حزب الله «يَقنص» بيطار من حارة حريك إلى واشنطن..والعتمة «تُكهرب» الحكومة!

القاضي طارق بيطار
القاضي طار بيطار مجدداً في مرمى "قنص" حزب الله وجمهوره بعد موقف اللجنة الخاريجة في الكونغرس في حين ان العتمة كانت الحاضر الابرز في الساعات الـ24 الماضية لتكهرب الحكومة بكاملها!

لا يوفر “حزب الله” مناسبة لـ”شيطنة” المحقق العدلي في قضية إنفجار المرفأ القاضي طارق بيطار الا ويستغلها الى اقصى حدود والتشكيك بأدائه وخطواته القضائية وصولاً الى “تطييره” كما فعل مع سلفه القاضي فادي صوان.

وبعد حملة اعلامية مركزة، والتي توجها مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، مهدداً من داخل حرم قصر العدل بـ”قبع” بيطار، واصل الحزب واعلامه والمواقع الالكترونية هجومه امس على بيطار وخصوصاً مع تزايد المواقف الدولية من الامم المتحدة وفرنسا واخيراً من عضو من الكونغرس، مشيداً ببيطار وتحقيقاته.

وبرز موقف لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز، والعضو المنتدب فيها السيناتور الجمهوري جيم ريتش رداً على تعليق عمل بيطار، فدعا الحكومة اللبنانية إلى «الحفاظ على سلامة القضاة، الذين يتولون التحقيق في الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 الماضي، مخلفاً أكثر من 200 ضحية وآلاف الجرحى».

واصل الحزب واعلامه هجومه امس على بيطار مع تزايد المواقف الدولية من الامم المتحدة وفرنسا واميركا والتي اشادت ببيطار وتحقيقاته

وإذ عبّر البيان عن «القلق الكبير من تعليق التحقيقات في حين أن الشعب اللبناني يستحق محاسبة المسؤولين عن هذه المأساة»، أعرب عن القلق أيضاً من «دور حزب الله في الدفع نحو قرار تعليق هذا التحقيق الحساس»، ومشيداً بـ«نزاهة» بيطار «وهو قاضٍ محترم محايد، خدم بلاده لأكثر من عقد».

إقرأ ايضاً: بالفيديو والصور: وداع جماهيري ورسمي حاشد لحرم الإمام الصدر في مدينة صور

واعتبر البيان «أن على الحكومة اللبنانية الحرص على سلامة القضاة والمحققين، كي يكملوا واجباتهم وينهوا التحقيق».

وتقول مصادر حقوقية لـ”جنوبية” ان ملف التحقيق لم يعد محلياً، وان ليس سهلاً على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تغطية اي قرار بإزاحة بيطار وخصوصاً بعد تبني حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله مهمة “قبع” بيطار وتهديده علناً بذلك. وتشير الى ان تسييس التحقيقات ومحاولة جرها الى مكان غير قضائي وحرفها عن مسارها الصحيح  من شأنه ان يوتر الساحة الداخلية و”يميّع” الحقيقة ويحرف الانظار عن الفاعل الحقيقي.

الكهرباء ومأساة عمرها 40 عاماً

ومع استعداد بواخر إنتاج الطاقة التركية للرحيل، بعد 9 أعوام وملايين من الدولارات، ذهب الكثير منها عمولات وسمسرات لمتولي وزارة الطاقة، ومن يقف خلفهم، خسرت كهرباء لبنان 5 ساعات إضافية، يوميا من التيار، ما رفع ضغط الحاجة الى المولدات المنتشرة في أحياء المدن والبلدات، التي لجأت بدورها الى التقنين الشديد، أسوة بكهرباء الحكومة المستريحة من عناء الإنتاج، منذ اطلق وزير الطاقة السابق والدائم، جبران باسيل وعده للبنانيين بتوفير الكهرباء 24 ساعة على 24!

وقد يكون من محاسن الصدف أن يتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، داعيا إياه لزيارة تركيا، مع إبداء الاستعداد المسبق، لمساعدة لبنان في جميع احتياجاته.

في الوقت الذي كانت الباخرتان «فاطمة غول» و«وورهان بيك» تشغلان محركات الرحيل، ولعل في الأمر، عرضا بتمديد عمل هاتين الباخرتين، بعض الوقت، ريثما تكون الحكومة اللبنانية، أمنت البدائل، مع حل تسهيلي لديون الشركة مالكة الباخرتين، على الدولة اللبنانية والبالغة نحو 200 مليون دولار.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن استئجار الباخرتين التركيتين، تم في عهد حكومة ميقاتي الأولى، وها هي ترحل وميقاتي رئيسا للحكومة.

وفي الغضون، غادر وزير الطاقة الجديد وليد فياض إلى القاهرة للتباحث مع نظيره المصري في موضوع توريد الغاز إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، ومن مجمل هذه المعطيات والمؤشرات، يبدو أن العتمة ستحل ضيفة الشتاء في لبنان أيضا.

ومع انتشار العتمة وزيادة جشع اصحاب المولدات تبدو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي امام تحد كبير و”مكهرب” وليس من السهل حله وخصوصاً ان كل الحلول البديلة لتوفير الكهرباء غير متوفرة ومتأخرة.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 2 تشرين الأول 2021
التالي
لبنان: حكومة «العمر القصير» في سباقٍ مع الإصلاحات والانتخابات!