حرب تموز .. «التعادل السلبي» بين «حزب الله» وإسرائيل!

حرب تموز
لا شك ان بقاء حزب الله وقياداته سالمة، والحفاظ على قدرته الصاروخية والنارية، كان سببا رئيسيا في تبرير اعلان السيد حسن نصرالله النصر الالهي على اسرائيل في حرب تموز 2006، رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها الحزب ولبنان.

لم تُحقق حرب تموز 2006 للعدو الإسرائيلي أهدافه التوسعية، في استرداد ما كان قد انسحب منه من الأراضي اللبنانية إلى حدود نهر الليطاني، بحسب ما أعلنه العدو في خطة الهجوم الأولية عبر وزير الحرب الصهيوني يومها، كما لم تحقق هذه الحرب المشؤومة للعدو هدفه، في استعادة احتلال ما هو دون ذلك من المساحات من المنطقة الجنوبية الحدودية المحررة عام 2000، وكذلك لم يتمكن العدو من إيقاف إطلاق الصواريخ، من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم كون تلك الصواريخ محدودة الفاعلية، قياساً على صواريخ العدو الصهيوني، وكذلك لم تتمكن إسرائيل من تصفية قيادات حزب الله، حيث أن أكثر عمليات الدمار الشامل للأبنية السكنية كانت تستهدف قيادات من الحزب، إلى جانب مستودعات الأسلحة التي كان يعمد الحزب لنشرها بين المدنيين .. 

لا منتصر في الحرب 

 ولا يعني ذلك براءة العدو من استهداف الأبرياء والعُزَّل، من النساء والأطفال والشيوخ اللبنانيين وقتل المئات منهم، فقد عمد لتدمير الكثير من منازل وأرزاق الآمنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري. 

إقرأ أيضاً: حرب تموز 2006: هل بات «حزب الله».. يَعّلم؟!

     وعلى مقلب آخر، يُصرُّ حزب الله على شعار النصر في حرب تموز 2006، الذي سمَّاه أمينه العام السيد حسن نصر الله مراراً في خطاباته بالنصر الإلهي! 

لم يتمكن حزب الله من ردع الطيران الاسرائيلي الذي قام بمئات الغارات التدميرية 

 فأين هذا النصر بموازين الانتصار الحقيقية؟ وهل انتصر حزب الله فعلاً على العدو الصهيوني في تلك الحرب؟ وكيف كان تدخل الإرادة الإلهية يومها؟  

     في الواقع لم يكن هناك منتصراً من الطرفين، فأما إسرائيل فقد تبين حالها من نتائج الحرب، وأما حزب الله فلم يتمكن من وقف العدوان، لولا التدخل القطري في مجلس الأمن، هذا التدخل الذي أوقف العمليات الحربية من الجانب الإسرائيلي، وتوقفت عمليات حزب الله العسكرية، التي كانت عبر إطلاق الصواريخ وعبر مواجهة التمدد البري لآلة العدو العسكرية، فلولا الضغط القطري في مجلس الأمن، لكانت العمليات التدميرية استمرت يومها لمدة أطول، لأن حزب الله لم يتمكن من  إعاقة عمل سلاح الجوي الصهيوني يومها، فكان هذا السلاح يتحرك عبر طائراته النفاثة والمُسيَّرة بحرية، ويقوم بمئات الغارات التدميرية التي لم يردعها رادع ..  

حزب الله سلّم الجيش الحدود 

ومع الاخذ بعين الاعتبار ان العدو ظلم ويظلم في جميع حروبه، وهو لم يُحقق هدفه الاستراتيجي من حرب تموز 2006 ، بل كانت حربه حرباً عبثية بكل ما للكلمة من معنى، ولذلك لا نستطيع القول: إن هناك منتصراً في هذه الحرب، لا من الجانب الإسرائيلي ولا من غير الجانب الإسرائيلي، وهو كان يعتبر ان من يطالب الجيش اللبناني، بالسيطرة على الحدود مع فلسطين المحتلة انه عميل اميركي صهيوني، فكان موافقته على القرار 1701، الذي قضى بدخول الجيش وقوات الطوارئ إلى هذه المنطقة، بعد توقف الحرب نكسة له، وهو ما كان مطلباً اميركيا امميا بالفعل حتى لا تستمر الحدود ورقة بيد حزب الله وربيبته ايران. 

قبل حزب الله بالقرار 1701 وتسلم الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الحدود مع اسرائيل 

فحزب الله لم يتمكن من منع دخول القوة البرية الصهيونية واجتياحها، لعدد من مواقعه رغم تمكنه من تدمير عشرات الدبابات في معركة وادي الحجير، فوصلت الدبابات الاسرائيلية الى مشروع الطيبة والى حدود بلدة برج قلاويه في القطاع الاوسط الجنوبي، التي تبعد مسافة 15 كلم عن الحدود، كما أن قوات الحزب لم تستطع استعادة ما تبقى ما أراضٍ لبنانية حدودية متنازع عليها بين لبنان والعدو، وكل هذا لا يمكن اعتباره نصراً بموازين النصر الحقيقية في الحروب ..  

     لذلك كنا وما زلنا نُصرُّ على وصف ما جرى في تموز 2006 باللطف الإلهي، في حين ما زال حزب الله يُصرُّ على وصفه بالنصر الإلهي .. 

السابق
دولة العهد الفاشلة!
التالي
فاجعة في الهرمل.. توفيت احتراقاً أثناء تحضيرها طعام الغداء!