لافروف يعلن خروج سوريا من محور طهران ليبقى لبنان عضواً وحيداً…

سوريا الاسد

لطالما اعلن حزب الله على لسان امينه العام نصرالله عن ان محور ايران ممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق ، مما يعني ان لبنان يعتبر في صلب دول المحور، وخط مواجهة امامي وساحة مواجهة اساسية للدفاع عن مشروع ايران وعقيدة ولاية الفقيه التي تمثل عمق فهم وفكر ومسار والتزام جمهورية ايران ومن يؤيدها ومن يدور في فلكها..

كذلك فقد اشار نصرالله واكثر من مرة، الى ان اي عدوان او هجوم او استهداف لدولة ايران او ساحة من ساحات دول المحور، او فصيل منها، سوف يؤدي لاندلاع حربٍ اقليمية وينخرط في الصراع كافة الفصائل المرتبطة بطهران، جنباً الى جنب… دفاعاً عن طهران وعن استمرار وديمومة المشروع واستقراره ونجاحه.. مع ان هذا لم نراه خلال الحرب على غزة مؤخراً..؟؟

واعتبرت ايران كما اشار اكثر من مسؤول ايراني كما لبناني من قادة حزب الله، الى ان انخراط روسيا في الصراع على الاراضي السورية، انما كان بطلب من ايران، الى جانب الالتزام الايراني بدعم التدخل الروسي لحماية نظام الاسد كما لتعزيز قدرة ميليشيات محور طهران…؟؟ مما يعني ان روسيا كانت بشكلٍ او بأخر، انما تخدم طموحات ايران ومحورها ومن يقف الى جانبها..؟؟

اقرأ أيضاً: لبنان.. لا حكومة من دون تعويم الأسد

لكن أثناء مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، والذي عقده في موسكو مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، قال لافروف ما يلي: “أعرب لافروف عن تمسك موسكو بضمان أمن إسرائيل، محذرا من تحويل أراضي سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين دول أخرى. أما بخصوص الغارات الإسرائيلية على سوريا، فنحن نعارض تحويل سوريا إلى حلبة لصراع بين دول أخرى، وفي هذا الصدد لا نريد أن تستخدم الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل أو أي بلد آخر”. ولفت لافروف إلى أن العسكريين الروس والإسرائيليين يبحثون على أساس يومي المسائل الفنية المتعلقة بهذا الموضوع، وتابع: “هناك مصالح مشروعة، مثل مصالح أمن إسرائيل، ونحن نؤكد دائما أنها من أهم الأولويات بالنسبة لنا في القضية السورية وغيرها من النزاعات، وأكد وزير خارجية روسيا أن «ضمان أمن» إسرائيل من «أولويات» بلاده”….

كما اشارت بعض المصادر الصحافية الى ان موسكو، اوضحت ما يلي: “لا تريد للغارات الإسرائيلية في سوريا أن تتحول إلى مواجهة بين دمشق وتل أبيب أو بين طهران وتل أبيب عبر الجولان – درعا. وكان الجانب الروسي اقترح أن يبلغه الجانب الإسرائيلي عبر الخط الأحمر المفتوح بين قاعدة حميميم وتل أبيب، أي معلومات عن تحركات إيرانية في سوريا، كي يتصرف معها، بدلاً من أن تضربها إسرائيل. ولكن «عدم الثقة» تم حله بعلاقة خاصة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين، بحيث تغض الصواريخ الروسية المتطورة الطرف عن الصواريخ الإسرائيلية عندما تضرب «مواقع إيران» شرط عدم استهداف القوات السورية أو الروسية طبعاً..”..

الكلام الروسي الواضح والصريح هذا والذي قاله وزير خارجية روسيا ورئيس الدبلوماسية الروسية علناً وفي مؤتمر صحافي وبحضور وزير خارجية اسرائيل، خلال زيارته لموسكو والتي هدفت الى تنسيق المواقف بين البلدين فيما يتعلق بالشأن السوري، والتي تهدف الى تنسيق زيارة رئيس وزراء اسرائيل الى موسكو في الاسابيع القليلة القادمة… انما يؤكد التالي:

  • إن اهداف موسكو في سوريا تختلف عن اهداف وطموحات واستراتيجية ايران ومن يقف معها وخاصةً حزب الله
  • إن التمويل الايراني للحرب على الشعب السوري انما استنزفت طهران ومن يقف الى جانبها مالياً وبشرياً دونما ان تحقق الاهداف الاستراتيجية لايران ومحورها والتي تهدف الى ربط بيروت بطهران عبر دمشق وبغداد، والوصول الى مياه البحر المتوسط…ولكن ربما قد تكون قد حققت هدفاً تكتيكياً قصير المدى يتمثل في اطالة امد وجود بشار الاسد ولو بالشكل على راس السلطة المتداعية في سوريا…
  • ان الموقف الروسي هذا سوف يتسبب بإحراج بالغ لايران وجمهورها وحزب الله وميليشياته وبيئته عندما يجد ان التضحيات البالغة والفادحة التي قدمها في الحرب على الشعب السوري، ولو كانت الكلفة غير معلنة، قد ذهبت هباء… دون طائل..
  • إن الموقف الروسي هذا، قد يضع التحالف الروسي – الايراني في موقع المواجهة.. سياسية بدايةً ولكن قد تتحول الى عسكرية اذا رفضت ايران الخضوع للرغبات الروسية او القبول بالاستراتيجية الروسية المرسومة لسوريا…
  • الموقف الروسي العلني يأتي بعد مؤتمر الامن الاقليمي الذي عقد في بغداد والذي وضع العراق على سكة الابتعاد عن هيمنة ايران، واضعف قدرة الحشد الشعبي من التأثير على الواقع السياسي والامني العراقي.. مع تضافر جهود دعم استقرار العراق سياسياً وامنياً ومن ثم الاعلان عن توجهات موسكو في سوريا… ان هذا الواقع المستجد يؤكد تآكل قدرة محور طهران في المنطقة رغم الاعلانات المتكررة عن انتصارات وتطورات سياسية وامنية لصالح هذا المحور وادواته واهدافه…
  • إن بقاء لبنان لاعباً اساسياً في مشروع ايران في المنطقة، مع انقطاع التواصل البري العسكري، بين ميليشيات حزب الله ومرجعيتها الايرانية، وانكفاء نظام سوريا عن الانخراط في مشروع ايران، وتراجع الدور العراقي، يضعف قدرة حزب الله على التهديد والمناورة ولعب دور اقليمي بالغ التأثير.. مما يجعل من لبنان لاعباً ضعيفاً ودوره هزيلاً يتجاوز قدراته وامكاناته..بل معرضاً لكل اشكال الصعوبات السياسية والامنية والاقتصادية بل والعقوبات الدولية…

الخلاصة…

إن هذا المشهد السياسي، يجعل من لبنان البلد الوحيد الذي لا زال خاضعاً للمشروع الايراني، ويعتبر خط دفاع اول عن استراتيجية ايران في المنطقة، من خلال هيمنة ميليشيا حزب الله على الواقع السياسي والامني في لبنان، مما يعني أن ابقاء لبنان منصة اعلامية للدعاية للجمهورية الايرانية ومهاجمة كل من لا يؤيد دورها وحضورها وسياساتها…والترويج لتاييد مشروعها النووي ودورها الاقليمي وصواريخها الباليستية وكل ما تتخذه من مواقف وقرارات… امر موضع مراجعة ومتابعة وربما غير قابل للاستمرار..؟؟؟

لذلك فإن من حقنا ان نتساءل عن واقع ومستقبل لبنان، في خضم هذه التغيرات والمتغيرات من افغانستان وصولاً الى لبنان…خاصةً وان اعلان لافروف الصريح والواضح في معناه ومبناه واهدافه ومضمونه، لا يترك مجالاً للشك والتاويل والتفسير، بان سوريا مستقبلاً لن تكون:

  • ساحة مواجهة مع دول محيطة بها وخاصةً اسرائيل
  • ولن يكون لها دور اقليمي لا في لبنان ولا في سواه وخاصةً بما يتعلق بالشان الفلسطيني
  • وبالتالي، فإن مستقبل لبنان سوف يكون مختلفاً عما نحن عليه الان… لان ما جرى في العراق وما يجري في سوريا وما شاهدناه في افغانستان، من متغيرات، ومن عجز ميليشيات الحوثي رغم الدعم الايراني في حسم معركة مآرب، لا يترك مجالاً للشك..

إن المستجدات هذه تؤكد ان التغيير في لبنان بات قريباً …. وان تشكيل الحكومة الميقاتية – الباسيلية التي تم ترتيبها على عجل وفي ليلة ظلماء افتقد فيه البدر…؟؟؟ ليس الا محاولة لتاخير تنفيذ او تحقيق ما هو متوقع من تغيير حتمي..؟

السابق
مكاشفات رونالدو مستمرة.. هذا سبب فشل انتقاله إلى مانشستر سيتي
التالي
وزير جديد لـ«مغارة» وزارة الطاقة.. من هو وليد فياض؟