عبد اللهيان في لبنان.. تفاخرٌ «لا يُسمن ولا يُغني»!

وزير خارجية ايران عبد اللهيان
اعتاد الإيرانيون عند كل استحقاق دستوري في لبنان، تنظيم زيارات رسمية، او اطلاق تصريحات من اعلى الهرم القيادي في ايران الى ادناه، لإظهار التفوق الإيراني على الساحة اللبنانية، كما فعل قاسم سليماني عشية انتهاء الانتخابات النيابية، عندما تفاخر بحصول حلفائه على اغلبية 74 نائبا في البرلمان اللبناني.

يدأب الايرانيون على اظهار انفسهم، وكأنهم أصحاب القول الفصل في انتظام الحياة السياسية في لبنان، الذي تعتبره الدولة الفارسية من باب تحصيل الحاصل، بفعل سطوة “حزب الله” التابع لها تبعية لا نقاش فيها.

وقد جاءت زيارة وزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان في هذا السياق، وهي في جانبها السياسي نوع من ملء الفراغ الدولي والعربي في لبنان، والتباهي امام العالم بامتلاكهم مفاتيح الحلول في لبنان. فحكومة نجيب ميقاتي ما كانت لتتشكل، لولا التفاهم الإيراني الفرنسي على اكثر من ملف ان في الداخل اللبناني، او على المستوى الإقليمي، فكان تشكيل الحكومة بمثابة جائزة ايرانية للفرنسيين، لكسبهم تفاوضيا  عند استئناف المحادثات حول ملف ايران النووي.

وتتفق مصادر لبنانية على ان زيارة عبد اللهيان، وفي التحليل العميق لها، تظهر ان ايران وحلفائها في لبنان مأزومين وعاجزين عن فعل أي انجاز، يمكن ان يخفف المعاناة القاسية التي يعانيها الشعب اللبناني، نتيجة للفشل في الحكم والإدارة من قبل الأغلبية في لبنان المتمثلة ب “حزب الله” وحلفائه، وتحديدا التيار العوني الذي يمكن اعتباره صاحب افشل تجربة سياسية في تاريخ لبنان المعاصر.

وفي الدليل العملي على ازمتهم، انضمام الوزير الإيراني الى جوقة المتحدثين عن الحصار، بحيث اعتبر ان زيارته تاتي لكسر ذلك الحصار الظالم عن لبنان، من دون ان يعطي برهانا بيّنا يكون مصداقا لكلامه. فكل حصار له بعد قانوني وبعد سياسي، وهذا غير متوفر في حالة لبنان، الذي رحب العالم كله بتشكيل الحكومة، من خلال دعوتها للقيام بالإصلاحات اللازمة لفتح باب المساعدات المالية والتقنية، لاخراج لبنان من المستنقع الذي هو فيه. فأين مظاهر ذلك الحصار، الذي على ما يبدو قد تحول الى حكاية من حكايات الف ليلة وليلة!.

مصادر لبنانية: زيارة عبد اللهيان تظهر ان ايران وحلفائها في لبنان مأزومين وعاجزين عن فعل أي انجاز

فقد حاول الزائر المتباهي توسيع هامش المناورة له ولحلفائه، الا انه فشل في تقديم الحلول العملية لازمات لبنان، واستمر في ترداد النغمة ذاتها التي سأم منها الشعب اللبناني، التي تتمثل في تقديم الوعود في المشاريع الإنمائية من كهرباء وبناء سدود الى إعادة بناء مرفأ بيروت المدمر. فوفقا لما هو معروف، ثمة اليات قانونية ودستورية واضحة في لبنان، يمكن له من خلال حلفائه ترجمة وعوده الى اقتراحات عملية، توضع على جدول اعمال مجلس الوزراء لدرس جديتها وجدواها الاقتصادية، لتبنيها او السماح لها الدخول في المنافسة عند اجراء المناقصات. فالعجب كل العجب كيف يحسب حلفاؤه حسابا للعقوبات الأميركية على ايران، في الوقت الذي يدّعون فيه عدم خوفهم او اكتراثهم بها !.

إقرأ ايضاً: نصرالله «يُرسِّم» دويلته بالمازوت والكهرباء وترهيب القضاء..والغاز الاسرائيلي «يتسرب» إلى بعبدا!

والمثير للاستغراب إصرار “حزب الله” بخطابه المأزوم على دعوة الدولة اللبنانية، طلب إعفاءات او غض بصر من الولايات المتحدة، لاستجلاب النفط من ايران، وكأن المشكلة عنده لا تكمن في عدم توفر العملات الصعبة، لتسديد ثمن شحنات النفط والغاز لزوم حاجة السوق اللبناني. فبواخر النفط تجوب بحرنا طولا وعرضا، في انتظار فتح الاعتمادات بالدولار. هنا تكمن المشكلة أي مشكلة توفر الأموال، لا مشكلة استيراد، فالعروض  متوفرة انما إمكانيات لبنان على الدفع غير متوفرة.  ثمة مسالة لا بد من تكرار التساؤل حيالها، هل النفط الإيراني سلعة مجانية ام هي مدفوعة الثمن؟

الكثير من التصريحات التي صدرت على لسان عدد من القيادات الإيرانية تجعل من لبنان قاعدة متقدمة لمشروع ايران التوسعي!

كل هذه التساؤلات، الغاية منها تسفيه مقولة الحصار، التي يراد من خلالها التعمية على المتسببين الفعليين،  بالمصائب والويلات التي يعاني منها الشعب اللبناني.

الوزير عبد اللهيان جاء الى لبنان وفي خلفه الكثير من التصريحات الخطيرة، التي تصيب السيادة اللبنانية في مقتل، التي صدرت على لسان عدد من القيادات الإيرانية، التي تجعل من هذا البلد قاعدة متقدمة لمشروع ايران التوسعي، على حساب استقلال وسيادة لبنان وباقي الدول العربية، ونحن ندرك جيدا ان أحدا من المسؤولين اللبنانيين، لم ولن يطلب منه توضيحا او نفيا لتلك المقولات، وذلك احتراما لنا كشعب ودولة. وبموضوعية شديدة ان هذه الحكومة عاجزة عن التعبير عن مصلحة لبنان، وهي مصلحة على نقيض من كل التصريحات الإيرانية المتطاولة على قرارنا الوطني، وعلى لبنان كدولة سيدة حرة مستقلة عربية الهوية والانتماء.

السابق
إقتراع المغتربين اللبنانيين..خلاف سياسي على الآلية تحسمه نسبة التسجيل
التالي
كباش «حزب الله» والمحقق العدلي تابع..البيطار يُوقف علي حسن خليل غيابياً ويُعلّق تحقيقاته موقتاً!