العيد «ما بيمرق على المساكين».. والمغتربون «عصب» الأسواق!

مطعم في الجنوب
لم تعكس زحمة السير على مداخل مدينة صور من اتجاهاتها كافة، نبض أسواق المدينة المترامية من السوق القديم مرورا بشارع الحسبة القديمة، وصولا إلى حي الرمل ومتفرعاته، عشية عيد الأضحى المبارك، الذي يحل هذا العام أكثر ثقلا على اللبنانيين و الجنوبيين. فيما عادت الروح ولو نسبيا إلى كورنيش صور الجنوبي، الممتلىء بالمطاعم والمقاهي، والذي كان شهد ليلا أعمال تكسير وإشعال إطارات في نواحي المدينة، احتجاجا على تقنين التيار الكهربائي واشتراكات المولدات، التي انهكت أبناء المدينة و مؤسساتهم، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.

أصبحت حلة العيد الجديدة (البسة واحذية وتوابعهما)، بالنسبة لفئة كبيرة من الناس، في اخر سلم الأولويات، بعدما وصل سعر أدنى بنطال ولادي وقميص مع حذائهما، او فستان متوسط الحال، أكثر من خمسماية الف ليرة للولد الواحد، وهو رقم يقترب من الحد الأدنى للأجور وخاصة العمال المياومين الزراعيين، الذين ما يزال الكثير منهم يتقاضى بدلا قيمته ثلاثين الف ليرة لبنانية .

الأولوية لهذه العائلات الفقيرة والمدقعة ،محاولة تأمين الاكل والدواء ،سواء من إنتاجها أو من خلال المساعدات العينية وغير العينية ،التي تبذل من قبل قوى وجمعيات وأفراد مغتربين على وجه الخصوص،الذين دفعوا خلال الشهرين الحاليين العجلة التجارية على مستوى مدن وبلدات الجنوب .

إقرأ أيضاً: الموسم السياحي على «كف عفريت» جنون الدولار و إضطرابات الشارع!

قررت ام قاسم ،وهي ربة عائلة مؤلفة من خمسة أفراد فقدت معيلها قبل سنوات،شراء لحمة العيد ،التي لم تطأ عتبة منزلها منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.

خطوة ام قاسم التي أدخلت الفرحة إلى قلوب اولادها،بعدما وعدتهم بشواء اللحمة غدا ،ما كانت لتحصل لولا إرسال قريب لها في اوستراليا قبل يوم واحد من العيد مبلغ مئة دولار أميركي، نزلت عليها بردا وسلاما،خاصة وأن هذا المبلغ يحل لها بعض المشكلات ومنها تأمين بدل اشتراك المولد الكهربائي.

جنوب لبنان اسواق

في أسواق الجنوب ،ولا سيما سوق مدينة صور ،يكاد يجمع التجار وأصحاب محلات الألبسة والاحذية والحلويات ايضا،بأن المحرك الفعلي لبعض النشاط الذي تنعم به المدبنة،يعود إلى وفود إعداد كبيرة من المغتربين من اللبنانيين والفلسطينيين أيضا المتواجدين بكثرة في أوروبا.

غالبية هؤلاء التجار،يراهنون على شهر آب المتبقي من قدوم المغتربين إلى المنطقة،ويتخوفون من مواسم قاحلة بعد هذا الشهر،الذي يليه استحقاق المدارس ومغادرة المغتربين.

رفع العديد من أصحاب المؤسسات السياحية والتجارية،شعارات على جدران صفحات الفيس بوك الخاصة بهم، ومنها شيل صورة زعيمك وحط صورة المغترب.

جنوب لبنان اسواق

يصف عماد قانصو ه أحد أصحاب محلات الألبسة في شارع الحسبة القديمةالوضع عشية العيد بالمقبول لناحية حركة المواطنين في الاسوق.

ويقول: إننا نعاني منذ أيام من تقنين حاد وقطع الاشتراك ،نتيجة عدم توفر مادة المازوت ،الامر الذي انعكس سلبا على نشاطنا التجاري.

يبدو عباس شهاب صاحب محل آخر أكثر تشاؤوما من الأوضاع الاقتصادية والحياتية،فيؤكد ان النشاط الحالي الشبه مقبول ،يتوفر من خلال المغتربين الجنوبيين الذين قدموا خلال الشهرين الماضيين وما يزالون ،ولولا هؤلاء لكانت الأسواق متهالكة .

الشكوى ذاتها عند حسين الحسيني ( ابو علي) فيقول لا عيد ولا من يعيدون،الأوضاع من سيء إلى أسوأ.

على مدخل السوق التجاري الذي (يحرسه) الصرافون بإعداد كبيرة ،يقبل الكثير من زوار المدينة،على تبديل ورقة او ورقتين من فئة ال١٠٠ دولار بالعملة اللبنانية للتبضع من الاسواق وشراء حاجياتهم .

يؤكد بعض الصرافين غير الشرعيين ،أن حركة بيع الدولار بأرقام قليلة نشيطة في هذه الايام، وأن معظم الزبائن هم من المغتربين اللبنانيين والفلسطينيين من أبناء مخيمات صور، وحتى السوريين الذين يتلقون بدلات شهرية بالدولار من منظمات الأمم المتحدة.

جنوب لبنان اسواق
السابق
عشية عيد «الأضحى».. هكذا أقفل الدولار في السوق السوداء!
التالي
عيدٌ مُعمّد بالدماء يحلّ على العراق.. أكثر من 30 قتيلاً في انفجار يهزّ بغداد!