طبارة لـ«جنوبية»: حراك اميركي فرنسي سعودي لحكومة تلجم الأنهيار

رياض طبارة
منذ بداية الأزمة كانت الطبقة السياسية تملك اليد الطولى، في عدم تأليف حكومة والقيام بالاصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي. اليوم تبدل المشهد ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، يملكون العديد من الاوراق التي قد تؤثر على سلوك الطبقة السياسية بهدف تأليف حكومة، وأبرز دليل على ذلك حركة الموفدين الدوليين والسفراء الناشطة في لبنان.

يدل خبر تأجيل زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا التي كانت مقررة اليوم، إلى ما بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا الاربعاء، على تقدم المعطى الدولي في الملف اللبناني على المعطى الداخلي، الذي كان هو المتحكم والمعرقل الاساسي  لتأليف حكومة وفق معايير المجتمع الدولي. إذا إنقلبت الآية هذه المرة، صحيح أن أسباب عن ولادة حكومة الرئيس الحريري منذ أكثر من 9 أشهر هي من “عنديات الطبقة السياسية اللبنانية”، على حد تعبير رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكن إخراجها من عنق الزجاجة سيكون بدفع دولي وإقليمي، تجلى بشكل ظاهر منذ اللقاء الذي جمع الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، وكان الملف اللبناني أحد أطباقه، وأُستكمل بإجتماع وزراء الخارجية الاميركية أنطوني بلنكن والفرنسي جان ايف لو دريان والسعودي فيصل بن فرحان منذ أسابيع، وما تبعه من تحرك على مستوى السفارة الاميركية و الفرنسية والسعودية في لبنان.

اقرأ أيضا: الحريري إلى المربع الحكومي الأخير..و«عهد التعطيل» يَنشر العتمة!

كل ما سبق يشي بأن ثمة حراك دولي مختلف، عن كل الجولات المكوكية والمبادرات التي أطلقها المجتمع الدولي لإخراج لبنان من أزمته، فأين تقع نقاط الاختلاف وماذا ستنتج؟

يوافق سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة “جنوبية” على أن “الاهتمام الدولي تجاه لبنان هذه المرة مختلف السمات”، واصفا إياه بأنه “هجمة من هجمات الخارج تجاهه لتصحيح أموره  وعدم السماح بإنهياره، وهي في الاصل نتيجة إتصالات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الاميركي جو بايدن حصلت سابقا لإدخال الزخم الاميركي إلى الضغوطات الدولية لحل الازمة اللبنانية”، لافتا إلى أنه”منذ ذلك الوقت تغير الجو الاميركي وبات فعّالا أكثر وتظهّر في إجتماع وزراء الخارجية الاميركي والفرنسي والسعودي في روما منذ أسابيع، وكان إجتماعا مهما جدا لأنه فتح باب إدخال المملكة العربية السعودية إلى هذه الهجمة الدولية لحل الازمة، وتم تكليف السفراء الاميركية دوروثي شيا و الفرنسية آن غريون  لزيارة السعودية، والاجتماع مع السفير السعودي وليد البخاري بهدف زيادة الضغوط تمهيدا لتشكيل حكومة”.

طبارة لـ«جنوبية»: الاهتمام الدولي تجاه لبنان هذه المرة مختلف السمات

يضيف:”كل ما تقدم يدل على أن المملكة العربية السعودية مهتمة بالملف اللبناني، وهي تدخل في ملف تشكيل الحكومة وبشكل جدي، وتتزامن مع عقوبات أوروبية لوح بها الموفد الفرنسي باتريك دوريل، في زيارته الاخيرة إلى لبنان وسيتبعه زيارة لممثلي صندوق النقد الدولي”. 

يرى طبارة أن “تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حول ما ينص عليه الدستور بشأن تأليف الحكومة، دليل على حجم الضغوطات التي تمارس عليه وبوادر حل لتشكيل حكومة”، معتبرا أن “العقوبات الأوروبية التي يتم التلويح بها على الطبقة السياسية المعرقلة لتشكيل حكومة، هي أقسى من العقوبات الاميركية لأنها منع سفر وحجز أموال، ومعظم أموال الطبقة السياسية موجودة في أوروبا ، كما أن منع السفر سيكون عند كل دول أوروبا وبالتالي هي عقوبات موجعة، وأعتقد أن دوريل أتى حاملا هذا الملف والمهلة حتى أول آب لتغيير سلوك هذه الطبقة”.

طبارة لـ«جنوبية»: تصريحات عون حول ما ينص عليه الدستور بشأن التأليف دليل على حجم الضغوطات عليه وبوادر حل للتشكيل

ويشدد على أن “ما يحصل في لبنان اليوم يختلف عما يحصل في الماضي، ومحاولات ماكرون السابقة لم تستطع كسر الفساد المستشري، لكن نوعية الهجمة والضغوط الممارسة من قبل الاميركيين  والفرنسيين والسعوديين اليوم تختلف عن الضغوط الماضية”، لافتا إلى أن “المصريين مساندين لهذه الضغوط لتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الاقتصادية وتمنع الانهيار وليس حكومة إجراء إنتخابات”،  ويعتبر أن” نتائج الانتخابات لن تغير كثيرا في تركيبة الطبقة السياسية والوضع في لبنان لا يتحمل المماطلة والانتظار لعام ونصف قبل الانهيار”.

ويختم:”الجميع يعلم ان الانهيار وشيكا، ولا وقت إلا لتشكيل حكومة تمنع الانهيار، وتقوم بإصلاحات في الاقتصاد والحد من الفساد والهدر وليس القيام إصلاحات سياسية بنيوية”.

السابق
الجنوب نحو العتمة الشاملة.. مولدات صور تتوقف عن العمل!
التالي
بالفيديو: هرج ومرج أمام منزل وزير الداخلية.. وسقوط جرحى في صفوف أهالي شهداء المرفأ!