حرب لـ«جنوبية»: التطورات الدراماتيكية تنعكس سلبا على تشكيل الحكومة

بطرس حرب
التطورات الداخلية تؤثر سلبا على تشكيل الحكومة وتزيد من تعقيدها، بدءا من رد حزب الله على إسرائيل، في الجنوب وصولا إلى ردود الفعل السلبية، على تفرده بقرار الحرب و السلم، كل ذلك يؤدي إلى تبخر كل محاولات ضخ أجواء إيجابية، بأنها سترى النور قريبا، إلا إذا حصلت معجزة.

لم يعد خافيا على أحد، أن طريق الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة مفروشة بالورود، بالرغم من محاولته ضخ أجواء إيجابية، لإعطاء اللبنانيين قبس من الامل، في ظل الواقع المظلم الذي يعيشون فيه، سواء سياسيا أو إقتصاديا أو معيشيا. وقد إزدادت قناعة اللبنانيين، بأن الوضع السياسي يرتبط بأقفال الحسابات السياسية والاقليمية الخاصة بكل فريق، بعد ما شاهدوا أواخر الاسبوع الماضي التطورات العسكرية في الجنوب، وما تلاها من ردود أفعال من أهالي منطقة شويا، وما تبعها من مواقف سياسية، منددة بإستفراد حزب الله بقرار السلم والحرب، ولعل أوضحها ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وما تبعه من ردود عليه.

إقرأ أيضاً: باسيل «يُكهرب» القوات إنتخابياً..والتكليف يَدخل أسبوعه الثالث ولا حكومة!

إذا المسار لتشكيل الحكومة أمامه الكثير من الأشواك، فهل يعمد المسؤولون عن هذا الملف، إلى إزالتها رحمه بالبلاد و العباد؟

يجيب الوزير والنائب السابق بطرس حرب “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:”لو أن الظروف طبيعية، لا شك أن تطور الاحداث على جبهة الجنوب، كانت دفعت المعنيين بتشكيل الحكومة، إلى الاسراع في تشكيلها والتنازل عن الشروط والشروط المضادة”، لافتا إلى أن “المؤسف أن كل طرف، يحاول  توظيف الظروف الدراماتيكية التي يعيشها الشعب اللبناني لمصلحته الشخصية، وهذا  يدفعني للقول أنه ليس لهذه التطورات السلبية التي تحصل، أي أثر إيجابي على مسار تشكيل الحكومة، لأننا نعرف عقلية المسؤولين عن تشكيلها، والشروط الموضوعة لعرقلة الحكومة منذ عام”.

لو أن الظروف طبيعية لا شك أن تطور الاحداث على جبهة الجنوب، كانت دفعت المعنيين بتشكيل الحكومة إلى الاسراع في تشكيلها

يضيف:”أنا مقتنع أن المسؤولين عن تشكيل الحكومة وحل المشكلة، لا تعنيهم مشاكل وآلام الناس ولا التطورات، بل جُلّ همهم هو تكريس موقعهم في السلطة، وزيادة نفوذهم فيها ولذلك أعتقد لا حكومة في الافق القريب”.

ماذا عن الضغوط الخارجية، التي تدفع بإتجاه الاسراع في تشكيل الحكومة؟

يجيب حرب:”الضغوط الخارجية من أصدقاء لبنان مشكورة وليست جديدة، ولكن المؤسف أن المسؤولين لا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة، وتعزيز نفوذهم في السلطة وإستمراريتهم، وغير معنيين بحاجات الناس وجوعهم والوضع الاقتصادي في البلد”، مشيرا إلى أن “هذا ما دفع المجتمع الدولي الى تحميلهم المسؤولية وإهانتهم، و هذا لم يحصل لأي مسؤول في تاريخ لبنان، من دون أن يرف لهم جفن وهذا ما يدفعنا إلى أن نفقد الامل بأي تغيير”.

يرى حرب أن “اللبنانيين لا يتعلمون من تاريخهم، وهم يصرون على خلق الفتن التي تخدم أعداء لبنان، و لا أعتقد أن إنتقاد البطريرك لمصادرة حزب الله قرار لبنان بالحرب والسلم  ستتحول إلى مواجهات مسيحية – مسلمة”، مشددا على أن “كُثر من المسلمين من رأي البطريرك  ومن يرد علبه من المسلمين، يفعلون ذلك حفاظا على مواقعهم ولأسباب سياسية، والحقيقة الواضحة هي أن بقاء لبنان، هو جزء من سياسة المحاور والتقاتل والمصالح في المنطقة، يعني أن لبنان لن يكتب له الحياة”.

المسؤولين لا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة،وتعزيز نفوذهم في السلطة وإستمراريتهم

يضيف:”صرخة البطريرك هي صرخة ضمير، وأي تهجم على موقف بكركي هو مرفوض، وغير منطقي ولا يخدم مصلحة لبنان، ودعوتي لكل المعنيين، إلى الأخذ بعين الاعتبار، أن المستقبل لن يغفر لهم ما يفعلونه وسيحملهم مسؤولية إنهيار لبنان الكامل”.

صرخة البطريرك هي صرخة ضمير وأي تهجم على موقف بكركي هو مرفوض

ويختم:”انا خائف على الكيان اللبناني من الزوال، وإذ إستمر من يحكم اليوم على الطريقة نفسها، وتولي الحكم من بعده لأناس يشبهونه، فالاكيد أن لبنان على طريق الزوال”.

السابق
مجددا.. عقوبات اميركية على «حزب الله»!
التالي
أزمة بنت الجيران تتجدد.. إيقاف عمر كامل عن الغناء بسبب كلمات بذيئة