الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين(8): «حزب الله» يهيمن على المؤسسات الشيعية لإسكات أصوات الحق!

السيد علي الأمين
الكل بات يعلم بوضوح طموح نهج ولاية الفقيه، ورغبة حزب الله المزمنة ومنذ يوم وجوده الأول على الساحة اللبنانية وعلى المشهد السياسي الداخلي في لبنان، كحزب إلغائي يريد الهيمنة على كل شيء، وكحزب شمولي يهدف للسيطرة على كل شيء، من العقول إلى النفوس إلى الأموال إلى المؤسسات، ومنها المؤسسات الشيعية الرسمية والاجتماعية الخاصة.

ليس طموح حزب الله ورغبته بالسيطرة على كل مفاصل المؤسسات في لبنان بالشيء الخفي، ليكون الحديث عنها مما يكشف مُغطَّئاً، ويؤكد هذا التوجه عند حزب الله ومساعيه الدائمة، عبر سياساته العملية لاختراق جميع المؤسسات، بزرع ممثلين له فيها يفرضون هيمنته، فيقربون من يشاؤون، ويستبعدون من يشاؤون، وهذا بالفعل ما عانى ويعاني منه الكثير من رموز الشيعة في مختلف المراحل، وبالخصوص علماء الدين الشيعة، ومنهم العلامة الفقيه السيد علي الأمين، الذي بعد أن كان مطروحاً لرئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، خلفاً للإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وبعد أن كان يمارس مهامه كمفت لمنطقة صور الجنوبية وجوارها، بل وبعد أن كان المرجعية في كثير من الشؤون الدينية والسياسية والاجتماعية لأهل الجنوب، بعد كل هذا الواقع، تم حذفه من ذاكرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومن دوره في دار الإفتاء الجعفري، ومن حضوره كمرجع في الشؤون الدينية والسياسية والاجتماعية لأكثر الجنوبيين، بتدخلات حزبية إقصائية لمجرد انتقادات صدرت منه بعد حرب تموز 2006!  

إقرأ أيضاً: الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين (7): «حزب الله» يتلطى وراء سلاحه.. ويتهم «أهل المقاومة» بالتحريض على نزعه!

فهل يوجد بعد هذا الإقصاء وهذه الهيمنة،  ما هو أوضح على سياسات حزب الله الإقصائية والإلغائية؟ 

حرب تموز وخطف الجنديين 

علماً، أن انتقادات العلامة الأمين بعد حرب تموز 2006، انصبَّت على تفرُّد حزب الله بقرار السلم والحرب، نيابة عن اللبنانيين عامة والشيعة خاصة، مما كلَّف الطائفة الشيعية ما لا طاقة لها به، وهذا هو ما كان محور انتقادات العلامة الأمين، وهو ما ينسجم مع أولى مواقف الرئيس نبيه بري في بداية حرب تموز 2006، مواقفه من قضية خطف الجنديين الإسرائيليين عند الحدود، حيث كثَّف الرئيس نبيه بري يومها – بحسب التسريبات –  اتصالاته بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ليعمل على إرجاع الجنديين الصهيونيين، لأن بنك أهداف إسرائيل يومها كان يبحث عن ذريعة قوية للتدخل الإسرائيلي العسكري المُدمِّر، وذلك طبعا بحسب ما تم تسريبه عن لسان الرئيس بري يومها ، وقد باءت محاولاته للتهدئة بالفشل، بسبب تصلُّب قيادة حزب الله، وتعنُّت مرجعيتها السياسية، فهل توجد هيمنة أخطر وأوضح من هذه الهيمنة ؟!   

حزب الله يخترق المؤسسات الشيعية الرسمية والخاصة بتعيين ممثلين له فيها 

    وهذه الهيمنة وهذا التسلط، هما ما أثارا بعد الحرب، حفيظة العلامة الأمين وهو على المنبر في إحدى المناسبات في بلدة رشكنناي الجنوبية، فانتقد انفراد حزب الله بالقرار، فتضاعفت الحرب من حينها لإلغاء المفتي الأمين، عبر تشويه السمعة وترويج الإشاعات المُضادة والدعايات والمفتريات المُغرضة، بهدف العزل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، وعبر الضغط على الرئيس بري، لإبعاد العلامة الأمين عن المؤسسات الشيعية الرسمية وعن مركز القرار في الدائرة الشيعية، فوصل حاله إلى ما هو عليه الآن من الحصار، واقامة الدعاوى الباطلة ضده التي تتهمه بالفتنة والعمالة، وتخريب علاقاته وروابطه في البيت الشيعي الداخلي، ولم يجد العلامة الأمين متنفساً سوى تفعيل انفتاحه على فاعليات الطوائف الأخرى في لبنان، ومضاعفة مشاركاته في المؤتمرات الفكرية العالمية ممثلاً للشيعة في دول العالم .

سيطرة الحزب على المؤسسات الشيعية 

    والشواهد على هيمنة حزب الله على المؤسسات الرسمية الشيعية واضحة، من خلال تأخيره الموافقة على ترؤس الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مدة خمس عشرة سنة، وتجميده انتخاب رئيس للمحاكم الشرعية الجعفرية لخمس سنين، وزرعه نائباً لمدير هيئة التبليغ الديني في المجلس الشيعي، تمكن هذا النائب من قطع رواتب جميع المشايخ المستقلين، والمشايخ المعارضين للحزب من الهيئة المذكورة، إلى كثير من تدخلات حزب الله المباشرة وغير المباشرة في مختلف الدوائر الرسمية وغير الرسمية، سيما القضائية الشرعية والمدنية والجزائية والإدارية والدينية والخيرية والتجارية والمالية، إلى جانب ما لا يُحصى من تدخلاته التخريبية في المؤسسات الخاصة!  

فقد استولى بطريق غير مباشر على قرار كلية الدراسات الإسلامية في جامعة ،IUL من خلال تعيين مجموعة من مسؤوليه، كأساتذة في الكلية المذكورة، منهم مدير مكتب أمينه العام الشيخ علي جابر، ومسؤوله الثقافي المركزي الشيخ أكرم بركات، وقاضي محكمة الحزب الشيخ علي طالب، وسابقاً أستاذ حوزة الحزب الشيخ محمد شقير، الذي فرضه الحزب لمدة عميداً للكلية المذكورة، قبل أن يتم تفريغ الشيخ شقير في الجامعة اللبنانية، وكانت بعض الرسائل والأطروحات الجامعية، في زمن عمادة الشيخ شقير تُهدى لقيادة الحزب في مقدماتها!  

زرع حزب الله  نائباً لمدير هيئة التبليغ الديني في المجلس الشيعي يقطع رواتب المشايخ المعارضين للحزب  

وكان وما زال الهوى الحزبي، يتحكم بنتائج بعض المناقشات في الكلية المذكورة، إلى جانب فرض الحزب لبعض رموزه أساتذة في كلية الحقوق في الجامعة المذكورة وفي بقية كلياتها وفي الجامعة اللبنانية وغيرها وغيرها والحديث في ذلك ذو شجون.   

    وأما تدخلات حزب الله  الأمنية على كل صعيد داخل لبنان وخارجه فحدِّثْ ولا حرج. ١فهل بعد كل هذا يكون العلامة السيد علي الأمين بما قاله ملوماً، بل يكون به عندنا جديراً! 

السابق
في بريتال.. «ولعت» بين الجيش ومهربين!؟
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 14/7/2021