
يدخل المازوت من سوريا الى لبنان، في حين أن أساس المشكلة هو في تهريب المازوت والبنزين من لبنان الى سوريا، أي أن تأمين البنزين والمازوت الى سوريا، يحل الأزمة في لبنان من دون الحاجة الى حلول حزب الله، التي قد لا تكون بريئة من جهة، وقد يدفع لبنان أثمانها من جهة أخرى.
ولكن الحقيقة، أن كل ما يحدث في لبنان مؤخراً، من تلزيم إدارة الملف الاجتماعي – الاقتصادي يجري بغطاء فرنسي، وهو غطاء يحظى بمباركة أميركية. فالملف النووي الايراني، هو الاهتمام السياسي الأساسي في المنطقة. ولا يعني ذلك بالضرورة تلزيم كامل للبنان لحزب الله. ولكن المبادرة الفرنسية كانت واضحة منذ لحظاتها الأولى، بضرورة تكريس دور حزب الله في حكم البلاد وفي حكوماته! وهي قامت بإضفاء شرعية دولية على سلطة فقدت شرعيتها الشعبية!
درس أفغانستان هو تأكيد لدرس خيار الولايات المتحدة الجدي، في كل مرة بالتخلي عن حلفائها، بناء لمواقف تعتقد فيها أنها تحقق مصالحها ومصالح شعبها. في حين أن ما يصلح أميركياً من مبادىء وخيارات داخلية، لا تعتمده الولايات المتحدة بالضرورة في إدارة “مستعمراتها”!
قد تكون الدولة تخلت مرغمة عن أدوارها بسبب ضغوط مختلفة عليها، بينها ضغط حزب الله العسكري، وهو الذي ساهم بشكل كبير مع حلفائه وخصومه في الحكومات المتعاقبة، بوصول لبنان الى جهنم. ولكن دور حزب الله لا يمكنه تغطية المساوىء التي ارتكبتها، باقي عناصر الطبقة السياسية الحاكمة التي يمكنها لوحدها أن “تخرب البلد”. وذلك، “من دون جميلة الحزب”!
واذا كان قلب الشعب اللبناني على الخارج، فإن قلب الخارج على حجر السلطة وحزب الله! لذلك، فإن أمل التغيير، الذي يبدأ في الداخل ويحتاج للخارج، يصبح أكثر صعوبة. ولكن الأمل في أن يستجيب القدر يحتاج بالضرورة الى ارادة الحياة!