لبنان ما بين الطائف والمجهول

الثورة اللبنانية
تتسارع الحياة السياسية في لبنان ، لينتقل هذا الوطن من حضن وحصن الطائف الذي حافظ على هوية لبنان العربية ، والتي اعتطه الاحساس بالامان الى مستقبله بين اشقائه من الدول العربية والتي تغيثه حين يكون بحاجة للمساعدة ، ونجد الامثلة الكثيرة على ذلك منذ ماقبل توقف المدفع في العام ١٩٩٠ على اثر اتفاق الطائف ومن ثم الحروب المتعددة التي تأججت في سبيل خدمات لاجندات اكثرها فارسي لايمت للبنان ولشعبه بأي صلة تاريخية بينهما وعاثت بلبنان شعباً ووطناً تدميرا وهدرا لطاقات شعبنا اللبناني بأمس الحاجة اليها .

بعد الطائف عاش لبنان فترات طويلة بحبوحة مالية واقتصادية  نتيجة تدفق رؤس الاموال من استثمارات ومساعدات تم خلالها تمت اعادة بناء وسط بيروت ” وإن كان لنا ملاحظات على كيفية سرقة اصحاب الحقوق ” ، وعاد لبنان مستشفى الشرق وجامعة الشرق ومصرف الشرق .

لكن وبغفلة من الزمن ، ونتيجة خيانة بعض زعماء واحزاب وقوى لبنان نبت على حافة الوطن حزباً إلهياً سرق جهد ونضال وتعب ودم ابناء جمول ” جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ” والتي حررت معظم الاراضي اللبنانية من براثن الاحتلال الصهيوني ، ونسبها له ، وكأن المقاومة ولدت معه ومن دونه لاشيء .

كل ذلك وعلى مدى مايقارب ست وثلاثون عاماً مارس حزب الله التقية والتجهيل والتكاذب السياسي في مسح بعض ذاكرة اللبنانيين ليصبح هو المقاومة والمقاومة هو.

وزد على ذلك بدأ بالتحضير للانقلاب على ميثاق الطائف الذي اوقف المدفع والحرب في لبنان والذي اصبح دستورا للبنان والذي نص صراحة على :

 ” ان لبنان عربي الهوية والانتماء ” .

من هنا بدأت قصة الانقلاب على الطائف والذي نص صراحة على نزع سلاح المليشيات اللبنانية والغير لبنانية ، وهنا بيت القصيد الذي يوجع حزب الله ويناقض شرعية سلاحه الذي يتغنى به والذي يحمي منظومة الفساد نتيجة تبادل مصالح ومنافع .

وزد على ذلك استقتاله للمجيء بميشال عون رئيساً للجمهورية وقصة إعادته من فرنسا ومسح كل الملفات والدعاوى المرفوعة بحقه وقصة التحالف الرباعي وكيفية ابعاد ميشال عون عنها ليشكل تسونامي ليحصل على تمثيل مسيحي تم حياكة تلك الرواية بقصاصين ورواة سوريين ولبنانيين من ذوي الخلفية الاستخباراتية الضليعين بروايات الخارجة من الغرف السوداء المظلمة .

نعم بكثير من الدقة والعناية الفائقة تم حياكة المجيء بميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وكلنا يعلم حقد  الرجل على اتفاق الطائف ومانتج عنه .

بمجيء ميشال عون حقق حزب الله امرين بغاية الاهمية :

اولهما حيازة الشرعية الدستورية لسلاحه من خلال تغطيته على انه مقاومة ولبنان بحاجة اليها نتيجة ضعف الجيش اللبناني الغير قادر على مواجهة الجيش الاسرائيلي وللوقوف بوجه الاعتداءات الاسرائيلية .

ثانيها شرعية الغطاء المسيحي كون ميشال عون حاز على اكبرة كتلة نيابية مسيحية وبذلك يكون الغطاء الطائفي قد اكتمل حول مشروعية سلاح حزب الله ومقاومته .

من هنا اكتملت فصول الرواية للبدء بالانقلاب على الطائف ودستوره ، ومن هنا بدات قصة انهيار الوطن بعد ان جرت فصول سلخه عن محيطه العربي واكتمال الحصار على لبنان من قبل حزب الله وادواته ، ومن هنا تسارعت فصول بناء الدويلة على حساب الدولة اللبنانية .

لبنان في ظل هذه المعطيات تتبدل صورته وموقعه ودوره ليخرج من العباءة العربية والدولية ليدخل في ظل عبائة الممانعة بقيادة الامبراطورية الفارسية ووليها الفقيه علي خامنئي .

وهنا مطلوب الاضاءة على امرين :

الاول سيخرج الخاسر الابرز بعد خسارة اكثرية اللبنانيين، هو الوجود المسيحي في لبنان والذي يقامر بوجودهم ميشال عون ، حيث أن المناصفة في النيابة والوزارة والوظائف وعلى الرغم من التغيير الحاصل في الديمغرافيا سيسقط ولغير رجعة ، وبالتالي سيذهب لبنان في ظل العباءة الفارسية الممانعة الى المثالثة وهذا سيكون باباً لتسارع وتيرة الهجرة من كافة اطياف لبنان وبالاخص المسيحيين منهم.

ثانياً وهذا صعب القيام به، لو كان في برلمان لبنان نواباً لبنانيين حقاً لكانوا اقدموا على التصويت على قرار عزل ميشال عون من منصبه كرئيس للبلاد واحالوه على المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى كونه اقسم اليمين على الدستور اللبناني متعهدا بحمايته والذود عن لبنان .

اذا لبنان الذي نعرفه غاب وسيولد لبنان اخر غير لبناننا موطن الحرية والاستقلال والسيادة .

السابق
تعرف على الأرقام التاريخية السبعة التي حطمها كريستيانو رونالدو
التالي
بعدسة «جنوبية»: صرخة لموظفي الجامعة اللبنانية: رواتبنا لا تكفي «إجرة طريق»!