«حرب البيانات» تُكرس «عُزلة» عون..والتأليف بين الشارع و«مار مخايل»!

بيانات بعبدا وردود عين التينة عليها، اجج الخلاف بين الرئاسات الثلاث وجمد ملف تأليف الحكومة الى اجل غير مسمى. وبين التصعيد الحكومي وتحريك الشارع يموت اللبنانيون يومياً الف مرة معيشياً واجتماعياً.

كلما شعر رئيس الجمهورية ميشال عون ان صهره النائب جبران باسيل يغرق، يسانده ببيان من “كبير المستشارين” الوزير السابق سليم جريصاتي، فيسقط باسيل ومعه قصر بعبدا، في مزيد من خرق الدستور وحرق الجسور مع الجميع.

هكذا توصف مصادر متابعة لملف التأليف ما يجري، وتقول لـ”جنوبية” ان محاولة عون وباسيل رمي كرة التعطيل على الرئيس المكلف سعد الحريري وتحميل “حزب الله” مسؤولية دعم الحريري على حليفه، ومن باب “الحياد السلبي” مع بعبدا وميرنا الشالوحي مردودة وباطلة.

وتقول ان وصف بيانات عون لبري بأنه طرف وليس وسيطاً نزيهاً، وان مبادرة بري ليست صالحة، سيعيد ملف التأليف الى الصفر وسيؤجج الخلاف بين بعبدا وعين التينة.

محاولة عون وباسيل رمي كرة التعطيل على الحريري وتحميل “حزب الله” مسؤولية دعمه مردودة وباطلة

وتشير الى ان اصدار عون فرمان اسقاط مبادرة بري، ببيان رئاسي ومتجاوزاً ان مبادرة بري وافق عليها الشرق والغرب ودعمها وان عون وافق عليها وارسل العديد من الرسل الى عين التينة، استدعى ردود قاسية من بري.

وعلى وقع حرب البيانات المستعرة بين الرئاسات، تلبدت الاجواء على ضفة التشكيل الحكومي، وزادت الامور تعقيدا ما اعاد حركة الاتصالات السياسية، فزار رئيس الحزب الاشتراكي عين التينة وغادر من دون الادلاء باي تصريح.

لقاء عاصف بين باسيل وصفا!

وبين التصعيد النهاري بين عين التينة وبعبدا، والتبريد المسائي بين حارة حريك والبياضة، تؤكد معلومات لـ”جنوبية” ان مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا التقى بالنائب جبران باسيل مساء امس، ووصفت المعلومات اللقاء بالعاصف و”غير الودي”!

وفيق صفا التقى باسيل مساء امس ووصفت المعلومات اللقاء بالعاصف و”غير الودي”!

وقد وضعت كل الملفات على الطاولة، ومنها ملف الحكومة والعلاقة المتأزمة بين الطرفين، وكذلك تعليق تفاهم مار مخايل لعام حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية، بعد وصول الامور الى مستويات خطيرة من التصعيد وخصوصاً في ملف الحكومة.

إقرأ ايضاً: تجاوب جنوبي خجول مع دعوات «الثنائي» إلى التظاهر..و«تجار الأزمات» ينتعشون بقاعاً!

وقد ابلغ “حزب الله” الى باسيل رسالة واضحة، ان الحكومة ومبادرة بري مقابل التفاهم، الذي صار عبئاً على الحزب وعلى جمهوره ولا سيما بعد الانتقادات الاخيرة لنواب ووزراء التيار السابقين ومسؤوليه وقياداته.

سجالات نهارية

ولقاءات المساء تزامنت مع سجالات رئاسية نارية اذ توجه الرئيس بري نهارا برد عالي السقف على بيان الامس لقصر بعبدا فقال “بإسم الشعب اللبناني تحركت وأتحرك وقرار تكليف رئيس حكومة خارج عن ارادة رئيس الجمهورية الذي ليس له حق دستوري بوزير واحد وقال المطلوب حل وليس ترحالا والمبادرة مستمرة.

ورد بري ردت عليه رئاسة الجمهورية ببيان عنيف، معتبرة ان الحديث عن عدم حق الرئيس بالحصول على وزير واحد، يؤكد ان الهدف الحقيقي للحملات عليه هو تعطيل دوره في المراقبة واقصاؤه عن تحمل مسؤولياته.

عين التينة سارعت الى الرد على الرد، بتذكير الرئيس عون بقوله بعدم احقية الرئيس سليمان بأي حقيبة وزارية.

الاحزاب والسلطة تتظاهر ضد نفسها!

في ظل هذه الاجواء الازمات المعيشية تتفاقم على اللبناني، الذي يئن تحت عجز مواجهة الحياة اليومية صفر اليدين برواتب الطبقات المتوسطة المندثرة والمتحولة الى طبقات فقيرة.

وبات الفقراء يشكلون غالبية اللبنانيين في بلد يصنف عالميا بين الاغلى، وينتظر اقرار البطاقة التموينية أو التمويلية التي حضرت امس على طاولة اللجان فيما دعا الاتحاد العمالي العام الى الاضراب والتظاهر اليوم، ولفتت دعوة كل احزاب السلطة الى المشاركة في هذا التحرك.

السابق
تجاوب جنوبي خجول مع دعوات «الثنائي» إلى التظاهر..و«تجار الأزمات» ينتعشون بقاعاً!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 حزيران 2021