مجزرة معيشية «أبطالها» حيتان السياسة والمال..والغضب يَتمدد جنوباً وبقاعاً!

صيدلية فارغة
الغضبة تتمدد والانفجار بات وشيكاً في صفوف اللبنانيين، والذين لم يعد امامهم خيار، الا الشارع والثورة لوقف جماح سلطة وطبقة سياسية تمعن في إذلالهم يومياً وتعرضهم الى مجزرة معيشية تشمل كل مناحي الحياة. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

دخل لبنان امس في نفق خطير اضافي، يضاف الى سلسلة الاخطار التي تحدق بابنائه الذين ذاقوا ذرعاً، بما يتعرضون له يومياً من إذلال، بما تبقى في جيوبهم من مال يطفئون به ضنك العيش والمآسي التي لا تنتهي.

ومع إستمرار ازمة البنزين والمازوت والتقنين القاسي لكهرباء لبنان وللمولدات، ضرب جنون رفع الدعم المستلزمات الطبية وخصوصاً البنج ومستلزمات المختبرات وغسيل الكلى.

وبالاضافة الى انقطاع شبه كامل للادوية وتوجه الصيدليات الى الاضراب اليوم وحتى الاثنين، بسبب عدم تسليم الشركات للادوية على انواعها ولا سيما ادوية الامراض المزمنة من سكري وضغط وشرايين، بات الاطفال فوق عمر السنة بلا حليب عملياً بعد ارتفاع سعر علبة الحليب ما يقارب الـ190 الف ليرة كمعدل وسطي على اقل تقدير.

مع إستمرار ازمة البنزين والمازوت والتقنين القاسي لكهرباء لبنان وللمولدات ضرب جنون رفع الدعم البنج ومستلزمات المختبرات وغسيل الكلى

وفي حين لا يبدو ان هناك نهاية للازمات، بدأ الجنوبيون والبقاعيون يغلوون على وقع صراع حيتان المال والسياسة، وهم شركاء في نهب الثروات والودائع، واليوم يتقاتلون على الاحتكار ونهش لحوم الناس وتدفيعهم ثمن رهاناتهم وتلاعبهم بالدولار في السوق السوداء، ليجنوا المزيد من المال الحرام والقذر.

هذه الاجواء تعم المناطق اللبنانية، حيث باتت كلها بشعبها وشباببها وشيبها قنبلة بشرية موقوتة ستنفجر في اي لحظة تحت وطأة الغضب والحرمان.

غضب جنوبي

وإصطفَّت الطوابير المؤلفة من مئات السيارات عند مداخل محطات البنزين في الجنوب، فتسببت بزحمات سير خانقة على الطرقات، و عدا عن المشكلات اليومية من صراخ و عراك و إطلاق نار، تسببت الزحمة أيضاً بوقوع حادثَي سَير نتج عنهما جرحى، حالة إحداهم خطرة، بانت مظاهر جديدة بسبب الطوابير، حيث بدأ الَّذين يعانون من هذا الذلّ توثيق معاناتهم.

وشوهد في بنت جبيل عدد من الأهالي، قضوا ليلتهم في سياراتهم بانتظار دورهم، كما كان البعض يناوب على حفظ الدور مع اولاده او إخوته، و إحدى النساء، نابت عن زوجها من الساعة 11 ليلاً حتى الثالثة فجراً.

إقرأ ايضاً: سجال البياضة- بيت الوسط يُرنّح مبادرة بري..وماكرون «يؤنب» الأكثرية!

وانتشرت على مواقع التواصل، قصة فتاة من بلدة عيتا الجنوبية، تلعن المسببين بازمة البنزين بسبب والدها الذي عاد بعد منتصف الليل بسبب انتظار دوره في المحطة، مُنهك بعد نهار مضني بالعمل الشاق و مساء مثقل بالإنتظار.

مولدات صيدا بلا كهرباء!

وبعد الإتفاق مع اصحاب المولدات و البلدية على منع التقنين، عاد و انتفض اليوم اصحاب المولدات.

واعلن رئيس تجمع أصحاب المولدات الكهربائية في صيدا علي بوجي أنه بعد تعذر التوصل إلى برنامج لتقنين التغذية بالتيار الكهربائي لدى أصحاب الاشتراكات والإستمرار في تأمين التيار 24 ساعة في اليوم، فإنَّ مخزون مادة المازوت اوشك على النفاد، لذا ستتوقف المولدات عن العمل قسرياً بدءا من صباح يوم الثلاثاء المقبل الواحد تلو الآخر حتى تأمين كميات المازوت الكافية.

و قال احد اصحاب المولدات في صيدا: ” إذا ارادت البلدية الإستمرار بتشغيل المولدات 24/24 عليها ان تسعى لتامين مادة المازوت لنا، فنحن لن نشتريها من السوق السوداء، لنفدم خدمة للزبائن الَّذين يشنُّون علينا الهجمة تلو الأخرى بسبب ارتفاع فاتورة الإشتراك”.

البقاع

وأثار قرار المستشفيات الخاصة بالتوقف عن استقبال مرضى غسيل الكلى ما لم يتلقوا المستلزمات الاستشفائية والطبية المدوعومة حالة استنكار وامتعاض شعبي واسعة خاصة لدى اصحاب وذوي

مرضى غسيل الكلى، واعتبر المريض جهاد علي ان هذا القرار ان طبقته المستشفيات، تكون الدولة ترتكب جريمة انسانية كبيرة بحقنا، لان يموت المرضى امام ابواب المستشفيات. وقال صاحب مستشفى  ان وضعهم المالي لم يعد يحتمل، المشكلة ان الدولة تحمل المستشفيات أكبر من طاقتها، فيما الشركات تطالبنا بتسديد ثمن المستلزمات والأليات والادوية بسعر السوق السوداء بحجة عدم دفع فرق الدعم من قبل ​مصرف لبنان.

الادوية مقطوعة

وفي سياق متصل اعرب مواطنون بقاعيون عن تفاقم مشكلة انقطاع الادوية، وعدم اقتصارها على الأدوية الغالية وادوية الأمراض المزمنة، لينسحب الوضع الى ابسط الانواع، بشكل غير مسبوق، مما دفع بعشرات الصيدليات للاقفال يوم الخميس استباقاَ لقرار اقفالهم الذي اتخذوه والمفترض انه يبدا من يوم الجمعة حتى الاثنين.

واعرب المواطن ياسر مصطفى ان المشكلة تكبر مع فقدان مادة البنزين، “صرفت تنكة بنزين، ذقت اللوعة لعبيتها ب٧٠ الف ليرة، وانا دور على علبة دواء، وما لقيتها”. هكذا يصف الوضع الذي وصل اليه اللبنانيون مع عهد قوي بشرهم بجهنم وبئس المصير.

قطع طرقات

ودفع ذل الناس على محطات الوقود ناشطون في الحراك البقاعي لأن يقطعوا طرقات البقاع في تعلبايا وجديتا احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية وعلى انقطاع المحروقات والادوية من دون ان تجد السلطة حلاً لهذه الازمات التي تتضخم يوماً بعد يوم. وتفتح أبواب الغش والاحتيال والتلاعب بعدادي التسعيرة والمكيال.

 حيث ضبطت دورية تابعة لامن الدولة، برفقة مندوبين من مصلحة الإقتصاد والتجارة في البقاع ثلاث محطات ونظمت  محاضر بحق أصحابها في البقاع الغربي، وختمها بالشمع الأحمر لإقدام أصحابها على تخزين كمية من المحروقات والتلاعب بأسعارها، وضبط صاحب محطة محروقات في محلة الفيضة لبيعه صفيحة البنزين خلافاً للسعر الرسمي ولتلاعبه بكيل صفيحة البنزين، كما تم إلزامه ببيع كامل مخزون المحروقات لديه، وتم تنظيم محضر ضبط بحق صاحب محطة محروقات في بلدة قب الياس، لعدم وضع رصاصات على مضخات المحروقات.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم الخميس 10/06/2021
التالي
سجال البياضة- بيت الوسط يُرنّح مبادرة بري..وماكرون «يؤنب» الأكثرية!