السوق السوداء جنوبا تحلق فوق «تسعيرة» غجر.. «غالون البنزين» بـ ٢٥٠ الف! 

الوزير ريمون غجر وازمة البنزين
كل الوعود بحلحلة في موضوع البنزين لم تتحقق اطلاقا، بل على العكس فإن الأزمة زادت حدة، و منسوب طوابير السيارات أمام المحطات يرتفع مع وصول الصهاريج إلى المحطات وبعد أفراغها.

محطات البنزين على طول وعرض الجنوب، لا سيما التي تفرج عن كميات البنزين لديها، تشهد منذ الصباح زحمة غير مسبوقة، خاصة بعد كلام وزير الطاقة ريمون غجر أمس عن بلوغ سعر صفيحة البنزين ٢٠٠ الف ليرة في حال رفع الدعم الكلي، حيث يتزامن ذلك مع ازدهار السوق السوداء.

اقرأ أيضا: لا مفر من رفع الدعم عن البنزين.. ما البدائل؟

دفع محمد ب.  مبلغ مئتين وخمسين الف ليرة لبنانية بدل (غالون) بنزين سعة 10 ليترات اشتراها من السوق السوداء، التي تشهد رواجا كبيرا ومهنة إضافية للمئات، الذين يملؤون خزانات سياراتهم ثم يفرغونها ويبيعونها، لزبائن (دسمين) غالبيتهم أتوا من الاغتراب، لتمضية عطلة الصيف عند اهلهم في الجنوب.

السوق السوداء تشهد رواجا كبيرا ومهنة إضافية للمئات الذين يملؤون خزانات سياراتهم ثم يفرغونها ويبيعونها، لزبائن (دسمين)

اضطر محمد لدفع هذا البدل، نظرا لضرورة انتقاله من بنت جبيل إلى صور لعيادة أحد أفراد العائلة، وهذا الأمر لم يقتصر على هذا الزبون، فهناك آخرون يدفعون بدل مماثل لسعر الغالون الشفاف الذي يظهر بريق لون البنزين الأزرق، الذي يتخصص أفراد يتعاونون مع بعض المحطات، للحصول على كميات من البنزين ليلا بواسطة الغالونات بأسعار غير رسمية تدر أرباحا على الطرفين.

كميات البنزين التي تخرج من خزانات الشركات إلى كل المحطات في لبنان والجنوب، غير كافية لتغطية سوقين وليس سوقا واحدة بشهادة الوزراء والموزعين والأجهزة الأمنية التي تواكب هذا الملف . ولكن هذه الكميات تسلك في معظمها طرق غير طرق المحطات. فمنها ما يهرب الى الخارج ( سوريا) ومنها ما يذهب إلى التخزين خارج المحطات، والسوق السوداء والمنازل التي يمون أصحابها المادة كأي حاجة منزلية اذا توفر تأمينها بسهولة.

كميات البنزين التي تخرج من خزانات الشركات إلى كل المحطات غير كافية لتغطية سوقين وليس سوقا واحدة

والى كل هذا الحشر اليومي الذي يعيشه المواطنون، بات شغلهم الشاغل تأمين البنزين و مبيت سياراتهم أمام المحطات ليومين. و يسجل أقدام بعض المحطات على بيع الصفيحة عشرين ليترا بسعرها الرسمي لكن الكمية الفعلية التي توضع في خزان السيارة لا تتعدى ال١٥ ليترا .،  ناهيك عن نوعية البنزين الرديء الذي يرتد على محركات السيارات من اعطال ومشاكل.

السابق
«هزُلتْ».. الحد الأدنى للأجور يساوي 3 تنكات بنزين!
التالي
تسريب لقيادي في أمل يشعل الكباش مع التيار الحر افتراضيا.. «يعير المسيحيين بحجمهم»!