كذبة حماية الأقليات.. مجلة أمريكية تكشف زيف نظام الأسد في حفظ الوجود المسيحي

بشار الأسد

يشكل المكون الديني في سوريا حالة شديدة الحساسية مع اندلاع المظاهرات ولعب النظام السوري على تغذية الوتر الطائفي ومحاولة جذب الأقليات إلى صالحه عبر عرض الحراك الشعبي كإسلام متطرف يريد خطف الدولة المدنية التي يدعي النظام حمايتها.

وفي قراءة لافتة لحال المكون المسيحي في سوريا وادعاء النظام الكاذب في حماية مسيحي المشرق، نشرت مجلة أمريكية تقريراً حمل عنوان “محنة اختفاء المسيحيين السوريين” والذي يسلط الضوء على مساعي نظام الأسد في إظهار نفسه على أنه حامي ديانة المسيحية في الشرق الأوسط.

وقالت صحيفة “ناشونال إنترست” إن “بشار الأسد” يحاول تصوير نفسه على أنه حامي المجتمع المسيحي السوري خلال سنوات الحرب التي شهدتها البلاد.

وأضافت الصحيفة في تقريرها أن تلك المحاولات كانت عبر تسليط الضوء على التهديدات التي تمثلها العديد من الجماعات المتشددة المنتشرة في سوريا بالنسبة لحاملي الديانة المسيحية.

إقرأ أيضاً: بالكذب كما يتقن دائماً.. بشار الأسد يخطف سوريا سبع سنوات قادمة

ونقلت المجلة عن “أيمن عبد النور” رئيس منظمة “مسيحيون سوريون من أجل السلام” قوله، إن نظام الأسد ليس حامياً للأقلية، مؤكداً أن نظام الأسد يستخدم “هذه البطاقة” للمساومة وتقديم المساعدة والتلاعب بالغرب خاصة المسيحيين المحافظين.

واعتبر “عبد النور” أن بداية الحرب كان العديد من المسيحيين يؤيدون الأسد، إلا أنّهم أدركوا أنّه لن يوفر لهم الحماية، وذلك بعد نحو 4 إلى 5 سنوات من بداية الحرب.

وأشار إلى أن نسبة المسيحيين في سوريا تقدر الآن بأقل من 5 في المئة من السكان، إذ انخفض عددهم من نحو 900 ألف إلى أقل من 400 ألف حالياً.

وقالت المجلة إنه من خلال تسليط الضوء على التهديد الذي تمثله العديد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة العاملة على الأراضي السورية، يصوّر الأسد نفسه على أنه حامي المجتمع المسيحي.

إقرأ أيضاً: ملف المعتقلين اللبنانيين في سوريا إلى الواجهة.. مذكرة قضائية ضد نظام الأسد

وأشارت إلى الموقف تفاقم مع سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات شاسعة من البلاد منذ نحو ثماني سنوات، مضيفة أن روسيا عززت دورها في سوريا على أنها مدافعة عن ديانة المسيحية.

وترى المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة “انترناشيونال كريستيان كونسيرن” كلير إيفانز أن نظام الأسد يقدم حماية زائفة للمسيحيين، وفقاً للصحيفة.

وقالت “لكن في نهاية المطاف يضع المسيحيين في وضع صعب، فأياً كان من يؤيدون سياسياً، سوف يتعرضون للتهديد والمعاقبة، ولهذا يقدمون الولاء للأقوى بهدف الحماية فقط”.

وذكر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان صادر عام 2019 بعنوان “استهداف أماكن العبادة المسيحية في سوريا تهديد للتراث العالمي”، أن النظام “يتحمل المسؤولية الأساسية عن 61 في المئة من استهداف أماكن العبادة المسيحية في سوريا”.

وكان المسيحيون في سوريا حتى أواخر ستينيات القرن الماضي يقدرون بحوالي 30 في المئة من عدد السكان، لتتضاءل النسبة منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 إلى 10 في المئة.

السابق
تعميم 158.. دولار تشرين 2019 ليس كما قبله!
التالي
مداهمة لوزير الصحة.. تخزين أدوية وحليب اطفال في الحمرا!