ِ«ثبتوا» أطفالكم.. لا ينفع الندم!

سلامة الاطفال في السيارات

كم من الأوقات، التي يقع نظرنا على أطفال جالسين في سيّارات مُتحركة، من دون أجهزة تقييد جيّدة؟ كم من المرات رأينا أطفالاً جالسين في حضن الكبار أو واقفين على مقاعد السيارة، أو طفلاً يتشبّث بمقود القيادة أو يُخرج رأسه من النافذة، أو أماً تحتضن رضيعها في المقعد الأمامي لسيّارة مُسرعة؟!

في الواقع ان جميع هذه التصرّفات التي تبدو بريئة، إلا انها تدّل على عدم الوعي والمعرفة والمسؤولية، التي تُعرّض الطفل لإصابات جسدية ونفسية بالغة.. تصل الى الموت.

تصرّفات التي تبدو بريئة تُعرّض الطفل لإصابات جسدية ونفسية بالغة.. تصل الى الموت!

تشير الإحصاءات، الى أنّ نسبة الأطفال المُقيّدين بالشكل الصحيح على كراسيهم، لا تتعدى 7%. هذا ما يجعل السيارة العائلية، كمينا للموت المُحتمل، لأكثر من 90% من الأطفال داخل السيارات. من الطبيعي ارتفاع عدد حوادث السير، مع ازدياد عدد السيارات على الطرق، وبالتالي ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، حيث أصبحت الحوادث، السبب الرئيسي لوفاة الفئة العمرية بين 1 -30 عاما.

تثبت الاحصائيات والتجارب، أنّ وقوع معظم الحوادث لا  يستغرق أكثر من ثلاث ثوانٍ ، وتحدث عادة في محيط، لا يبعد أكثر من 3 كيلومترات عن البيت..  وتبقى فرص استخدام الفرامل وحماية الطفل ضئيلة جدا، حتّى و إن كانت ردّة الفعل سريعة. وبهذا يُصبح المقعد قاعدة، لانطلاق الطفل كالصاروخ، مرتطما بالتابلوه أو بالزجاج الامامي.

وقوع معظم الحوادث لا  يستغرق أكثر من ثلاث ثوانٍ وتحدث عادة في محيط لا يبعد أكثر من 3 كيلومترات عن البيت

تُشكّل الإصابات، السبب الرئيسي لوفاة الأطفال، الذين تفوق أعمارهم عن السنة، و 50%  من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والرابعة عشرة عاماً. مُعظم التصادمات التي تُصيب الأطفال أو تقتلهم، تحدث عندما تصدم سيّارة بسيارة أخرى، يقودها والد أو والدة الطفل  في طقس جيد،  وعلى مسافة قريبة من المنزل وبسرعة لا تتعدى 30 كلم في الساعة. وليس من الضرورة ان يكون يقع حادث الإصطدام بين سيارتين، ليُصاب الطفل أو يقتل داخل السيارة، فالانحرافات و التوقفات المفاجئة والمنعطفات، تحرّك الأطفال غير المثبتين جيدا في مقاعدهم، وتتسبّب لهم بإصابات جمة. 

اذا كان الراشد غير مُقيّد أيضاً يُمكن لجسده أو جسدها، أن يسحق الطفل!

لهذا يجب على الأهل، ألا يحملوا طفلاً أو رضيعاً في حضنهم، أثناء قيادة السيارة. واذا كان الراشد غير مُقيّد أيضاً، يُمكن لجسده أو جسدها، أن يسحق الطفل على لوحة القيادة، أو الجزء الخلفي من المقعد الأمامي، بقوة تُوازي وزن الراشد مُضاعفا. 

 يتعرّض الأطفال لخطر الاصابة أو الموت، أثناء التنقل دون قيود في السيارة أكثر من صدمهم كمارّة. من المُقدّر للإصابات البليغة والوفيات لدى الأطفال، أن تنخفض بنسبة 90%، اذا استخدم  الأهل نظام الحماية،  وتقييد الطفل أثناء الجلوس في السيارة.

إقرأ أيضاً: «الكايروبراكتك» في لبنان.. الدكتور عصام العياش لـ«جنوبية»: فتح طبي جديد لتقويم العامود الفقري

 أوضحت دراسات عدة بالتفصيل، كيفية الاستخدام العام والأمثل، لأجهزة تقييد الحركة للأطفال، وهذه أبرزها:  

      _   يمنع منعا باتا  على الأطفال، أن يكونوا من دون أجهزة تقييد الحركة داخل سيارة متحركة 

     –  عدم جلوس  الأطفال والرضع  في حضن السائق أو أي راكب آخر 

     يجب ان يُقيد  الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 0-9 أشهر، في مقعد خاص بهم، مثبتا في المقعد الأمامي ومواجها الى الوراء

      – الاطفال الذين تتراوح اعمارهم من 10 أشهر ولغاية 4 سنوات، يجب ان يُقيدوا في مقعدهم الخاص، و يُثبتوا  في المقعد الخلفي، المواجه الى الامام 

      _ يجب على الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين  5 و 12 سنة، الجلوس  على مقعد صغير (بوستر) مثبت في المقعد الخلفي

         يجب أن يجلس الطفل على مقعد الأمان المثبت، وكذلك يُثبّت  بأحزمة المقعد. 

       _ يجب أن يوضع مقعد الأمان في مكانه الصحيح، إن كان َفي المقعد الخلفي أو الأمامي 

       – في حال غياب مقعد الأمان، يجب أن يكون الطفل محميا، بواسطة أحزمة الأمان المتوفرة في السيارة

       – يجب أن يتضمّن الاستخدام الصحيح لحزام الأمان، حزام الكتف والحضن 

      يجب تثبيت أحزمة المقاعد بأحكام، و بشكل صحيح وملائم، مع التركيب المناسب للسيارة

     – حتى عند القيادة لمسافاتٍ قصيرة، يجب أن يبقى الطفل في مقعد الأمان،  ويجب تقييده بغض النظر عن مسافة الرحلة أو سرعة السيارة

      وخلاصة القول، الأطفال هم أغلى ما نملك في هذه الدنيا، فهم الحاضر والمُستقبل، ونحن ندين لهم بتأمين سلامتهم في سياراتنا..هذه هي مسؤوليتنا. 

الدكتور عصام العياش
الدكتور عصام العياش أخصائي في (الكايروبراكتيك) تقويم العمود الفقري
السابق
بالصور: «جنون» وغضب في مطار بيروت.. أزمة المحروقات تلسع القادمين!
التالي
نصيحة من جعجع الى نصر الله.. ماذا قال؟