«وجدناه في كيس داخل إحدى المستشفيات».. سنوية إنفجار المرفأ تنكأ جراح زوجة الشهيد محمد طليس!

الشهيد محمد طليس

تمر سنوية الرابع من آب مثقلة بآلام الجرحى وندوبهم التي غطّت اجسادهم وارواحهم، معها الم الفقدان لعائلات الضحايا واصدقائهم الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم يُضاف الى ذلك الجرح الكبير للبنان ومواطنيه القابعين تحت اسوأ أزمة مالية واقتصادية تعصف بالبلاد ومعها طبقة سياسية فاسدة هتكت بالمرفأ وتحاصصت حتى انفجرت السرقات بوجه المواطنين الأبرياء على شكل نيترات هزّت لبنان والعالم في الرابع من آب عام ٢٠٢٠.

إقرأ أيضاً: 4 آب من محرقة السلطة الى.. مقتلة الشعب!

تأتي سنوية انفجار المرفأ هذا العام، فيما تستذكر كريستيان خوري زوجة الشهيد محمد طليس وذاكرتها ممتلئة بتفاصيل ذلك اليوم المشؤوم وكيف نجت هي التي كانت موظفة ايضاً وزوجها في المرفأ، ولكنها في ذلك اليوم كانت في منزلها لتُسارع بعد سماعها بالانفجار للإتصال بمحمد الذي تجمعها به علاقة حب منذ عام ٢٠٠٦ وزواج منذ الـ٢٠١٣، ولكن صوت محمد غاب هذه المرة ولم تسمع ما يُطمئِن قلبها.

الشهيد محمد طليس
الشهيد محمد طليس
الشهيد محمد طليس وزوجته
الشهيد محمد طليس وزوجته

وتتابع في حديث لموقع “جنوبية”، “اتصلت بأقاربنا واصدقائنا لتبدأ عملية البحث عن محمد التي استمرت ١٤ يوماً كنا فيها على اعصابنا وندعو فيها الله ان يكون محمد بخير”.

وعما ان كانت فترة الـ١٤ يوماً الأصعب على كريستيان او فترة غيابه الدائمة الآن، تقول بصوت انهكه البكاء والتعب: “فترة البحث عن محمد كانت صعبة ولكنها كانت مليئة بأمل العثور عليه حتى بعد مرور اسبوعين، اما الفترة الحالية فهي الأصعب لأن أمل عودته سالماً انقضى وباتت حياتنا اليوم انا واولاده تمر بدونه”.

في طريقنا لاجراء مسلزمات دفن محمد اتصلوا بنا من السفارة الفرنسية مؤكدين ان الجثة تعود لمواطن فرنسي

وتروي كريستيان رحلة البحث عن محمد الصعبة والمؤلمة، قائلةً: “في الفترة الأولى من البحث وجدنا جثة لشخص تُشبهه كثيراً في احدى المستشفيات، وتأكدنا بشهادات عدد ممن يعرفوه انه هو، ونحن في طريقنا لاجراء مستلزمات الدفن، اتصلوا بنا من السفارة الفرنسية مؤكدين ان الجثة تعود لمواطن فرنسي، وهذا اعطانا أمل آخر عشناه لوقت قصير علّ وعسى ان يكون محمد على قيد الحياة انما المأساة كانت عندما وجدنا جثته في كيس خارج البراد في المستشفى وكانت متروكة في الكيس لمدة 11 يوم، بعدها قمنا بإجراء الـdna 3 مرات لنؤكد ان هذه الجثة لمحمد”.

الشهيد محمد طليس
ضريح الشهيد طليس

اليوم لا يمكنني النظر الى مكان الإنفجار ولا يمكنني الجلوس في الأماكن التي كان يجلس فيها محمد

وتسترجع كريستيان لحظات تعارفها على محمد عام 2006 وهو زميلها في العمل داخل حرم المرفأ، قائلةً: ” اليوم لا يمكنني النظر الى مكان الإنفجار، ولا يمكنني الجلوس في الأماكن التي كان يجلس فيها محمد، حتى اولادي لم اخبرهم ان والدهم توفي في انفجار المرفأ”.

ووتابع: “اقول لأولادي ان محمد اصبح في السماء مع الكثير من اصدقائه ويجب ان يصلّوا لأجلهم، لأنهم صغار جداً (3 و 4 سنوات)”، مضيفةً: “ابنتي في الفترة الأولى كانت تسألني لماذا لم يأخذ والدها اغراضه معه وكيف يمكنها التواصل معه ولماذا هاتفه القديم في المنزل ولماذا لم يأخذ ثيابه معه، ظناً منها انها في هذه الحال سيمكنها التواصل معه، اما ابني عندما لا البّي طلباته يستنجد لحد هذه اللحظة بمحمد ويصرخ :وين بابا”؟

الشهيد محمد طليس واطفاله
طفلا طليس وكريستيان امام مرفأ بيروت
الشهيد محمد طليس واطفاله
ابن الشهيد طليس
الشهيد محمد طليس واطفاله
ابنة الشهيد طليس
الشهيد محمد طليس واطفاله
الشهيد محمد طليس وطفليه

اما عن كيفية تدبير العائلة لأوضاعها المالية في خضم الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالبلاد، تقول كريستيان: “بفضل الضغوط التي مارسها عوائل الضحايا، اصبحنا ضمن عوائل شهداء الجيش ما يخفف عنا قليلاً الضغط الاقتصادي، كما وأنا لا ازال اعمل في المرفأ، وعائلتي وعائلة زوجي تساندانا ايضاً”.

محمد ضحية فهو لم يستشهد في حرب انما كان ضحية لإنفجار وقع خلال قيامه بعمله بدون اي سبب وخسرته عائلاته

وتلفت كريستيان الى انها تعتبر محمد “ضحية لإنفجار المرفأ ككل الضحايا الذين ماتوا، اما كلمة شهداء فتتكرر دائماً مع التأكيد على ان اسمائهم باقية ومحفورة ولكن محمد ضحية فهو لم يستشهد في حرب انما كان ضحية لإنفجار وقع خلال قيامه بعمله بدون اي سبب وخسرته عائلاته”.

وعن يوم الرابع من آب والتحضيرات التي يقوم بها عوائل الضحايا، تقول: “نحضر كأهالي الشهداء لمسيرة في الرابع من آب، تنطلق من الجميزة من امام صور الشهداء الى شارع باسكال وبعدها نصل عند الساعة الخامسة والنصف الى البوابة رقم 3 ومنها ندخل الى المرفأ، لنضيء عند الساعة السادسة و6 دقائق الشموع للضحايا وبعدها سيقام قداس في السادسة وعشر دقائق للبطريرك”. 

الشهيد محمد طليس واطفاله
الشهيد محمد طليس
السابق
«حزب الله»في ذكرى الرابع من آب: لحقيقة كاملة بعيداً عن الاستغلال السياسي
التالي
حراك النبطية وكفررمان يُحيي ذكرى انفجار المرفأ: الخلاص بقضاء يُحاسب ومجرمون في السجن!