«الروليت الأميركية» من لبنان إلى إيران وأفغانستان!

طالبان

قد تكون المرة الأولى، وربما الوحيدة، على هذا الكوكب  التي تقرر فيها دولة مُحاصِرة، ان تساعد من هم تحت حِصارها. “سفينة الفقيه” اقلعت، وقد تكون من على رصيف خارج طهران، او من مصفاة على ضفاف أحد الدول، التي تقع تحت سيطرتها أو مرتزقتها، وقد تكون اقلعت استخفافا منها مباشرة  من دون استئذان معلن، لوجود اتفاق مبهم، لا يعلم به، إلا عالم الغيب ذو الجلال والإكرام.

مطار كابول ومرفأ بيروت ليسا متقاربين جغرافياً، وحزب الله لا يشبه طالبان، لكن وجود الولايات المتحدة الأمريكية هو  المشترك في الحالتين، والبحث يجب أن يبقى في النوايا، التي تخفيها إدارة الرئيس جو بايدن، وتسعى من خلالها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف.

مطار كابول ومرفأ بيروت ليسا متقاربين جغرافياً وحزب الله لا يشبه طالبان لكن وجود اميركا هو  المشترك في الحالتين

اللعب مع هذين النموذجين هو  خطير، وإمكان التعاون معهما شبه مستحيل. و الاقرب الى المنطق وإلى التحقق، هو التقارب الذي سينتج عنه التحالف، بين نظام طهران وحركة طالبان، وبذلك تكون الولايات المتحدة الأمريكية، اورثت المنطقة كارثة، لن يقوى على حلها او التخلص منها سكان المنطقة التي يحيا بها هؤلاء لأنها ستضمن لهم وللدول المجاورة عدم الاستقرار.

إقرأ ايضاً: حادثة توقيف سوريين تابع.. كذب سفارة النظام مستمر والأمن العام ينفي الاعتقال المباشر

مشكلة الولايات المتحدة تكمن في قرار الحياد، الذي اتخذته بعض الدول، او دولة ما فوق إقليمية كبرى، كانت حليفتها وداعمة لها في حروب المنطقة، والآن هي تسعى إلى إنجاز ما يعرف، ب “صفر” مشاكل مع البعيد والمحيط، و تعمل على تحقيق نمو، يضمن لها البقاء في المستقبل، في ظل نشوء صراع متحور متبدل، ما عادت مقتصرة المواجه فيه فقط، على الحديد والنار وعلى البارود والمتفجرات.

الحرب الاقتصادية والصراع السيبيري  والهجمات الفايروسية، والسيطرة على الوقت و التحكم بالموارد الطبيعية والعقول البشرية، والقدرة المالية للكيانات والتجمعات البشرية، هي الأساس في الصراع الذي بدأ، وهي المتقدمة على ما سواها من عتاد.

التساهل مع طهران وطالبان، او التغاضي عن أفعالهما او التحالف معهما، يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتدقيق في النتائج المتوخاة، او عليها، اي الإدارة الأمريكية، التنبه إلى ما أُصطلح على تسميته  بالعوارض الجانبية، التي قد تتسبب بها خطوة التداوي بالدواء  فما بالك اذا كان التداوي هنا بالداء؟! . 

التساهل الاميركي مع طهران وطالبان او التغاضي عن أفعالهما او التحالف معهما يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتدقيق

نظامان يتفاوضان مباشرة مع الأمريكان،  ما عاد لهم راع او وكيل او وصايا من أحد، وبالتالي هما مشروعا مواجهة مع حلفائهم الحاليين قبل الامريكيين،  لانهم استحوذوا على مكامن القوة و عناصر النجاح، التي كان يمتلكها الروس وفي مكان ما الأوروبيين، وكان ومازال يعول عليها أبناء الهان والشين الصينيين.

السابق
حادثة توقيف سوريين تابع.. كذب سفارة النظام مستمر والأمن العام ينفي الاعتقال المباشر
التالي
«ملحمة العباسية» تتفاعل..قطع طرق ومطالبة شعبية وبلدية بتوقيف مطلقي النار!