الحريري يعيد «كرة النار» إلى «حزب الله»..الإنهيار يتسارع ولا بديل حكومياً!

اعتذار الرئيس سعد الحريري وضع العهد و"حزب الله" والبلد امام مفترق طرق، لا سيما مع صعوبة الوصول الى اسم سني جديد، وبالتالي لن يكون هناك رئيس جديد مكلف ولا حكومة جديدة والبلد مفتوح على كل الازمات.

على مدى 9 اشهر حمل الرئيس المكلف سعد الحريري “كرة النار” الحكومية، ومشى فيها بين لبنان والامارات وروسيا ومصر وفرنسا، كما طرق ابواب السعودية التي اوصدتها امامه وامام حكومة “حزب الله”.

وتقول مصادر متابعة لما يجري لـ”جنوبية”، ان الحريري في مقابلته مع قناة “الجديدة” مساء امس “بق البحصة”. وأكد ان السعودية انها لا تريد حكومة يسيطر عليها “حزب الله”، ويكون العهد العوني وصهره واجهتها في الظاهر، بينما يتحكم هو بها وبكل مفاصل الدولة.

ومع تقديمه شكره فقط الى الرئيس نبيه بري رغم اصرار المحاورة على حشره،  قال الحريري ان “حزب الله” :”لم يبذل جهداً كافياً لتشكيل الحكومة»، وقال انه «لم يمارس الضغط على باسيل».

واضاف: “انا لم اره يفعل ذلك، ولا احد يصدق». وردا على سؤال الا تشكر «الثنائي الشيعي»، قال:»اشكر الرئيس بري واخصه بالشكر ونقطة على السطر»، واشار الى ان حزب الله «كان دائماً ضد كل الإصلاحات في البلد».   

لا استشارات

ومع رميه كرة النار الى حضن “حزب الله” وعلى اعتبار، كما تصف المصادر، ان العهد العوني “احترق” في سنته الاخيرة، تؤكد مصادر مطلعة على الاجواء العونية لـ”جنوبية” ان لا تحديد لموعد جديد للاستشارات قبل حصول اتفاق على اسم رئيس للحكومة المفترض، وتشكيلة الحكومة وبرنامجها، وذلك لعدم تكرار تجربة تكليف الحريري، وهذا يعني ان لا استشارات قريبة في ظل رفض «نادي رؤساء» الحكومة تبنّي اي مرشح جديد لموقع الرئاسة الثالثة، وثمة قرار متخذ بتحميل العهد مسؤولية اجهاض مهمة الحريري، وعدم المساهمة بتقديم اي حلول.

حكومة دياب والانتخابات

وفي حين ان من المرجح استمرار الشغور، والاتكاء على حكومة تصريف الاعمال التي يرفض الرئيس حسان دياب تفعيلها، وذلك الى موعد الانتخابات النيابية، هذا اذا حصلت في موعدها، تؤكد مصادر متابعة ان “الثنائي الشيعي” ورئيس الجمهورية ميشال عون في صد التفاهم معدياب للقيام بورشة حكومية لاتخاذ اجراءات مالية واقتصادية للحد من الاثار الكارثية للانهيار وخصوصاً مع انعدام اي فرصة لتأليف حكومة جديدة.

الشارع ينفجر مجدداً

وبعد إعتذار الحريري، انفجر الشارع مجدداً في وجه السلطة، وشهدت الشوارع مواجهات بين عناصر الجيش والشبان في الشارع، قرب مدرسة عمر فروخ في محلة الكولا والمدينة الرياضية.

وقطعت الطرقات عند مستديرة الكولا بالاتجاهين، طريق السراي في صيدا، اوتوستراد البداوي بالاتجاهين في محلة الأكومي، كورنيش المزرعة بالاتجاهين، أوتوستراد السيد هادي بالاطارات المشتعلة، اوتوستراد المحمرة بالاتجاهين، طريق المطار، طريق عام تعلبايا بالاتجاهين، طريق المنية العبدة الدولية، طريق طلعة عرمون، وأوتوستراد الاسد باتجاه بيروت.

لا تحديد لموعد جديد للاستشارات قبل حصول اتفاق على اسم رئيس للحكومة المفترض وتشكيلة الحكومة وبرنامجها!

وشهد عدد من الشوارع فوضى كبيرة ابرزها في الطريق الجديدة، حيث سادت حال من التوتر بين المحتجين والجيش.

وحصلت اشتباكات من جهة الجامعة العربية المدينة الرياضية بين شبان وعدد من عناصر الجيش. وتحدثت المعلومات عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الجانبين.

الدولار يطير

تزامنًا، وبعدما وصل سعر صرف الدولار في السوق الموازية قبل زيارة الرئيس سعد الحريري إلى بعبدا، لحدود الـ19200 ليرة، عاود الدولار ليرتفع بشكل جنوني بعد اعتذاره، إذ تراوح سعر صرف الدولار ما بين الـ19900 و20000 ليرة ما بين مبيع وشراء. وبعد ساعة من الاعتذار، وصلت التسعيرة لغاية الـ21500.

الازمات مستمرة

على صعيد الازمات المعيشية والحياتية، وبعد الارتفاع الجنوني للدولار أقفلت المؤسسات التجارية أبوابها تحسبًا لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.

واعلن مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انه تم انجاز اتفاقية المليون طن الخاصة بالفيول مع العراق، وسيتم توقيع العقد خلال يومين، بحيث نتسلم الكمية خلال اسبوعين.

إقرأ أيضاً: «صرير عظام» حكومي والحريري يَحشر عون..وكل السيناريوهات قاتمة بعد الإعتذار!

في المقابل، اعلن عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس انه «اذا بدأ مصرف لبنان برفض اعطاء الموافقات المسبقة لاستيراد المحروقات، فهذا يعني اننا سنعود الى ازمة خانقة كالتي شهدناها أخيراً”.

وكانت معلومات  قد اشارت الى ان أزمة المازوت والبنزين مستمرة والى المزيد من التأزم. وعلى الرغم من تفريغ باخرة مازوت لدى منشآت النفط إلا ان الكمية لم تكن كافية لأنها تشكّل ٢٥% من حاجة السوق وقد أعطيت الاولوية في التسليم إلى المستشفيات والافران في وقت تزداد الحاجة إلى المادة في ظل انقطاع مستمر في الكهرباء. 

اما في موضوع البنزين، فالمادة اليوم باتت شبه مفقودة مجدداً في ظل وجود ثلاث بواخر راسية قبالة الشاطئ اللبناني تنتظر  فتح الاعتمادات وفق آلية ٣٩٠٠ ليرة لتفريغها ،على الرغم من ايعاز حاكم مصرف لبنان بفتحها على مدى اسبوعين، ففتحت الاسبوع الماضي ولم تفتح هذا الاسبوع.

في الموازاة، أعلن تجمع اصحاب الصيدليات «أنه لم يعد يستطيع الاستمرار في العمل لخدمة المرضى، والتوقف عن العمل اعتبارا من صباح اليوم الجمعة الى حين اقرار وزارة الصحة جداول ومؤشر الأسعار وتأمين الحماية للصيدليات لنتمكن من الاستمرار برسالتنا».

السابق
باريس غاضبة من عون.. مسؤولية التعطيل على الرئيس وصهره!
التالي
لحظة الارتطام بدأت.. لا حكومة الا وفق التوقيت الايراني: ماذا بعد الاعتذار؟