علي الأمين: عبد اللهيان أحرج لبنان بعروضه.. وصمت حزب الله حول ترسيم الحدود يثير تساؤلات!

علي الامين

لا تزال زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال الأسبوع الماضي، العاصمة بيروت تتفاعل، لا سيما في ظل اغراءات طهران للبنان الذي يعاني من أسوأ ازمة اقتصادية ومالية في تارخيه الحديث، وعبّر عبد اللهيان عن دعم بلاده الكامل للبنان، وقال إن طهران مستعدة لبناء محطتين للطاقة واحدة في بيروت، وأخرى في الجنوب إضافة إلى المساعدة في إعادة بناء مرفأ بيروت.

وحول أجواء هذه الزيارة، حاور برنامج “رادار”، عبر أثير “سكاي نيوز عربية”، رئيس تحرير موقع “جنوبية”الصحافي علي الأمين، الذي رأى أن “لا شك في أن هذه الزيارة تأتي في ظرف، مع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ومع، أيضاً تعيين وزير خارجية جديد في إيران، وهو شخصية كان في وزارة الخارجية، وأقرب لما يمكن أن نسميه التيار المتشدد في إيران”.

اقرأ أيضاً: «الثنائي» يَتبرأ من فشل الحكومة..و«حزب الله» يَخسر جولة جديدة أمام بيطار!

واشار الى ان “هذه الزيارة، ربما لها عدة أبعاد: البُعد المتصل بأن إيران، لا شك بأنها تعاني من عقوبات وحصار، وتستفيد من موقع لبنان كإطلالة على مستوى المنطقة، وعلى القضايا والإشكاليات التي تواجهها على مستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي”.
وتابع “هي أيضاً تحاول أن تقول: إن هذا البلد (لبنان) هو من الحواضر، التي، قبل أيام، كان تحدث مسؤول إيراني بأن هناك ستّة جيوش لإيران في المنطقة، وهو يطلّ على أحد جيوش إيران في المنطقة، وهو – بالتحديد – حزب الله. وكان واضحاً في الاستقبال الذي حصل، كان حضور حزب الله هو الحضور الأساسي؛ أيضاً هناك نقطة أساسية: إن الكثيرين من اللبنانيين بدأوا يشعرون، حتى من حُلفاء الحزب، بالإحراج في العلاقة مع حزب الله انطلاقاً من هذا الإصرار على التأكيد على الارتباط المباشر بإيران. وبالتالي، تأتي هذه الزيارة، ربما أيضاً، لتدعم حزب الله، ولتُخفّف من وطأة هذا الإحراج، بشكل أو بآخر”.

ابعاد استراتيجية

مضيفا ” ان لها أبعاد استراتيجية على مستوى المشاريع التي أطلّ فيها: على مسألة بناء مرفأ بيروت، أو محطتي كهرباء. هذه من العناوين التي تحاول إيران تثبيت حضورها ونفوذها في لبنان، على القاعدة المتمثلة بسيطرة الدويلة على الدولة. يعني، هو يؤكد عبد اللهيان دعمه للبنان، ولكن دعمه لهذه الصيغة القائمة اليوم، التي تفتقد فيها الدولة حضورها الفعلي والمؤثِّر، فيما يسيطر حزب الله، بطبيعة الحال، ويشكل القوة الفاعلة والأساسية، وهذا النموذج الذي يبدو أن إيران مصرّة على استمراره في لبنان، وليس هناك من مؤشرات، أو دلالات تُشير إلى محاولة لتغيير هذا الواقع، خاصة أن لبنان يدفع أثماناً كبيرة على كل المستويات نتيجة هذا النمط من العلاقة”.


تحرك طهران في لبنان ودور حزب الله حكوميا

قال الأمين انه “اولا، ثمة نقطة منهجية: فالقول بأن حزب الله، هو الذي حرّر وأن الآخرين قصّروا، يعني أن هناك مجافاة للواقع والحقيقة. فهذه المقاومة (التي كانت قبل حزب الله في لبنان)، عندما انطلقت وحرّرت 80% من الأراضي (اللبنانية) المحتلة، هذه كانت مقاومة متنوعة ولكن جاءت سوريا وإيران، وفرضتا حزب الله، أن يكون المقاومة الوحيدة، ومنعتا كل التيارات الأخرى من أن تحمل سلاحاً”.
وتابع “هذا معروف منذ بداية التسعينات، وهذا أمر تم بقرار استراتيجي وعسكري. أما القول إن الآخرين قصّروا، فهذه الطريقة التي تحاول إيران، أو يحاول المسؤولون في إيران وحزب الله الإيحاء، وكأن إنجاز المقاومة، هو إنجاز إيراني. اللبنانيون هم من فعلوا وحققوا ذلك، وبالتالي لا يمكن قصرُ الأمر بهذا الشكل”.

أما السيطرة على الدولة اللبنانية، قال الأمين انه “يكفي أن تأتي الشاحنات، بالحد الأدنى، لأن هناك أموراً كثيرة تُشير إلى سيطرة حزب الله على الحكومة. الحكومة لم تُشكّل، إلا بعد اتصال الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني. الصهاريج الإيرانية دخلت إلى لبنان، ويخرج رئيس حكومتنا ليقول: إنه حزين، ولا يستطيع أن يقول شيئاً، من معابر غير شرعية… كل هذا التحكم، اليوم، يخرج إلى القضاء ويهدد القضاء مسؤول أمني في حزب الله، ويرتجف كل القضاء، ويضطرون إلى استقباله… يعني مظاهر السطوة والنفوذ والسيطرة، لا تتأتى من قوة حزب الله فحسب، إنما تتأتى من حزب الله كقوة تابعة لإيران، وهو لا يقول (حزب الله) إنه قوة منفصلة عن إيران، أو أن علاقته استراتيجية، بل يعتبر أن ولاءه الأساسي هو للولي الفقيه السيد علي الخامنئي. وبالتالي الولاء للخامنئي يتفوّق على كل الولاءات الوطنية الأخرى”.

ايران تحرج السلطة اللبنانية

وعن الرسائل التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد لقائه وزير الخارجية؛ والحذر من قبل رئيس الحكومة، قال الأمين انه “بالنسبة، لمساعدة الحكومة اللبنانية، فانه يوجد إحراج… نظرا لكون سيطرة حزب الله أدت إلى قطع علاقات لبنان الخارجية مع عدة دول عربية، ومع المجتمع الدولي، ما أفقد لبنان، حتى هويته التي كانت ميزة، بالتالي، هناك إحراج لدى المسؤولين اللبنانيين الذين يتوجهون إلى العالم بطلب المساعدات. وفي التوجه إلى المجتمع العربي، ليس المطلوب أن يكون اللبنانيون ضد إيران حتى يساعدهم المجتمع العربي، المطلوب أن لا يكون لبنان منصة ضد المجتمع العربي”.

مشيرا الى انه ” لا يمكن لبنان أن يُطالب المجتمع العربي والدول العربية بالمساعدة والعون، وفي نفس الوقت، لبنان يشكّل منصة لتوجيه الشتائم، ولتوجيه الصواريخ، وبالتالي حزب الله يفتخر بأنه يواجه – على سبيل المثال – هذه الدول أو آل سعود وما إلى ذلك… كل ذلك كيف يمكن أن نتوقع كلبنانيين أن تتم مساعدتنا… وبالتالي رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة مهما بلغا في مراعاتهما لحزب الله ولدور حزب الله، وانصياعهما لكثير من توجيهاته؛ إلا أنهما يدركان أن ثمة حرجاً في هذا الأمر، طالما أن حزب الله لا يشكل جاذبية لأي مصدر مساعدات، حتى على المستوى الدولي، ولا حتى روسيا، كما يقول حزب الله إنه “نتوجه شرقاً”، لا روسيا ولا الصين، ولا حتى إيران، التي عرضت أنها تبني معملين، لكن هذا يبقى في إطار جانبي غير مؤثِّر إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان على أكثر من صعيد، والمسألة السيادية هي محور كل هذه المشاكل”.

الرسائل الدولية والعودة إلى المفاوضات النووية

ذكر الأمين “بالمشهد عام 2000، وإذا عدنا للتاريخ… كل اللبنانيين كرّموا المقاومة ومن ضمنهم حزب الله. لكن مشكلة اللبنانيين، إن حزب الله يريد أن يتسلّط عليهم، ليست المشكلة أنهم قاوموا. وعلينا أن نُميّز بين المشكلتين، وأنه إن أنت قاومت، ذلك لا يعني أنك تريد أن تسيطر وتتحكّم بكل شيء. فهذا شيء، وهذا شيء آخر”.

أما على المستوى الرسائل الدولية، رأى المين انه “اليوم، يجب أن ننتبه لهما: هناك موقف حزب الله الذي أُعلِن عبر الشيخ نعيم قاسم، قبوله أو موافقته على الحوار أو المفاوضات مع صندوق النقد. وأنا أعتقد أن هذه رسالة إيرانية. والنقطة الأهم: الغموض الجاري، اليوم، على مستوى ترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وهذه النقطة، هي المتمثلة بالمفارقة والتي هي أن حزب الله ساكت – تماماً – على رغم كل النقاط السلبية التي أشار إليها أكثر من باحث في ما يتصل بالمفاوضات التي تجري، يعني صمت حزب الله والصمت الإيراني على موضوع ملف الحدود مع إسرائيل، يشير على أن هناك مقايضات ما، أو أن إيران تحاول أن توجّه رسائل ما، تكسب منها؛ تُعطي في لبنان، وتكسب في مواقع أخرى”.

السابق
الانتخابات العراقية: الصدر يكتسح الدوائر الشيعية.. وثوار تشرين الى البرلمان بـ25 نائبا!
التالي
بالصورة: «الطاقة» تخضع للابتزاز.. وارتفاع جديد في أسعار المازوت والغاز!