بلديات الثنائي «تتمرد» جنوباً..وكلفة النقل تعطل المدارس بقاعاً!

طوابير البنزين
الازمات المتلاحقة والمتفاقمة في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، بدأ تنعكس توترات بين "الثنائي" من جهة وبين الناس و"الثنائي" من جهة ثانية وبين "الثنائي" والبلديات المحسوبة عليه والتي تشهد استقالات و"تمرد" عليه بالاضافة الى انهيارات مالية وفضائح وسرقات واختلاسات كانت مخفية ومعتم عليه بقرار حزبي وبدأت تتسرب بعد الخلافات داخل البلديات. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

اما بقاعاً فالامور الى مزيد من التعقيدات مع تعطيل ارتفاع كلفة النقل وارتفاع اسعار المحورقات للعام الدراسي حيث ارتفعت اصوات المدارس والاهالي مطالبة الدولة وتلحكومة بايجاد الحلول.

بلديات الثنائي تنهار جنوباً؟

ومنذ فترة تمَّ القبض على رئيس بلدية جنوبية تابع لحزب الله بتهمة الإحتكار، و بالأمس القريب أعلنت عدة بلديات فشلها في تنظيم طوابير البنزين، عدا عن الفشل الذريع في إدارة كارثة كورونا.

وامس أعلن نائب رئيس بلدية الدوير في قضاء النبطية الدكتور وسيم رمال  استقالته من المجلس البلدي، مصرِّحاً عن أسباب عدة دفعته لمعارضة حزب الله و أمل و الإصرار على الإستقالة حتى لا يكون شاهد زور كما قال، و من الأسباب التي اوردها لأهالي بلدته المقربين: لا أمل في تغيير العقلية الرجعية السائدة لدى غالبية أعضاء المجلس البلدي. ولا يريد أن يكون شريكاً في الفشل الذريع و يتلطى خلف متراس عائلي.

و قال: ”  لما كنت قد ترشحت لعضوية المجلس البلدي، وتحت عنوان ان نكون مسؤولين امام الناس وفي خدمة الناس، وبهدف تجيير طاقات ابناء البلدة من اجل خدمة الجميع، وعلى قاعدة ان العمل البلدي هو عمل جماعي وعمل فريق وليس عمل فردي،  ولما كان الواقع المؤسف مغايراً لكل هذه الطموحات والآمال.

إقرأ ايضاً: السوق السوداء تهزم «منصات الثنائي» جنوباً..و«حزب الله» يستثمر المازوت بقاعاً!

بناءً على ما تقدم، أُبلِغَكُم بأني تقدمت صبيحة هذا اليوم (امس) بكتاب استقالتي من عضوية المجلس البلدي وقد سجلته في قلم المحافظة، و كفى بالله شاهداً وحسيبا “.

“فلتانة” في صيدا!

وبعد الإعلان الرسمي عن فشل المنصات في صيدا، و مع وجود كميات غير كافية من البنزين في عدد قليل من المحطات، و مع عودة المشاكل و الشبيحة و تجار الغالونات و ازدحام السير و قطع الطرقات، نزل النائب أسامة سعد مجددا إلى ميدان المحطات ليشرف على تنظيم تعبئة البنزين، و كان الملفت توجهه إلى القوى الأمنية المولجة حفظ الأمن و تنظيم الطوابير و السير، قائلاً لهم: ” اذا مش قادرين تنظموا المحطات وتفرضوا هيبتكم.. خبرونا نحنا حاضرين نستلم “.

و كان منذ فترة أن عملت عناصر حزبية تابعة للنائب سعد على تنظيم الطوابير و طرد الشبيحة و لكنها فشلت.

و بحسب مصدر من المدينة، قال لموقع تيروس: ” سنشاهد الكثير من المبارزات الإنتخابية اليومية بين نائبي المدينة ” بهية الحريري و أسامة سعد ” فالحريري تنشر أخبار عن تأمين بنزين للطواقم التعليمية وسعد يحاول أن يبرز كمدافع عن الناس”.

حمى الانتخابات تتنقل جنوباً والكباش يدور حالياً في صيدا بين بهية الحريري واسامة سعد!

وفي مستشفى حمود الجامعي، و الذي اشتراه منذ فترة أحد رجال الأعمال المقربين من حزب الله، كان لافتا امس طابور السيارات في الشارع عند مدخل المستشفى حيث تبين انَّ الإدارة ‏أمنت ‏البنزين ‏للموظفين، و وزعته ‏في ‏الموقف الخاص للمستشفى.

و سأل أهالي الحي، من أين جاءت الإدارة بالبنزين في الوقت الذي يتعارك الناس لتعبئة عدة ليترات في صيدا و ضواحيها بل في كل الجنوب؟

البقاع

مع بدء العام الدراسي في العديد من مدارس البقاع الخاصة، برزت مشكلة نقل المعلمين والمعلمات والتلاميذ بتضاعف اجرة النقل عما كانت عليه في الفترات السابقة وبما لا طاقة ولا قدرة للمواطن على سدادها. مما تسبب بتقلص حضور الطلاب والمعلمين.

خاصة ان قرى البقاع متباعدة ومترامية ما يحتم التنقل مسافات اطول وبالتالي ارتفاع الكلفة اكثر.

هذه المشكلة الناتجة من أزمة المحروقات وارتفاع كلفتها، أثبتت مدى انعكاسها على كامل الحياة، وعلى مستقبل الاجيال وتهددها بمصير العام الدراسي للطلاب ما لم تسارع الحكومة الى تأمين المحروقات والى زيادة الاجور للتوازى مع الاكلاف الحياتية اليومية. لأن الحلول الرسمية المطروحة ليست مستدامة ولا تؤمن الحدّ الأدنى من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لغالبية مكونات المجتمع. فبعدما وصلت أسعار المحروقات إلى ما وصلت اليه اصبح من المستحيل التكيف مع هذا الواقع. وذلك لغياب النقل العام.

فرفع بدلات النقل للمعلمين من 8 آلاف إلى 24 ألفاً، لم يساهم في تشجيع المعلمين الذهاب الى مدارسهم باعتبارهم كلفة النقل اكبر بكثير.

وامام هذه الأسعار يعجز ذوو الطلاب على دفع كلفة النقل لأبنائهم موازاة مع رواتبهم التي لا تزال على حالها.

أبو حامد الحسين حاله كما حال غالبية اللبنانيين، لا يعرف من أين يبدأ ويقول مبرراً اتخاذه قرار توقيف اولاده عن الدراسة الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، “راتبي مليون و٨٠٠ الف ليرة، بالايام العادية بعد الغلاء وارتفاع الدولار لا يصمد اسبوع، فكيف لي أن أدفع كلفة الاكل والشرب ونقل اولادي من البيت الى المدرسة ب٩٠٠ الف ليرة، عن كل ولد ٣٠٠ الف، وفاتورة الكهربا ٦٠٠ الف واجرة بيتي ٥٠٠ الف، اصبحت امام نقص ٢٠٠ ليرة بحال لم نأكل او نشرب او نشتري قلم رصاص للولد”.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/9/2021
التالي
باسيل يدشن مشواره الإنتخابي بـ«قَنص» بري..والعتمة والبنزين «يُوحلان» حكومة ميقاتي!