حرب تموز 2006: هل بات «حزب الله».. يَعّلم؟!

حزب الله والبحر
ما زال الشعب اللبناني عامة والمسلمون الشيعة بوجه خاص، يعانون من ويلات وتداعيات حرب تموز 2006 التي صودف أمس ذكرى اندلاعها، متسببة بسقوط مئات القتلى وآلآف الجرحى، ما زالت صورهم تقضُّ مضاجع أحبَّائهم، وهناك الدمار الشامل الذي طال عشرات الآلآف من الوحدات السكنية ، ومئات المصانع ، هذا الدمار الذي ما برحت صورته تراود الأذهان ..

بالنسبة الى أحياء ضاحية بيروت الجنوبية التي القت عليها طائرات العدو المغيرة، آلاف الاطنان من حمولتها المتفجرة، متسببة بدمار مئات الابنية السكنية، فانها التي لم تعُد : ” أجمل مما كانت ” عليه قبل الحرب كما وعدت شركة وعد لإعادة إعمار الضاحية، فقد ظهرت معايب إعادة الإعمار في فترة وجيزة، لتكبر معاناة الذين دمرت آلة الحرب الإسرائيلية بيوتهم يوماً بعد يوم، يضاف إلى كل ذلك الأزمات المعيشية والاقتصادية المستجدة التي لم تكن بالحسبان عند أكثر الناس. 

اقرا ايضا: «حزب الله».. البعثي!

تفرّد بقرار الحرب.. وبالتعويضات! 

    والجديد القديم بشأن حرب تموز 2006 الحديث عن قرار وخلفيات دخول هذه الحرب، فجُلُّ اللبنانيين لم يكن لهم رأي في ذلك، والقرار الرسمي كان غائباً كلياً عن المشهد، ليكون حزب الله هو صاحب الكلمة الفصل في تلك الحرب اللعينة، فهو عندما أخذ قراره المنفرد – دون مشورة الحلفاء – بخطف الجنديين الصهيونيين لم يستشر أحداً من اللبنانيين، وحتى لم يستشر أحداً من أبناء بيئته الحاضنة التي تشرَّدت في طول البلاد وعرضها بسبب تلك الحرب. 

عندما أخذ حزب الله قراره بخطف الجنديين الصهيونيين لم يستشر أحداً من اللبنانيين 

وعانت هذه البيئة المظلومة والظالمة لنفسها في آنٍ معاً، الويلات من جرَّاء تلك الحرب وقلَّ ما وجدت معونة قبل وصول المساعدات الخارجية، ومنها الهبة السعودية والهبات الخليجية، والتي منها تم دفع تعويضات الدمار لأصحاب الشقق السكنية وغيرها. 

 في حين وزّع حزب الله المساعدات الإيرانية المخصصة لإعادة الإعمار، كتعويضات وبدلات ايجار تناولها الولي الفقيه في ايران،  من موقوفات خُزانة العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد المقدسة، في محافظة خراسان الإيرانية، لتبرز بعدها طبقة أثرياء حرب تموز من الحزبيين، الذين اغتنوا بواسطة التلاعب بالتعويضات القادمة من  ايران وقطر والسعودية والكويت والامارات مجتمعين. 

الانتقام الاسرائيلي 

        ونحن أنما نُعيد التذكير بكل ذلك حتى لا ينسى أصحاب الحقوق حقوقهم، وحتى لا تتكرر التجربة مرة أخرى وما أقرب أن تتكرر. فحزب الله الذي خاض الحرب على مسؤوليته الفردية في تموز 2006 ، وتفرد بقرارها، وكان ما كان له من الغُنم فيها رغم خسارة الأرواح والممتلكات، ما زال الحزب يترقب الفرص لخوض تجربة جديدة، مستفيداً مما قام بتطويره من قدراته الصاروخية، عبر مصانع أسلحة الصواريخ الذكية التي لم يعد الحديث عنها سراً، بعد التصريحات العديدة التي بثها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عبر الإعلام في الأشهر القليلة الماضية ..  

برزت طبقة أثرياء حرب تموز من الحزبيين الذين اغتنوا بواسطة التلاعب باتعويضات 

     فهل أخذ حزب الله بحسبانه قبل خوض التجربة الجديدة هذه المرة، انتقام العدو في حال بادر هو الى المعركة كما حدث قبل 15 عاما؟ وكذلك ما قامت بتطويره إسرائيل من قدراتها التسليحية، خصوصاً بعد حادثة تفجير مرفأ بيروت قبل عام في 4 آب 2020، التي تُشير البيانات العديدة لليد الإسرائيلية فيها، ومنها ما صرَّح به وزير الداخلية اللبناني الأسبق نهاد المشنوق قائلاً إن «هذه العملية في بيروت قامت بها إسرائيل بشكل واضح وصريح، وهذه نتيجة استنتاجات وقراءات واتصالات، وواضح أننا أمام جريمة ضد الإنسانية، ولذلك لا يتجرّأ أحد على تبنّيها». 

   فهل أعدَّ حزب الله العُدَّة للمفاجآت في مغامرة أي حرب مقبلة، أم سيكون جواب أمينه العام مرة أخرى: “لو كنت أعلم” بعد انتهاء أي حرب مقبلة على غرار ما قاله بعد حرب تموز؟  

السابق
الدولار على ارتفاعه.. كيف اقفلت السوق السوداء اليوم؟
التالي
4 فرق من الصليب الأحمر عملت على نقل الجرحى.. والقوى الأمنية تبرر الاعتداء على المتظاهرين!