فيما ترتفع صرخات الشعب المتلوعة من الازمات المالية والمعيشية لتضاف اليها مشكلة قطع الطرقات على المواطنين أنفسهم، اصدر العلامة الشيخ محمد علي الحاج العاملي فتوى بحرمة قطع الطرقات على عموم الشعب اللبناني، وبوجوبه على الشخصيات السياسية الفاسدة.
وحسب بيان نشرته صفحة “استفتاءات شرعية مع الشيخ العاملي”، يقول نص الإستفتاء:
“أشارك أنا وأبناء عمومتي في بعض الأحيان، في قطع الطرقات احتجاجاً على تردي الأوضاع الإجتماعية في لبنان، كي نضغط لإسقاط المنظومة الفاسدة.. ونسمعُ البعضَ يقول بأننا نؤثم في حال تضرر شخص ما من تسكير الطرقات، السؤال ألا تعتبر ذمتنا بريئة لكوننا نهدف لتحقيق أمر أخلاقي ووطني شريف وكبير، ولو حصل أذية لعدد محدود من المواطنين؟
جواب الشيخ العاملي: الطرقات العامّة من المشتركات في الفقه الإسلامي التي منفعتها لعموم الناس، لا يجوز قطعها من ناحية مبدئية؛ لكن يستثنى من ذلك مورد التأثير المباشر على الدولة، ذلك عند فرض إمكانية تحسين سياستها، وتصويب أدائها.. فإنّه حينها قد يُقال بوجوب إقفال الطرقات لتحقيق ما هو أسمى وأهم.
لكن في مفروض السؤال أن الضغط لا يتحقق ضد السلطة، كون إقفال الطرقات يحصل ضد عامة الشعب حصراً وليس ضد السلطة، بل يزيد إقفال الطرقات بوجه الشعب من الضغط على الشعب وليس على السلطة.. لذا لا يجوز ذلك.
وبكلّ الأحوال يحرم قطع الطرقات في مورد تضرر المارة، وعند أذية أصحاب المصالح، وفي حال تمّ تلويث البيئة بإشعال الإطارات، وسواها من أضرار ومفاسد على عموم الشعب..
ويبقى أنّ إقفال طرق المسؤولين والفاسدين هو أمر واجب، وعليه يستحسن تحديد الأهداف بشكل دقيق، بأن يتم إقفال الطرقات على كبار الفاسدين في السلطة، وبذلك نعزز واقع الثورة، عندما لا نضع العراقيل في وجه الشعب، وعندما نمد الشعب بمقومات الصمود في وجه السلطة المستبدة”.
