فيه.. في هذا الوقت و أكثر من أي وقت مضى سؤال ماذا سيفعل حزب الله يبدو سؤال يطرحه الحزب على نفسه أكثر من الناس!

حزب الله في أزمة – يبحث عن خصم ينتصر عليه

︎بدوره كتب الصحافي مروان الأمين على فيسبوك التالي: في ٧ أيار كان لحزب الله خصم واضح يتمثل بقوى ١٤ آذار، عندها اكثرية نيابية وتترأس الحكومة، لها زعماء يريد كسرهم (منهم الحريري وجنبلاط)، ومناطق جغرافية (بيروت والجبل) يمكن غزوها وإحتلالها وتحويلها الى ساحة معركة وخراب. شن حزب الله غزوته وإنتصار وفرض شروطه السياسية.
اليوم، لا يوجد طرف سياسي جماهيري في وجه حزب الله، بل خصمه هم الناس (ليس عندهم أي أكثرية نيابية او سلطة وزارية). لا يوجد زعامات يمكن إخضاعها، بل الناس-أفراد من دون زعيم. لا يوجد منطقة جغرافية يمكن غزوها، الناس-الأفراد منتشرون على مساحة البلد. ولا يوجد طائفة مناهضة لحزب الله يمكن إخضاعها وكسر زعامتها.
اليوم، وليد جنبلاط على جنب، رؤساء الحكومة السابقين موقفهم يتلاقى في مكانٍ ما مع موقف حزب الله من القاضي البيطار، رئاسة الجمهورية مع حزب الله، مجلس النواب مع حزب الله، الحكومة مع حزب الله (الحكومة مجتمعة ورئيس الجمهورية يتشاركون مع حزب الله في البحث عن مخرج لائق يحفظ لهم القليل من ماء الوجه)… ضد من سيتحرك حزب الله؟؟ ومن أجل اخضاع أي سلطة وأي أكثرية سياسية؟؟
الطرف الوحيد الجماهيري يلي عندو زعيم، ويمثل طائفة، وعندو مناطق جغرافية يمكن ان تشكل هدف مماثل لغزوة ٧ آيار، هم القوات وجعجع. لكن حزب الله يعلم بأن الثمن سيكون كبير جداً جداً على جميع الأصعدة، وسيفقد كامل الغطاء المسيحي، وسيُنهي بفعلته اي دور سياسي لجميع خصوم القوات.

ماذا لو تم عزل القاضي البيطار؟ اين يمكنه ترجمة ذلك في السياسة؟ ما في حدا يعمل معو “اتفاق الدوحة” ل”تقريش” انتصاره، لا بل ستزداد نقمة الناس على المنظومة، سيخسر حزب الله مع اركان المنظومة في السياسة.

حزب الله في أزمة، يبحث عن خصم ينتصر عليه.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: وحدة الثورة.. ورقة شبكة وصورة
التالي
بالوثائق: «التمييز المدنية» ترد الطلب الثاني لحسن خليل وزعيتر ضد البيطار.. ومستشارة تسجل مخالفة