«حزب الله» و«توازن الرعب» مع لبنان.. قبل إسرائيل!

حزب الله جنوب لبنان

أمن لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، كل صاروخ تطلقه اسرائيل يجب أن يرد عليه لبنان بالمثل! معادلة يجب أن تتكرس في لبنان قوي قادر على حماية أرضه وشعبه ومؤسساته، انطلاقاً من الجنوب، وصولاً الى كل شبر من أرضه.

إن أمن الأهالي في الجنوب حق وواجب على كل لبنان، كما هو حال أمن كل منطقة وكل مواطن. وكذلك، يجب أن تتكرس معادلة لبنان القادر على منع الارهاب من دخول أراضيه بعد ان انتصر عليه.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يَقهر الجنوبيين والبقاعيين بالعتمة..والقمع يُحاصر «التنوع الشيعي»!

لبنان القادر على وقف الفساد والفاسدين، ومحاكمتهم واستعادة الأموال المنهوبة. لبنان القادر أن يتحول الى وطن، ودولة مدنية والى دولة قانون… وهذه الأمور تحتاج الى تغيير الطبقة السياسية، والى تسليح الجيش والى استقلالية القضاء!

“السلاح بإيد الجيش بيقوص كمان” !

لم يعد يؤمن أحد في لبنان اليوم، ومنذ زمن طويل، أن قوة لبنان في ضعفه، ولكن الخلاف قد يكون على مصدر هذه القوة. فالمعادلة الأبسط للمساهمة في بناء الدولة هو أن يكون خيار حزب الله تزويد الجيش بصواريخه وبذخائره، ما يجعل الجيش، بفضل أسلحة الحزب المضافة الى أسلحته، قوياً وقادراً على مواجهة العدو منفرداً.. “فالسلاح بإيد الجيش بيقوص كمان!”

توازن الدولة لا يلغي توازن الرعب

وإذا كان العالم يرفض تسليح الجيش، فلماذا لا يقوم الحزب بذلك، من خلال تسليم سلاحه للجيش؟! وهو الحل الأسهل والأكثر منطقية. ومن الممكن أن يكون ذلك في اطار سياسة دفاعية مدروسة. وهذا الخيار ليس فيه أي تراجع لأحد، بل تقدم للجميع في الدولة!

قرر الحزب الاحتفاظ بأسلحته وصواريخه فهو سيكمل بمنع قيامة الدولة

أما اذا قرر الحزب الاحتفاظ بأسلحته وصواريخه، فهو سيكمل بمنع قيامة الدولة، على الرغم من اعتبار دوره أساسياً في توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي. إما أن يختار الحزب منطق الانخراط في الدولة، وإما سيكون لبنان تحت ضغوط دولية لتحقيق ذلك مهما طال الزمن. ولا يعني ذلك إطلاقاً السماح بكشف لبنان أمنياً، أو القبول باستباحة شبر واحد من أرضه، أو من مياهه، أو من هوائه، بل على العكس تماماً!

الاتجاهات في الأمن الذاتي المناطقي والمذهبي هو اتجاه تقسيمي في وجه دولة مركزية قوية

في خطٍ موازٍ، كل ما يسهم في تسليح الجيش، بما يراه الجيش مناسباً، مرحب به، ومن الضروري صب كل الجهود الممكنة في هذا الاتجاه!

إن الاتجاهات في الأمن الذاتي المناطقي والمذهبي، هو اتجاه تقسيمي في وجه دولة مركزية قوية، قادرة إن شاءت على تطبيق أي من أنواع اللامركزيات الوحدوية، وليست التقسيمية!

الشعب مصدر التغييرات

أما التغيير في الطبقة السياسية، فيمكنه أن يحصل بالتوازي بين الضغط الشعبي، والتحركات الشعبية على الأرض وبين الانتخابات النيابية. والشعب قادر على الضغط باتجاه تحقيق استقلال القضاء. وهو أساس أفق تحقيق العدالة.

لا يمكن للبنان أن يبقى على أمواج المحاور العاتية التي ترمي به بكل الاتجاهات

إن سلام حزب الله في لبنان، يشمل الحروب الاقليمية أيضاً، فارتباطاته في المحور الايراني تجعل من بعض خياراته الاقليمية يتعارض مع السلام اللبناني، القادر على مواجهة أي عدو كان، إذا ما تعرض لأي اعتداء. لا يمكن للبنان أن يبقى على أمواج المحاور العاتية التي ترمي به بكل الاتجاهات. لبنان عربي. ويسعى للعمل في إطار جامعة الدول العربية، مع ضرورة السعي الى إعادة توحيدها وتوحيد القرار فيها.

الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، هي الضمانة الأمنية الأساسية لقوة لبنان. وليس أي أحد آخر!

السابق
الحسين.. كفانا به قدوة
التالي
جعجع يُعلّق على احداث شويا ويُخاطب نصرالله: ليست عمالة ولا خيانة