المجتمع المدني في قلب ذكرى 4 آب.. العدالة للشهداء من أجل لبنان!

17 تشرين مرفأ بيروت
يشهد يوم 4 آب نشاطات متعددة لذوي شهداء مرفأ بيروت وللمجتمع المدني، يكون طابعها على الاغلب رمزيا، لكن هدفها الاساسي ترسيخ مطلب تحقيق العدالة وعدم تمييع الملف في زواريب السياسة اللبنانية، فهل يتخذ التحرك طابعا آخرا خصوصا في ظل دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للنزول إلى مجلس النواب؟

يتحضر ذوو شهداء تفجير 4 آب لإحياء ذكرى إستشهاد أحبائهم، في الوقت الذي يترقب فيه الجميع (لبنانيون ومسؤولون) ما سيحمله هذا اليوم من تطورات، في ظل الكباش الدائر بين ذوي الضحايا والطبقة السياسية لجهة رفع الحصانات، عن المسؤولين السياسيين والعسكريين، و من النواب والوزراء،  وقادة أجهزة أمنية للتحقيق معهم من قبل القاضي طارق بيطار، وفي ظل التوتر الامني المتنقل وقطع الطرقات الذي تشهده مختلف المناطق إحتجاجا على الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري في البلاد، والذي ينذر بحصول إنفجار إجتماعي لا يسلم من شظاياه أيا من الطبقة السياسية الحالية.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: ذكرى 4 آب محطة مفصلية..و«الثنائي» يتحضر للتخريب!

لكن ما يمكن تسجيله من خلال متابعة التحضيرات لهذا اليوم، أن المجتمع المدني يتحضر لإحياء الذكرى بطابع رمزي وثقافي من خلال أنشطة تُقام على أرض المرفأ، وهناك مجموعات تدعو لأن تكون الذكرى مناسبة لمواجهة الطبقة السياسية، من خلال مسيرات تتوجه إلى مجلس النواب للضغط عليه لرفع الحصانات عن النواب المطلوب التحقيق معهم، وهذا ما تشي به الدعوات مع مواقع التواصل الاجتماعي ، ما يعني أن المسيرات التي ستنظم يمكن أن تحمل مفاجآت وتطورات جديدة على الارض.

المجتمع المدني يتحضر لإحياء الذكرى بطابع رمزي وثقافي من خلال أنشطة تُقام على أرض المرفأ

رسالة دعم لأهالي الشهداء

مقابل هذا التهيب، لما يمكن أن يحصل، ثمة معطيات على الارض تفيد، بأن  أغلب تحرك المجتمع المدني المواكب لهذه المناسبة، لن يكون أكثر من رسالة دعم ومساندة لأهالي الشهداء ، ففي بيروت يشرح المحامي عصام خوري (من نقابة المحامين ) أن “النقابة ستواكب الذكرى بنشاط رمزي، من خلال إضاءة قصر العدل في بيروت وبيت المحامي بالعلم اللبناني من الساعة 6 وسبع دقائق إلى صباح اليوم الثاني،  كما يتم التواصل مع نقابات محامين في أكثر من بلد، لكي يتضامنوا مع النقابة في هذا النشاط الرمزي”، شارحا أن “أهداف النشاط هو مساندة أهالي الضحايا وترسيخ مطلب العدالة، علما أن النقابة تساند هذه القضية عمليا، من خلال تمثيلها ل1400 متضرر من الإنفجار، من خلال تأسيسها مكتب إدعاء يواكب القضية،٠ أمام القضاء المختص، علما أن نقابة المحامين ومكتب الادعاء، سيواكب كافة النشاطات التي سيقوم بها ذوو الضحايا “.

نقابة المحامين ستواكب الذكرى بنشاط رمزي من خلال إضاءة قصر العدل في بيروت وبيت المحامي بالعلم اللبناني

ويختم:” نتمنى أن يحصل تطور إيجابي في هذه القضية ونحن نقوم بمساعي كبيرة جدا لكي يكون هناك عدالة في هذا الملف، لأن ذلك يعني وضع حجر الزاوية للبنان الجديد، وأي إنتكاسة قد تحصل فيه هو إنتكاسة للعدالة في لبنان وتهديد حقيقي لبقاء الكيان اللبناني”.

مسيرات في بيروت وطرابلس

على ضفة المجتمع المدني في بيروت يشير الناشط إبراهيم منيمنة ل”جنوبية” أن ” تحرك المجموعات في 4 آب سيكون عبارة عن مسيرة، يتم تنظيمها من قبل المجموعات، وهي ستكون كباقي مسيرات الدعم السابقة، وليس من المتوقع أن يرافقها تطورات تقوم بها قوى 17 تشرين، لكن من الضروري أن  تكون رسالة مساندة لأهالي الضحايا، لمطالبتهم بكشف المسؤولين عن هذه الجريمة”. 

على خط ثوار طرابلس يقول الناشط فهمي كرامي ل”جنوبية” أن “4 آب سيشهد  أنشطة مساندة لأهالي الشهداء في طرابلس وفي بيروت، بهدف ضخ المزيد من الوعي حول قضية شهداء المرفأ، لأن مطالب أهالي الشهداء هي نفسها مطالب ثوار17 تشرين و المجتمع المدني”. 

4 آب سيشهد  أنشطة مساندة لأهالي الشهداء في طرابلس وفي بيروت لضخ المزيد من الوعي حول قضية شهداء المرفأ

تحرك رمزي أمام المحكمة القضائية في صور

في صور الصورة نفسها إذ يشرح الناشط في حراك صور إبراهيم فرج لـ”جنوبية” أن “حراك صور سيقوم بنشاط رمزي أمام المحكمة القضائية في صور في 3 آب بالاضافة إلى المشاركة في 4 آب بنشاطات المرفأ”، مشيرا إلى أنه “شخصيا ضد إستضافة أي شخصية دينية إلى النشاط، كون هذه الشخصية تعطي المناسبة طابعا فئويا وليس وطنيا، كما أنها (أي الشخصية) سبق لها أن وضعت خطوطا حمراء، أمام المجتمع المدني حين طالب بمحاسبة عدد من المسؤولين”.

حراك صور سيقوم بنشاط رمزي أمام المحكمة القضائية في صور في 3 آب كما المشاركة في 4 آب بنشاطات المرفأ

يضيف:” رغم كل هذه التحفظات التي نسجلها لا بد من الوقوف إلى جانب أهالي الشهداء، إلى حين ينتهي المجتمع المدني، من إنجاز كل الاطر التي تجمعه للإنطلاق، نحو مرحلة جديدة من المواجهة مع الطبقة السياسية الحاكمة لتفكيك منظومتها”.

مشاركة مجموعات 17 تشرين

من جهتها تشير الناشطة في حراك 17 تشرين الدكتورة ماري أنج نهرا لـ”جنوبية” أن ” مجموعات 17 تشرين ستشارك بالذكرى بطرق رمزية مختلفة كل على طريقتها، وستكون في  القداس الذي سيحضره البطريريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي و رجال دين من كل الطوائف اللبنانية، للقول أن تمسكنا بلبنان هو الذي يجمعنا في 4 آب، وأننا باقون في وطننا للدفاع عن حقوق الشهداء وأن دمائهم لن تذهب هدرا”.

كل اللبنانيين مدعوين للمشاركة في هذه المناسبة الحزينة

تضيف:” أعتقد أن كل اللبنانيين مدعوين للمشاركة في هذه المناسبة الحزينة، لأن هذا الانفجار أدى إلى سقوط شهداء، وإلى تحويلهم إلى ضحايا، وهدفنا يجب أن يكون التأكيد على حق الشعب اللبناني في العيش بكرامة”.

و تختم: 4 آب هو تاريخ أساسي للتعبير عن وجعنا و المطالبة بحقوقنا و نسترجع كرامة الشهداء”.

السابق
اتهامات خطيرة.. عون: بري«الدينامو» المحرك لمحاولات استهداف رئاسة الجمهورية!
التالي
المحامي لحود عن اهالي ضحايا ومتضرري المرفأ لـ«جنوبية»: نرفض الذهاب الى المجلس العدلي بنصف الحقيقة!