هل يتحول الحريري إلى خيار «استراتيجي» سعودي؟!

سعد الحريري
مع بدء السعودية مؤخرا لقاءات جس نبض مع طهران، في محاولة لبلورة تسوية بين الطرفين، هل يتحول الحريري إلى خيار «استراتيجي» سعودي؟!

يشكل الرئيس سعد الحريري خيارا استراتيجيا للرياض، أكثر من أي وقت مضى، و التي وعلى ما يبدو  بدأت مؤخرا لقاءات جس نبض مع طهران، بغية الوصول إلى نتيجة تتناسب وسياسة التنمية المستدامة والتطور، التي تنتهجها المملكة بقيادة ولي العهد الناشط على خط تحديث ورفع مستوى القيادة في بلاده، وطريقة تفكيرها لمواكبة العصر.

وما بادر إلى القيام به محمد بن سلمان حتى الآن، إن لناحية الصندوق السيادي او كم المشاريع المنجزة خرائطها، يشي بشي واحد وحيد، وهو أن الخيار قد اتخذ وقابليته للتنفيذ تستدعي طريقة تفكير مختلفة عن تلك القائمة، تتناسب و المواجهة المقبلة التي تدخل فيها اسلحة مثل التعلم والتكنولوجيا والاقتصاد والصحة، والإفادة من المشاعات الاستراتيجية غير المستخدمة كالفضاء والمياه والصحراء، بالإضافة إلى ما هو في باطن الأرض، تحمل معتنقها بداية إلى أن يكون دولة ما فوق إقليمية، قادرة على مواجهة ما يحاك ضدها مواربة، ويستخدم لأجل تأخرها ليس بالضرورة خلق مشاكل واضطرابات في داخلها، بل فوضى منظمة في كيانات لها مجاورة.

اقرا ايضا:ً «حزب الله» يُطيح بآخر محاولات باسيل لـ«عزل» الحريري..والإعتذار «يَحوم» فوق «بيت الوسط»!

قد يكون سعد الحريري صالحا” لأن  يدخل في صلب هذه المعادلة، نظرا لإدائه الطبيعي، الذي يصنفه البعض ويصفه تقليلا لاهميته باللاإرادي، لكنه شئنا أم ابينا، جنب البلد صراعا شبيها بالذي حدث في سوريا واليمن والعراق، وتفكيره يدخل محليا في الإطار الذي يدعم فكرة المواجهة، عبر تمتين وسائل الأمان لتحقيق الاستقرار الداعم الأساس، لمواكبة الإستحقاقات المستجدة القادمة، المتمثلة بالفوضى المطلقة التي تُبقي معتنقيها داخل دولاب الفأر (الهامستر) وفيها اذا حرك او ركد بقي بداخله.

يشكل الرئيس سعد الحريري خيارا استراتيجيا للرياض، أكثر من أي وقت مضى، و التي وعلى ما يبدو  بدأت مؤخرا لقاءات جس نبض مع طهران


المطلوب اليوم ان يجد الحريري حقيقة من يخدمه في هذا المنحى، او عليه أن يجد الآفاق الممكنة لتحقيق ذلك، من دون الالتفات إلى من هم  دون هذا التفكير، عليه الذهاب مباشرة إلى من بيدهم القرار او التأثير  الفعلي والحقيقي، لتتحقق رؤيته تماما كما هو حاصل ويحصل اليوم، وإن من دون تنسيق في مملكة الامير ولي العهد.عهد الموتورين في العالم أجمع إلى إنحسار، العقل السائد او الصاعد او القادم يبحث ويعمل اليوم، على مواكبة اساليب المواجهة المقدر لها أن تبدأ بأساليب أخرى، حددتها رؤيا الاعوام العشرة او العشرين القادمة، التي يصطلح على تسميتها بأسلحة الجيل الخامس. مرحلة قد لا تخلو من الصراعات المتفرقة المنتشرة، لكنها يقينا لن تكون شاملة. سيشهد العالم تحالفت مختلفة وقد تكون قديمة، ولكن على أسس وقواعد جدية وجديدة، وما نشهده منها  يؤشر الى انه  من الممكن لو تمعنا به ان نرى حدوثه بشكل سريع.

أمام لبنان فرصة حقيقة قد تصل إلى حدود التعريف بالتاريخية


أمام لبنان فرصة حقيقة قد تصل إلى حدود التعريف بالتاريخية، طبعا اذا ما ترافق مع ذهنية واعية، مدركة لما يحصل وسيحصل في العالم  في وقت ليس بطويل. 
جغرافيا لبنان وقدراته ومقدراته، تستوجب تغييرا قبل حدوث الإنهيار المهيب، يسعى إليه أصحاب القرار من الحقيقيين،  الامر الذي ينجي لبنان المستقل من سوء المصير، ويجعله عوضا” عن تبخره على خارطة العالم الجديد.

السابق
«جمهورية حمد حسن»: «منصة» معطلة ورعب جنوبي طبي وشعبي من الإسترازنيكا!
التالي
من أجل فهم فرنسي أفضل للبنان