هكذا «إغتصب» حزب الله حقوق مسجد الشيخ حسين معتوق!

مسجد
هو مسجد الشيخ حسين معتوق، الذي يعتبر ثاني أقدم مساجد الشيعة في منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك بعد جامع عواد الذي بناه الحاج إبراهيم عواد ويُعرف الآن بمسجد الإمام زين العابدين عليه السلام، وما يزال جامع عواد يحافظ على استقلاليته الإدارية عن قوى الثنائية الحزبية الشيعية، رغم سقوط أكثر مساجد الشيعة في لبنان تحت سيطرة هذه الثنائية.

مسجد الشيخ حسين معتوق فقد كان يُعرف بمسجد البعلبكي،  قبل عودة آية الله الفقيه الشيخ حسين معتوق من النجف الأشرف، والتزامه إمامة الجماعة في هذا المسجد وكيلاً مطلقاً في المنطقة، للمرجع الأعلى للطائفة يومها الإمام الراحل السيد محسن الطباطبائي الحكيم، ومن بعد المرجع الحكيم حصل الشيخ معتوق على وكالة مطلقة في لبنان، من زعيم الحوزات العلمية المرجع الأعلى الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، وكانت أمور الشيعة في لبنان أكثرها في تلك الفترة ترجع للشيخ معتوق، حتى أن الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر كان يجلس عنده في ليلة العيد ينتظر إعلان الشيخ معتوق لعيدي الفطر والأضحى ..  

 وبعد التزام الشيخ معتوق لإمامة الجماعة في مسجد البعلبكي، صار المسجد يُسمَّى بمسجد الشيخ حسين معتوق، وبقي الشيخ معتوق لعقود من الزمن في هذا المسجد، يؤم الجماعة ويُلقي دروسه الفقهية والأخلاقية والقرآنية والمواعظ والمحاضرات وخطب الجمعة والأعياد، ويُحيي شتى أنواع المناسبات الدينية، سيما المجالس الرمضانية والعاشورائية، ووجد الشيخ معتوق ضالته في ركن المنبر في الخطيب الحسيني الشهير الشيخ عبد الوهاب الكاشي، الذي تمكن من تحويل المسجد وباحته الخارجية إلى مركز لقراءة مصرع الامام الحسين في بيروت في اليوم العاشر من المحرم. 

سيطرة حزب الله وتغيير اسم المسجد 

وبعد وفاة الشيخ معتوق خلفه في إمامة المسجد، صهره الفقيه المجاهد زعيم الحوزة العلمية اللبنانية الحالية آية الله الشيخ حسن طراد، الذي واظب على وظائف المسجد، إلى أن عجز عن ذلك بسبب مرضه وكبر سنه، فما كان من حزب الله إلا أن سيطر على مرافق المسجد المذكور سيطرة كاملة، بعد أن كان يقضم هذه السيطرة شيئاً فشيئاً في الفترة السابقة.  

فمع فجر انتصار الثورة الخمينية في إيران وتمددها في لبنان، عمد حزب الله إلى تغيير إسم المسجد من مسجد الشيخ حسين معتوق إلى مسجد الإمام المهدي، بهدف محو ذكر الشيخ حسين معتوق، الذي كان لا يقول بمبدأ ولاية الفقيه المطلقة، عملاً برأيه الاجتهادي، وهو رأي مشهور فقهاء الشيعة ورأي المرجعين الحكيم والخوئي، اللذين كان الشيخ معتوق يعمل بوكالتهما في لبنان، فكان أول عدوان على المسجد المذكور تبديل إسمه من قبل حزب الله.

 لحق ذلك فرض إمامة الشيخ علي سليم للمسجد خلفاً للشيخ حسن طراد، رغم تصدي العلامة السيد رضا صبح للنيابة عن الشيخ طراد بطلب وتكليف من الشيخ طراد وقد قام السيد صبح بإعادة تأهيل وترميم للمرافق الصحية للمسجد المذكور، وكان في فترة تواجده في بيروت يواظب على إلقاء دروسه في هذا المسجد إلى جانب إمامة الجماعة والأعمال الخيرية التي اشتهر بها السيد صبح في منطقة الضاحية. 

الشيخ علي سليم يستبد بالمسجد 

 فرغم كل ذلك وقع خيار حزب الله على الشيخ علي سليم إماماً لهذا المسجد لغايات أصبحت واضحة ومفضوحة، فأخذ يقوم بأنشطة حزبية لا تتلاءم مع سلوك العالم الديني ومنها اضطهاده لابن عمه فضيلة الشيخ بلال سليم غير المنتمي لحزب الله، ومنها إخراجه السيد حسن شكر من وقف مسجد الشيخ معتوق بالقوة، والسيد شكر كان الساعد الأيمن للشيخ حسين معتوق في الأعمال الخيرية عبر مساعدات وحصص تموين جمعية مساعدة المعوزين.

العلامة الشيخ أحمد معتوق نجل الشيخ حسين لـ “جنوبية” : “مع أن الوقفية الشرعية لمسجد والدي هي بإسمي ولناولكننا لم يعد لنا أي شيء في المسجد بعد وضع الحزب يده عليه!

كما عمل الشيخ علي سليم الذي يعنونه حزب الله بالقارئ المركزي لمجالس عاشوراء عمل على إتلاف أرشيف خمسة آلآف محاضرة ومجلس عزاء حسيني لمشاهير قدماء قراء العزاء الحسيني عند الشيعة كانت تحويها المكتبة الصوتية الحسينية التي كانت ملكاً للحاج خليل رمال في مستودع مسجد الشيخ حسين معتوق ، فأجرى الشيخ علي سليم على هذه المكتبة الصوتية الحسينية الماء كما أجرى المتوكل العباسي الماء على ضريح الحسين يريد جرفه وحرثه ، وقد كان هدف الشيخ علي سليم من ذلك خراج الحاج خليل رمال من وقف مسجد الشيخ حسين معتوق بالقوة ليُحقق لحزب الله السيطرة المطلقة على المسجد المذكور !  

طمس المعالم التراثية للمسجد 

ومن الجنايات التي لا تُغتفر ما فعله حزب الله بعد سيطرته الجائرة على جميع مرافق وقف المسجد حيث قام بترميمه وإعادة هندسة مداخله ومخارجه بطريقة عصرية مما أفقد المسجد المذكور طابعه التراثي والتاريخي في منطقة الغبيري دون أن تُحرك بلدية الغبيري ساكناً في هذا الملف ! 

ومما يُضحك تكليف الحزب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية محمد رعد بافتتاح المسجد بعد ترميمه، على كثرة ما في حزب الله من المعممين الذين قد يربو عددهم عن الألف، فمهمة رعاية المساجد لا بد أن تكون لرجال الدين وليس لرجال السياسة ! ولكن حزب الله يريد استثمار سيطرته على المسجد المذكور في الجولات الانتخابية البرلمانية !  

إقرأ أيضاً: الشاعر فاروق شويخ يرثي العلامة الأمين..سيد العشق إتخذناكَ قِبلةَ الضوءِ فينا

والمفارقة العجيبة هي في دعوة حزب الله مشايخه للحضور في حفل رعاية النائب محمد رعد فسأل أحد المشايخ المدعوين سأل بسخرية : ” وهل سنُصلِّي الصلاة جماعة بإمامة محمد رعد في حفل الافتتاح ؟!  ” .. 

ويقول العلامة الشيخ أحمد معتوق نجل الشيخ حسين ل “جنوبية” : “مع أن الوقفية الشرعية لمسجد والدي هي بإسمي ولنا، ولكننا لم يعد لنا أي شيء في المسجد ! وحتى صورة والدي تم رفعها عن جدار المسجد وألقوها في مكب النفايات فحصلت معركة حتى عاد الحزب وردها إلى موضعها! 

وعندما قامت جامعة المصطفى بتكريم الشيخ حسن طراد صهر الشيخ حسين معتوق، لم يُذكر في التكريم إسم الشيخ معتوق عم الشيخ طراد ووالد زوجته، لأنه مخالف لولاية الفقيه فحصلت معركة أخرى أحرجت الحزب فاضطر لطباعة كتاب تكريماً للشيخ معتوق، ولكنه نسب كذباً له كلمات يمدح فيها السيد الخميني كذَّبها نجل الشيخ حسين معتوق! 

السابق
«فريدة من نوعها».. بوتين يتفاخر بتجريب أحدث الأسلحة الروسية في سوريا
التالي
بعد تلقيه لقاح «استرازنيكا».. تغريدة جديدة لوزير الصحة