25 أيار.. «حزب الله» يخطف التحرير ويُغيب المقاومين!

عيد المقاومة والتحرير
هي نفسها العقلية الإلغائية التي كبَّدت الطائفة الشيعية واللبنانيين، فادح الخسائر منذ أربعين سنة وحتى الآن، هي العقلية الإلغائية التي أدخلت الشيعة في الحروب الدموية زمن الحرب الأهلية والتي قد تكون على الأبواب مرة أخرى في قادم الأيام. هو نفسه منطق : " الأنا " حيث الإنِّيَّة والأنانية المطلقة العمياء التي تريد كل شيء لنفسها، ولا تُعطي إلا فتات ما يعود لها في الخاتمة. هو منطق أن لا تروا غيري وأنظروا إليَّ بعيني لا بعيون الآخرين لتروا ما أرى لا ما يراه الآخرون !

هذا هو حال حزب الله هذه الأيام وهو يطبخ طبخة عيد المقاومة والتحرير الحادي والعشرين، فيوهم بإعلامه أنه كل القضية ولا يُسلِّط الضوء على جهد الآخرين، بعدما احتكر العمل العسكري المقاوم بنسبة كبيرة، وجعل بيئة المقاومة مزرعته التي لا ينبغي أن يشاركه في فيئها أحد !

إقرأ أيضاً: «حزب الله» ينفض غبار «الصواريخ» عن «سرايا المقاومة»..و«غضب» عوني على بري والحريري!

ففي هذه الأيام ينشغل إعلام حزب الله بهذه المناسبة المجيدة، مستذكراً جهود وعذابات طائفة من اللبنانيين عملوا تحت لوائه، ولكنه لا يأتي ببنت شفة على جهد وعذابات بقية الفرقاء والشركاء في المقاومة والتحرير. وإن تعرَّض لذكرهم فإنه يذكرهم بخجل شديد، خوفاً من أن يشاركه أحد في أكل شيء جبنة السلطة التي يتشبَّث بمتاعها بيديه ورجليه !

تاريخ المقاومة الوطنية

فالمقاومة بدأت في لبنان ضد المحتلين، منذ أن وُجد الكيان اللبناني على الخارطة الجغرافية، فكانت مقاومة السيد عبد الحسين شرف الدين، ومقاومة أدهم خنجر وصادق الحمزة للاحتلال الفرنسي، ومن بعده كانت مقاومة العدوان الصهيوني منذ احتلاله لجنوب لبنان على يد اليساريين الوطنيين، ثم خاضها مختلف أطياف الشعب وفئاته، منطلقة من فكر المغيب القائد السيد موسى الصدر، فكانت مقاومة المنظمات الفلسطينية، ومقاومة القوميين، ومقاومة الشيوعيين، والمقاومة المدنية الشاملة التي اعلنها الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين، وقادها علماء الجنوب الشجعان، منهم من استشهد كالشيخ راغب حرب والسيد عبد اللطيف الامين، ومنهم من تم إبعاده قسرا بعد اعتقاله، مثل سماحة العلامة الراحل السيد محمد حسن الأمين.

حزب الله هذه الأيام مشغول بإعلامه للتسويق لمشروعه متجاهلاً دور غيره في المقاومة والتحرير

ولا ننسى مقاومة حركة أمل التي كانت العامود الفقري لعمليات المقاومة والتحرير، لحين اندحار العدو الصهيوني من ثلثي الجنوب نهاية عام 1985.

وفي تقرير موثق وڤيديوات مسجلة عرضها الرئيس نبيه بري على القيادة الإيرانية، تبين للإيرانيين أن سبعين بالمئة من العمليات العسكرية التي انطلقت من لبنان ضد إسرائيل، والتي كان يُقتل فيها جنود من اليهود، كانت من تنفيذ حركة أمل، في حين أن أكثر عمليات حزب الله كان يُقتل فيها العملاء وليس اليهود. وتبين أن طبيعة أكثر عمليات حركة أمل كانت بتفجير العبوات بآليات ومواكب العدو، في حين تميز عمل حزب الله بالهجمات المباشرة من قبل المقاتلين وذلك على النقاط المستهدفة. لذلك كانت الخسائر البشرية في عمليات حركة أمل أقل بكثير من تلك التي كان ينفذها حزب الله، مع العلم ان مئات الشهداء سقطوا للحركة في مواجهة الاحتلال الصهيوني على مدى 18 عاما.

المقاومة بدأت في لبنان ضد المحتلين منذ أن وُجد الكيان اللبناني على الخارطة الجغرافية

وعلى كل حال، فإن حزب الله هذه الأيام مشغول بإعلامه للتسويق لمشروعه، متجاهلاً دور غيره في المقاومة والتحرير.

فهل بهذه الطريقة يريد حزب الله كسب قلوب أكثر من ثلاثة أرباع جمهور المقاومة والتحرير، الذين يُشككون في إخلاص حزب الله ومقاومته للمشروع اللبناني، ويتهمونه بالمقاومة حتى آخر الشهر وبالمقاومة لمصلحة مشاريع تمدد إيران في المنطقة ؟

السابق
ارتفاع اضافي بدرجات الحرارة.. كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
التالي
فوائد الزنجبيل لتغطية الشيب!