الغضب الجنوبي «يسطع» في الشارع على وقع «جنون» الدولار.. والبنزين!

قطع طرق مبرمج في الجنوب
يوم آخر من ايام الانهيار التدريجي للوضع الاقتصادي والحياتي، حط بثقله على الجنوبيين، الذين تعطلت حياتهم، بعدما أصيبوا بمزيد من الإحباط والقلق، جراء التدهور الاقتصادي الكبير وانهيار الليرة، وسعيهم وراء محطات البنزين وتجار الغالونات لقضاء احتياجاتهم وتنقلاتهم الملحة، على وقع توالي محطات البنزين التوقف عن العمل.

كأنها تداعيات الحرب، تلك هي الصورة في الشارع اللبناني والجنوبي: البحث عن بنزين، شراء مزيد من الحاجيات والمواد الغذائية، وشوارع واسواق فارغة ووجوه ذابلة وشاحبة قلقة من الغد.المواطنون “المقبوضون”، يتفاعلون بشكل هستيري مع جنون الدولار، وهبوط ليرتهم إلى القعر ومعها أحلامهم ومستقبل أبنائهم.

اقرأ أيضاً: إنتفاضة معيشية من الجنوب الى الشمال..وعتب صيداوي على «الشعب الساكت عن الفاسدين»!

لا شيء يفرحهم او يخفف من روعهم، في وقت ترتفع فيه السجالات والقصف السياسي على كل الجبهات .لم يجد سوى قلة من الجنوبيين، من صيدا إلى الزهراني وصور وبنت جبيل والنبطية وحاصبيا،  التي تكاد مدنهم وبلداتهم تفرغ حتى من الأمل، التعبير عن غضبهم تجاه ارتفاع الدولار وفقدان البنزين والمازوت وكل ما يتعلق بمتطلبات عيشهم اليومي، بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة على طول الخط الساحلي الممتد من صيدا وصولا إلى صور ودوار النبطية_ كفرمان، تكفل بها عشرات من الشبان من حراك انتفاضة ١٧ تشرين، وآخرين ممن سدت كل سبل الحياة في وجههم.

تميل الصورة إلى الأكثر سوداوية، بحيث كانت الايام الماضية، تمهد إلى هذه الذروة جراء ارتفاع سعر الدولار، ما تؤشر المعطيات السياسية والاقتصادية إلى استمرار تصاعده ودون سقف، وتوالي اعلان اصحاب محطات البنزين التي كانت ما تزال تعمل إلى الأمس، عن رفع خراطيمها( ورفع العشرة)إلى اجل غير مسمى، ما يوحي بأن ترشيد الدعم لن يكون افضل على مستوى التخفيف من أزمة الطوابير.

وبعد إقفال محطات عديدة في الجنوب، أعلنت اليوم إحدى المحطات(الحريري) في دير قانون النهر، عن التوقف عن العمل معيدة قرارها إلى عدم تأمين حمايتها،  بعد رفع القوى الأمنية والأحزاب والبلديات مسؤوليتها، لجهة التدخل في حل الإشكالات على المحطات.وكورنيش صور الجنوبي أحد مساحات الفرح في الصيف، كان في الأيام القليلة على غير عادته لناحية الاكتظاظ بسبب الاوضاع الاقتصادية وأزمة البنزين.

هذا الكورنيش الذي يتميز بمطاعمه ومقاهيه، كان من المفترض أن يشهد هذه الليلة افتتاحا رسميا، بدعوة من بلدية صور وجمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية برعاية وزير الثقافة عباس مرتضى، وقد تم تأجيله بسبب التطورات الاقتصادية واقفال الطرقات الساحلية. 

السابق
بالصور: أخفيت داخل ألواح حديدية.. محاولة تهريب أكثر من 14 مليون قرص مخدر من لبنان الى السعودية!
التالي
بانتظار تسعيرة الـ 3900.. هل ستُقفل محطات البنزين؟