«القوة الناعمة» الأميركية تضرب إعلام إيران وحلفائها!

حجب موقع "برس تي في"

شنّت الولايات المتحدة حرباً، لفرض «العمى الإلكتروني» على إيران وحلفائها، في إطار ما يُعرف بـ«الحرب الناعمة»، وهو ما تجلّى في إيقافها 33 موقعاً إلكترونياً، تدعمها طهران في دول عدة من الشرق الأوسط.

وتأتي هذه الخطوة بعد الكشف عن وجود سفن حربية إيرانية تتّجه نحو فنزويلا، تحمل السلاح إلى «الحديقة الخلفية» للولايات المتحدة، ما يعكس تعاظم الصراع بين واشنطن وطهران، والعداء المستحكم بينهما في المنطقة وخارجها.

ويعتمد مفهوم «القوة الناعمة»، على التأثير الثقافي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي. ورغم أن مجال فعاليتها متواضع إجمالاً، فهي تسعى إلى التأثير على الواقع الباطني للشعوب، وتعد شكلاً من أشكال القوة التي تحاول تحقيق بعض الأهداف أو بث الرسائل الديبلوماسية أو المباشرة في محاولة لتغيير واقع معين قبل أو من دون استخدام «القوة الصلبة» العسكرية.

ومن الصعب إعطاء سبب واحد محدد لموقف الولايات المتحدة، خصوصاً أن الشرق الأوسط يمر في مرحلة تحوّلات على جبهات عدة. فهناك الهجمات المتتالية من الفصائل العراقية ضد القواعد الأميركية واستخدام هؤلاء طائرات مسيرة انتحارية من الصعب جداً ردعها.

«الحرب الناعمة» تُمارس يومياً من دول عدة موجودة على خريطة الشرق الأوسط

وقد مارست «المقاومة» العراقية هذا الأسلوب الذي استخدمته إسرائيل للمرة الأولى ضد أهداف عراقية تابعة للقوى الأمنية ودمرت سبعة مراكز أسلحة وتخزين.

ومن غير المُستبعد أن تكون «الهجمة الأميركية» على المواقع الإلكترونية التي تدعمها طهران، جزءاً من الرد على انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لـ«الجمهورية الإسلامية» وإعلانه أنه لن يقبل لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأعلنت وزارة العدل الأميركية، ليل الثلاثاء، أنه «استناداً إلى قرارات قضائية، استولت الولايات المتحدة على 33 موقعاً يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلامية وثلاثة مواقع إلكترونية لكتائب حزب الله العراقية في انتهاك للعقوبات الأميركية».

لكن الوزارة لم تكشف هوية الشركات الأميركية المالكة لهذه النطاقات التي تستضيف هذه المواقع ولم توضح الإجراءات التي ستتخذ في إطار انتهاك هذه العقوبات.

ويحول إدراج اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية على القائمة الأميركية السوداء، دون تعامل الأميركيين والشركات الأميركية والأجنبية منه أو مع فروع له.

يعتمد مفهوم «القوة الناعمة»، على التأثير الثقافي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي

ومن المواقع والقنوات التي تم الاستيلاء عليها، موقع قناة تلفزيون «العالم» الإيراني الرسمي وقناة «اللؤلؤة» البحرينية وقناة «المسيرة» الحوثية وقناة «فلسطين اليوم» وقناة Press TV، بالإضافة إلى قنوات عراقية عدة، منها «الفرات» و«آسيا» و«آفاق» و«النعيم» و«المسار» و«الإشراق» و«كتائب حزب الله» و«صابرين نيوز»، و«الأنوار» و«الكوثر» و«النبأ» ومنصة «كاف» و«الصراط» و«الهدهد» ووكالة «المعلومة» وقناة «كربلاء».

وغالبية هذه المواقع تنتمي لإيران مباشرة أو لحلفائها، وتالياً فإن الرسالة الأميركية موجهة إلى طهران التي تفاوض أميركا (على نحو غير مباشر) على الاتفاق النووي الذي لم تتبيّن معالمه بعد حتى ولو ان التسريبات تُشير إلى تقدم كبير.

إلّا أن مصادر «الراي» تؤكد أن «الطريق طويل وأن أموراً مهمة مازالت عالقة لأن أميركا لا تريد رفع كل العقوبات لاعتبارها أنها وإيران في حال عداء وليس في حال تقارب».

إقرأ ايضاً: الجنوب «يحترق» بلا بنزين.. مكي يسأل عبر «جنوبية»: أين ذهب مخزون الشركات بنحو 350 مليون ليتر؟!

وفي السياق، قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس حسن روحاني، إن طهران «ستلجأ الى كل الوسائل القانونية (…) لإدانة هذه الخطوة وأيضاً كشف هذه السياسة الخاطئة من الولايات المتحدة، والتي تبدو غير بنّاءة في حين تجرى مباحثات في شأن الاتفاق حول البرنامج النووي».

«الحرب الناعمة» تُمارس يومياً من دول عدة موجودة على خريطة الشرق الأوسط. وقد دخلت أميركا اللاتينية على خط المواجهة لأن إيران تعتبر أن من حقها توقيع أيّ اتفاق عسكري وتسليحي مع أيّ دولة في العالم حتى ولو كانت بمثابة «الحديقة الخلفية» للولايات المتحدة.

فطهران تعتبر أن أميركا تلعب وتحتل وتسلح وموجودة في قواعد عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وتالياً فإن إيران ترى أن ما يصح على أميركا يصح عليها أيضاً.

السابق
أسرار الصحف ليوم الخميس في 24 حزيران 2021
التالي
لقاء خلدة محطة لترميم «البيت الدرزي» من موقع الاختلاف