عون يضع السيناريوات البديلة «تكليفاً وتأليفاً».. هل سيتعذر الحريري؟!

سعد الحريري

لا يزال الجمود يسيطر على التأليف الحكومي، مع”فرملة” الاتصالات بين القةوى السياسية، ونسف مبادرة الرئيس نبيه بريطووفق مصادر مواكبة لـ”القبس” الكويتية، فإنّ تشكيل الحكومة بات أكثر تعقيداً بعد انتكاسة المبادرة الفرنسية، وأصبح واضحاً أن المعنيين في الداخل في حال ترقب وانتظار لما ستؤول إليه التطورات الإقليمية، بدءاً بنتائج المحادثات في الملف النووي الإيراني، مروراً بما يدور من أحاديث عن حوار خليجي مع إيران، من دون إغفال العامل المستجد في الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: من «الصفر» الدولي إلى.. «المُكعب» اللبناني!

وتبعاً لهذه المعطيات، ترجح المصادر ل”الجمهورية” إبقاء الملف الحكومي على رصيف الانتظار إلى أمد طويل، معتبرة أن ما يحكى عن عقوبات أوروبية موعودة على معرقلي تشكيل الحكومة – في حال نجح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إقرارها – فلن تكون مؤثرة في دفع هؤلاء إلى التنازل عن شروطهم وفك أسر الحكومة.

وعلى الرغم من تلويح الرئيس المكلف سعد الحريري بالاعتذار، عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت، فان كل المعطيات تشير الى أن خيار الاعتذار مستبعد في الوقت الحالي، وأن الحريري غير مستعد لإخلاء الساحة لرئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، خصوصاً في ظل الدعم الذي يوفره له الثنائي الشيعي، علماً بأن أوساطاً سياسية تعتبر أن الحريري تلقى رسالة إقليمية سلبية من خلال النائب نهاد المشنوق، الذي سماه في الاستشارات النيابية الملزمة، عندما نصحه في مقابلة له بالاعتذار.

ولفت منسق الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى إلى ان “الإعتذار حالياً ليس مطروحاً”. وأمل موسى في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية، وصول “مبادرة الرئيس بري إلى نتيجة إيجابية، لأن الحل اليوم يكمن في تشكيل حكومة برئاسة الحريري، وليس الإعتذار، إلّا أنه وحتى اليوم، الأمور الحكومية لا زالت على حالها”.

وبخلاف ما يروّج له بعض المقربين من دوائر قصر بعبدا عن “مبادرة جديدة” يعتزم رئيس الجمهورية ميشال عون إطلاقها في الأيام المقبلة لكسر الجمود في حلقة التأليف، تؤكد المصادر ل”نداء الوطن” أنّ “عون لا يزال على موقفه المتصلّب تجاه عملية تشكيل الحكومة ولا يبدي أي مرونة أو تعاون تجاه الوسطاء الذين يحاولون تدوير الزوايا بينه وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”، بل على العكس من ذلك أصبح رئيس الجمهورية يضع السيناريوات البديلة “تكليفاً وتأليفاً” انطلاقاً من قناعته بأنّ “اعتذار الحريري مسألة وقت لا أكثر”.

وعلى هذا الأساس، أطلق عملية “جس نبض” تجاه رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لجوجلة البدائل المتاحة معه واستكشاف مدى جهوزيته لقبول التكليف فور اعتذار الرئيس المكلف.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية مطلعة على مساعي عون أن إجتماعات جرت بعيداً من الأضواء بين ميقاتي وشخصية مقربة من رئيس الجمهورية بغية التفاهم بين الجانبين على ترتيبات تأليف حكومة جديدة وبوقت سريع بعد اعتذار الحريري، لا سيما وأنّ الموفد العوني نقل مباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري لخطوة تكليف ميقاتي في حال أصرّ الحريري على الاعتذار. وتفيد المعلومات المتوافرة حيال خلاصة هذه الاجتماعات، أنّ ميقاتي لم يوصد الباب نهائياً أمام خيار تكليفه تشكيل الحكومة، لكنه وضع “قائمة شروط” لقبول المهمة ولا يزال ينتظر جواب عون عليها.

السابق
بالفيديو: أكثر من 230 صاروخا.. المقاومة الفلسطينية تواصل قصف إسرائيل وغارات عنيفة على غزة
التالي
الدولار يحلق في السوق السوداء.. كيف افتتح اليوم؟